بعد انتهاء جولة الحوار الستراتيجي.. أوساط سياسية ترحب بقرار خروج القوات الأمريكية من العراق

بعد انتهاء جولة الحوار الستراتيجي.. أوساط سياسية ترحب بقرار خروج القوات الأمريكية من العراق

 بغداد/ حسين حاتم

رحبت أوساط سياسية مختلفة بما حققه الوفد العراقي المفاوض خلال جولة الحوار الستراتيجي الأخيرة، من اتفاق على خروج القوات الامريكية من البلاد. ووصف نواب ومراقبون أداء الحكومة العراقية خلال المفاوضات بـ"المذهل"، مشيدين بجهود الوفد المفاوض.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمّتها القتاليّة" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع هذا البلد.

وقال بايدن: "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة في العراق، لكنّ "تعاوننا ضدّ الإرهاب سيتواصل حتّى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".

وأوضح الرئيس الأمريكي، أنّ "دور العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على تدريب القوّات العراقيّة ومساعدتها في التصدّي لتنظيم داعش، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد".

بالمقابل، أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أهمية نتائج الحوار الستراتيجي مع أميركا لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، مشدداً على ضرورة "حماية السيادة والقرار الوطني المستقل" لتحقيق سيادة البلاد.

وقال صالح في تغريدة على تويتر إن "نتائج الحوار الستراتيجيّ العراقي - الأميركي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية".

وأضاف أنها "تأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند الى مرجعية الدولة".

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل".

بدوره، أشاد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، بنتائج الجولة الرابعة من الحوار الستراتيجي بين العراق وأميركا، مبيناً أن "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته".

وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر إن "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته، واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الستراتيجي العراقي – الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة، ومقتضيات المصلحة الوطنية، وتحقيق السيادة الناجزة، وبناء عراق مقتدر سيد".

وأضاف: "نبارك إنجاز رئيس مجلس الوزراء وفريقه المفاوض وكل الجهود التي بُذلت لتحقيق هذا النجاح".

عضوة لجنة العلاقات الخارجية النيابية علية الامارة تقول في حديث لـ(المدى)، إن "القوات الامريكية دخلت برغبة عراقية وخرجت بتفاوض ورغبة عراقية أيضا"، مستدركة بالقول "لا يمكن اعتبار القوات الامريكية المتواجدة في العراق بالوقت الحالية محتلة".

وترى الامارة، أن "وجود القوات الامريكية ضروري، لكنه ليس بالضرورة الملحة في الجانب العسكري"، مبينة ان "وجودهم قد يكون ضرورة لتعاون وفق أفق ستراتيجي آخر".

وتشير عضوة الخارجية النيابية، الى أن "رئيس الوزراء والوفد المرافق له بذلوا جهودا كبيرة بشأن مفاوضات جولة الحوار الستراتيجي".

وتضيف الامارة، ان "خروج القوات الامريكية لا يعني قطع العلاقات مع الجانب الأمريكي، بل هناك شراكة وطيدة في مجالات متعددة بين البلدين".

ومضت عضوة مجلس النواب علية الامارة الى، أن "العراق ما يزال يحتاج بين الحين والآخر الى مساندة من قبل قوات التحالف الدولي للقضاء على داعش بكل انواعه سواء أكان فكريا او خلايا نائمة او هجومات وتدخلات (..)". وزارة الخارجيّة الامريكية ذكرت في بيان لاحق أنّ "العلاقة ستتطوّر بالكامل نحو دور للتّدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباريّة" مع القوّات العراقيّة المنخرطة ضدّ تنظيم داعش.

وأضافت الوزارة، انه "بحلول 31 كانون الأول، لن يكون هناك مزيد من القوّات في مهمّة قتالية".

وبحسب البيان، اكدت "الولايات المتحدة احترامها سيادة العراق وقوانينه، وتتعهّد توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة أراضيه".

من جهته، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أنّ العلاقة بين البلدين باتت "أقوى من أيّ وقت مضى".

وكان وزير الخارجية فؤاد حسين، قد أكد أن جولة الحوار الستراتيجي الرابعة بين بغداد وواشنطن تقدم رؤية واضحة تتميز بها علاقة الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن "القوات الأمنيّة ما تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية المتعلقة بالتدريب والتسليح والتجهيز وبناء القدرات".

المختص بالشأن الأمني والسياسي فاضل أبو رغيف يقول في حديث لـ(المدى)، إن "الحكومة العراقية أذهلت المراقبين والقيادات العسكرية الامريكية خلال جولتها الأخيرة من الحوار الستراتيجي".

ويضيف أبو رغيف أن "الجولة أظهرت جنبة عسكرية تقنية حرفية من قبل المفاوض العراقي".

ويرى المختص بالشأن الأمني، أن "العراق مقبل على مرحلة جديدة من التهدئة والسكينة"، مستدركا بالقول، إن "خروج القوات سيؤدي الى انعدام استهداف القواعد العسكرية وانخفاض التصعيد العسكري والقصف المتبادل".

