وكالة الطاقة الدولية: حل أزمة كهرباء العراق تكمن بإدخال إصلاحات طويلة الأمد

وكالة الطاقة الدولية: حل أزمة كهرباء العراق تكمن بإدخال إصلاحات طويلة الأمد

 ترجمة/ حامد أحمد

ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تعليق لها على ازمة الطاقة الكهربائية في العراق بانه يتوجب على قطاع الكهرباء ان يدخل في خططه إصلاحات وحلول طويلة الامد من اجل الحد من ازمة الانقطاعات المستمرة بتوليد الطاقة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية انقطاعات بالتيار الكهربائي عمت مناطق واسعة من العراق وسط تصاعد بدرجات الحرارة اثرت على ملايين من العراقيين بضمنهم أهالي العاصمة بغداد والمدن والمحافظات الجنوبية. وقالت وزارة الكهرباء ان محطات الكهرباء ولدت يوم الجمعة ما يقارب من 4,000 ميغا واط، وهو اقل من معدلات التوليد التي تبلغ ما بين 12,000 الى 17,000 ميغا واط. وتصاعد التوليد في وسط النهار الى 8,000 ميغا واط. وقال، علي الصفار، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة له مع موقع ذي ناشنال الاخباري "مشكلة الكهرباء العراقية تتطلب وضع خطة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد. مع ذلك فان الحكومات المتعاقبة مالت الى خيار الإصلاحات القصيرة الاجل. ولكن اذا ما اردنا التوصل لنظام توليد مستمر ومستقر للطاقة الكهربائية فلا يتحقق ذلك بالخطط القصيرة الاجل فقط. المراحل الثلاثة مطلوبة وستكون منطقية في حل الازمة الواحدة بعد الأخرى".

وأضاف الصفار بقوله "ما نشهده اليوم هو وضع حيث تكون فيه محطة التوليد منهارة من الناحية الافتراضية، ويتضح ذلك عندما تتذبذب معدلات التوليد صعودا ونزولا وبالنهاية توقف المنظومة".

يمكن للانقطاعات الكهربائية ان تحصل عندما تعمل شبكة الكهرباء بطاقتها القصوى، او بسبب حصول عطلات في شبكة النقل والتوزيع. ويمكن لدرجات الحرارة العالية ان تلعب دورا أيضا في هذه التوقفات.

وقال الصفار "درجات الحرارة عالية جدا، ويمكن ان يسبب ذلك مشاكل. من جانب آخر فان استيرادات العراق من مادة الغاز والطاقة الكهربائية تقلصت كثيرا".

بعد سنوات من الحرب والتراجع الاقتصادي، فان العراق بحاجة الى استثمارات في جميع قطاعاته الصناعية، ولكن توليد الطاقة امر حساس بشكل خاص. حيث ان محطات توليد الطاقة في البلاد المتقادمة تولد ساعات قليلة من الكهرباء يوميا، وكانت هذه الانقطاعات المزمنة بالطاقة الكهربائية مسبب رئيس لاحتجاجات ضد الحكومة انطلقت في تشرين الأول 2019.

ومضى مسؤول الطاقة الدولية بقوله "بغض النظر عما استثمره العراق عبر العشر سنوات الماضية، فان هناك فجوة متنامية بين معدل التجهيز وحجم الطلب، وعندما تكون هناك فجوة بين كمية تجهيز الكهرباء وحجم الطلب عليها فلا يمكن تلبية هذا الطلب، وهذا ما يسبب الانقطاعات بتوليد الطاقة".

وقال الصفار بانه يجب ان يكون هناك اندفاع نحو تحقيق استثمارات في مجالات نقل وتوزيع الطاقة وادامة المحطات والمولدات لتتمكن البلاد من تلافي حدوث ضياع في التجهيز.

بإمكان العراق ان يولد 20,000 ميغا واط، ولكن طاقة التوليد الفعلية، التي تتأثر بعوامل الهدر الفنية والمشاكل الأمنية والصيانة، تقدر بما بين 12,000 الى 17,000 ميغا واط خلال اشهر الصيف.

ويقول المسؤول في وكالة الطاقة بان العراق لديه الامكانية لمواجهة هذه المشكلة. ويضيف بان العراق هو من بين اكثر البلدان في العالم حرقا لمادة الغاز الطبيعي المصاحب. مشيرا الى انه يحرق كميات غاز تكفي لسد حاجته من الطاقة.

ويقول الصفار "نحن نعرف بان العراق يعتمد على الاستيرادات. انه يحرق كميات كبيرة من الغاز. في الواقع انه يحرق كميات من الغاز في البصرة تعادل الكميات التي يستوردها، واذا ما تمكن العراق من تصنيع وتجميع هذا الغاز فلن يعتمد بعد على الاستيراد".

مع ذلك فان المشكلة ليست فنية فقط، بل هناك جانب أمني يكمن فيها. فقد شهدت البلاد مؤخرا موجة هجمات تخريبية استهدفت خلالها أبراج نقل الطاقة نفذتها مجاميع مجهولة.

وقال الصفار "هناك حملة استهداف من قبل مجاميع مسلحة لضرب شبكات النقل والتوزيع ومحطات الكهرباء. يبدو ان هناك محاولات ممنهجة لضرب منظومة الكهرباء في أجواء الحر هذه الهدف منها اثارة غضب الناس". الخميس الماضي تم تخريب خط نقل بين كركوك والقيارة بطاقة 400 كيلو فولت. وتخريب خط آخر بنفس اليوم في صلاح الدين بطاقة 132 كيلو فولت.

وأضاف الصفار انه اذا ما وضعت الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن انتخابات تشرين الأول مشكلة الكهرباء كأولوية في برنامجها الحكومي فعندها يمكن حل مشاكل الكهرباء. مشيرا الى ان حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد تعهدت بجلب القطاع الخاص والمستثمرين العالميين الى البلاد.

الأسبوع الماضي ذكرت شركة مصدر، الإماراتية بانها ستقوم بتطوير مشاريع طاقة شمسية جديدة في العراق. ووقعت اتفاقية مع هيئة الاستثمار العراقية الوطنية لتطوير مشاريع فوتوفولتية بطاقة انتاج دنيا بقدر 2 غيغا واط.

وقال الصفار "إنها كمية كبيرة من الطاقة".

عن موقع ذي ناشنال الإخباري

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top