واسط / جبار بچاي
"أنا أحد موظفي الدولة واتقاضى راتباً شهرياً، لذلك لن أقدم على التعاقد بصفة موظف اقتراع في الانتخابات القادمة لفسح المجال لشخص آخر خريج عاطل عن العمل للتعاقد معه... من التالي؟".
بهذه العبارة أطلق موظفو دوائر محافظة واسط مبادرة تقضي بعدم التقديم على الوظائف التي أعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لغرض التعاقد مع موظفي اقتراع في الانتخابات المقبلة، وتهدف المبادرة الى إتاحة الفرصة للخريجين العاطلين عن العمل للتقديم على تلك الوظائف دون منافسة الموظفين لهم.
شاعت المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً ولاقت قبولاً ثم تطورت بعد أن تداولها ناشطون ومدونون ولاقت بذات الوقت ترحيباً من قبل الخريجين الذين وصفوها بـ"خطوة إنسانية ووطنية ومبادرة ذات مدلولات".
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن فتح باب التقديم للعمل كموظفي اقتراع ابتداءً من 23/5/2021 ولغاية الأول من أيلول القادم عبر رابط التقديم على موقعها الرسمي ihec.iq)).
وقال بيان سابق للمفوضية، إن "التقديم يشمل موظفي الدولة كافة على أن يكون اقل تحصيل دراسي هو الاعدادية وطلبة الجامعات والمعاهد والخريجين، وان يكون عمر المتقدم مابين 19 ــ 58 عاماً".
الخطوة التي أقدم عليها موظفو الدوائر في محافظة واسط لاقت قبولاً واسعاً واتسعت آليات تفعليها لتصل أبعد من مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن لجأ موظفون في بعض الدوائر الى خط يافطات كبيرة عند مداخل دوائرهم تحض على عدم التقديم على الوظائف التي أعلنتها مفوضية الانتخابات للتعاقد معها بصفة موظفي اقتراع، وتؤكد تلك اليافطات على أهمية ترك المجال أمام الخريجين العاطلين عن العمل، فهم أولى بذلك.
"حب لأخيك ما تحب لنفسك"
يقول جعفر عبد الرضا فرحان الحمداني، أحد موظفي ديوان محافظة واسط إن "هذه الخطوة أو المبادرة أجدها مناسبة جدا وتتماشى مع الواقع الذي يمر به عدد كبير من الخريجين العاطلين عن العمل بمختلف التخصصات فهم أولى من غيرهم بمثل هذه الفرص".
وأضاف "نحن مجموعة موظفين سبق وأن شاركنا بصفة موظفي اقتراع ولمرتين في الانتخابات السابقة لكن هذه المرة عزمنا على عدم التقديم لترك الفرصة لأخوة وزملاء وأصدقاء لنا من الخريجين هم أولى من غيرهم بالتعاقد ولو ليوم واحد.. المهم أن يحصلوا على مكافأة مالية من الحكومة".
مشيراً الى أن "المبادرة انطلقت من مفهوم (حب لأخيك ما تحب لنفسك) ولاقت قبولا جيداً بين زملاء آخرين لنا في مختلف الدوائر الحكومية".
وفي السياق ذاته تقول شيرين عبد السادة وهي معلمة في تربية واسط إن "ظروف الخريجين العاطلين عن العمل واستمرار تظاهراتهم ومطالبهم بالحصول على وظائف دفعتني مع عدد كبير جدا من زميلاتي الى العزوف عن التقديم بصفة موظفي اقتراع وسنترك تلك الوظائف لهؤلاء الخريجين فهم أحق منا وأولى بها".
وترى شيرين أن "قضية المشاركة في تعضيد العملية الانتخابية من خلال زج كوادر مدربة وسبق لها أن خاضت العمل في الانتخابات السابقة هي قضية وطنية واساسية لكن اليوم نجد أن البعد الانساني طغى على ذلك لهذا السبب بادرنا الى ترك الفرصة الى الخريجين العاطلين".
وسبق أن أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات جمانة الغلاي عن حاجة المفوضية الى 334 الف موظف اقتراع على ان لا تزيد مواليدهم عن الـ2002 على أن يكون أقل تحصيل دراسي هو الاعدادية ويمتلك المتقدم بطاقة ناخب الكترونية أو بايومترية ويكون من سكنة المحافظة حصراً، كاشفة عن أن التقديم يكون ضمن الرقعة الجغرافية في مركز التسجيل ضمن الدائرة الانتخابية التابع لها وان لا يكون ممن صدرت بحقه قرارات العقوبة وحرمانه المكافأة من قبل المفوضية السابقة.
مبادرة ذات مدلولات
من جانبه، يرى مصطفى محمد راضي، خريج كلية التربية بجامعة واسط وعاطل عن العمل أن "مبادرة الموظفين في واسط بعدم التقديم على موظفي الاقتراع لها معانٍ كثيرة ومدلولات انسانية ووطنية رغم حاجة الكثير منهم الى الاموال بسبب ضعف رواتبهم".
وأشار الى أن "عملية التقديم تمت وفق رابط المفوضية وهناك إجراءات أخرى ننتظرها على أمل أن نكون من المقبولين وهي فرصة جيدة لكل شخص خاصة الخريجين للحصول على مكسب مالي يفيده في كل الأحوال".
وحسب آخر انتخابات في العراق جرت عام 2018 كان راتب أو مكافأة موظفي مراكز الاقتراع تتراوح بين (200 الى 300 ألف دينار عراقي) حسب طبيعة المسؤولية، فمدير المركز الانتخابي يكون أعلى مرتباً يليه مدير المحطة ثم موظف الاقتراع في حين لم تتضح صورة تلك المكافأة في الانتخابات المقبلة غير أن هناك تأكيدات تشير الى أن المكافأة المالية تكون للخريجين فقط في حين يحصل الموظف المشارك ضمن العملية الانتخابية على شكر وتقدير من السيد رئيس الوزراء.
اترك تعليقك