ويبين أبو رغيف، أن "الجانب الأمريكي القتالي سينسحب، ويقتصر البقاء على المستشارين والمدربين"، مؤكدا ان "القوات الجوية الامريكية ستبقى بالقرب من قواعدها عند قيادة العمليات المشتركة". من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن مهمة القوات الأميركية في العراق تغيرت، لكن هذا لا يعني انتهاء الشراكة بين واشنطن وبغداد.

ساكي اضافت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعات الجولة الرابعة من الحوار الستراتيجي بين العراق وأميركا، وقالت: "وصلنا الآن الى مرحلة انتقلت خلالها مهمة القوات الأميركية في العراق، من القتال إلى التدريب والاستشارة، والمساعدة".

ساكي ذكَّرت الجميع، بالشراكة الوطيدة بين العراق وأميركا الموجودة مسبقاً مؤكدة استمرارها.

وبعد انتهاء المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه ينتظر إتمام انسحاب قوات "الاحتلال" مقدماً شكره لـ"المقاومة العراقية الوطنية".

وقال الصدر في تغريدة له على تويتر، "ها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع، لننتظر وأياكم إتمام الانسحاب".

وشكر الصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على جهوده المبذولة لبلورة الاتفاقية مع الجانب الأميركي.

وأضاف الصدر، "مع العلم أننا بينا شروطاً فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقاً".

الصدر أبدى استعداده "لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية، وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة".

الى ذلك، أشاد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، بموقف رئيس مجلس الوزراء و الوفد العراقي المفاوض في واشنطن، واصفاً إياه بالإنجاز الدبلوماسي.

وقال الحكيم في تغريدة على تويتر: "موقف موفق لرئيس مجلس الوزراء والوفد العراقي المفاوض في واشنطن والذي نجح و بدعم القوى السياسية في إحراز إنجاز دبلوماسي للوطن تمثل بإبرام إتفاق مع الجانب الأمريكي يقضي بسحب كامل القوات القتالية بنهاية هذا العام وإبقاء التعاون التدريبي والاستشاري والاستخباري قائما بين البلدين".

وأضاف الحكيم، أن "تحقيق هذا الإنجاز نابع من وحدة الموقف العراقي الرافض للوجود العسكري الأجنبي والاستعاضة عنه بعلاقات متبادلة تحفظ المصلحة والسيادة العراقية ومكانة العراق في محيطه الإقليمي، نكرر اعتزازنا وشكرنا لكل الجهود التي بُذلت ونبارك للجميع إنجاز العراق الدبلوماسي".

بالتزامن مع ذلك، رحب تحالف الفتح، بما حققه المفاوض العراقي من اتفاق على خروج القوات القتالية من العراق.

وقال التحالف في بيان تلقته (المدى)، "نرحب بما حققه المفاوض العراقي من انجاز بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام وهو خطوة ايجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".

وأعرب التحالف عن أمله "من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي وكل الشكر والتقدير للمفاوض العراقي على هذا الانجاز الوطني".

وفي سياق متصل، ذكر تحالف سائرون، في بيان "تابعنا باهتمام كبير سير المفاوضات العراقية مع الجانب الامريكي منذ خطواتها الاولى وحتى هذه اللحظة ونحن اذ نثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية لصياغة رؤية وطنية تساهم في تحقيق السيادة الكاملة للعراق".

وأضاف التحالف، "نجدد موقفنا الرافض لتواجد اية قوات اجنبية على الاراضي العراقية ونؤكد ضرورة ان يكون هناك توجها وطنيا من جميع القوى السياسية والفعاليات الدينية والثقافية والنخب الاكاديمية والاعلامية وجميع الشرائح الاجتماعية بدعم سيادة القانون وهيبة الدولة وبسط الامن وبما يخدم تطلعات الشعب العراقي نحو غد افضل وعراق مستقل ينعم فيه جميع العراقيين بمختلف الوانهم بالامن والامان والعدالة والاستقرار".

ولاقى قرار سحب القوات الامريكية من العراق ترحيبا من قبل ائتلاف النصر الذي يتزعمه الرئيس الأسبق حيدر العبادي.

ودعا الائتلاف، إلى "إدامة الزخم الوطني - حكومياً وشعبياً- لتعزيز السيادة ومقتضياتها تجاه جميع أشكال الانتهاك، وفي طليعتها الاحتلال العسكري التركي، وأشكال التدخل الأخرى بالشأن العراقي سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وأن تتظافر الجهود الوطنية لجعل العراق ومصالحه وسيادته قيمة عليا في الوجدان والعمل الوطني".

وأضاف، أنّ "عراقاً سيداً وقوياً سيحقق التوازن الستراتيجي في المنطقة والعالم، وأي ضعف للعراق، أو جعله ساحة صراع، سيجر المنطقة والعالم لانهيارات كبرى، عندها لن يكون العراق هو الخاسر الوحيد بل المنطقة والعالم، وعلى ستراتيجيات قوى المنطقة والعالم إدراك أنّ العراق مركز اتزان وتوازن المنطقة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top