ان الحاكم الفاسد عندما يتولى شؤون الرعية فإنه سيفسد كل شيء ، وسيعبث بمقدرات الرعية ، لذلك لابد للرعية أن تتخذ موقفا حازما لازاحة هذ الحاكم ، وانتخاب حاكم جديد شريطة أن يكون عادلا ، اما ان تظل متمسكة بالحاكم الجائر تحت ذرائع شتى ، فلن يستقيم امرها ، حينئذ لايحق لكل مواطن سكت عن جور هذا الحاكم أن يلقي باللائمة على الحاكم ، لان هذا الحاكم هو من صناعته .

وحتى يتم التغيير السياسي لابد لكل مواطن ، من وقفة شجاعة وحازمة ، ينتخب بموجبها المؤهل لقيادة مراكز الدولة ، خاصة السلطة التشريعية، وعندما يعمل بهذا الاتجاه فمن المؤكد أنه سيجني ثمرات نافعة ، لان الحاكم المنتخب والعادل هو تجسيد حقيقي لارادة هذا الشعب .

لقد مضت عقود من الزمن وما يزال بعض المواطنين كما هم مستسلمون لقدرهم دون أن يبادروا إلى انتشال انفسهم من هذا الضياع، والمفارقة أنهم في نفس الوقت يلعنون الحاكم رغم انهم ساكتون على ظلمه ، وبنفس الوقت يلجأون إلى الله كي ينقذهم من الحاكم ، وهذا أمر محال فمن يغير ومن يملك فرصة التغيير هو المواطن وليس الله ، لان هذا المواطن هو المسؤول عن إدارة شؤونه وليس الله ، لكن متى ما لمس الله في المواطن استعدادا ومبادرة للتغيير فإنه سيبارك له جهوده ، لان هنالك قانونا طبيعيا اجتماعيا سواء كان سالب الاتجاه أو إيجابي الاتجاه هو من يتحكم بمقدرات المواطن ، فمتى ما صلح المواطن صلح الحاكم ومتى مافسد المواطن فسد الحاكم .

وهذه النظرية يجهلها الكثير من المواطنين ممن يتصورون أن الأمور تجري بشكل حتمي فلا قدرة لهم على التغيير .