«تقرير موضوعي عن سعادة  مدمن المورفين»

«تقرير موضوعي عن سعادة مدمن المورفين»

رنيم العامري

هذهِ في الحقيقة أوّل مرة أقرأ فيها للكاتب الألماني (هانس فالادا)، الرجل الذي قال عنه هرمان هسه -كما ورد في كلمة الغلاف الخلفي- «يستحق فالادا ثناء عالياً لكتابته عن الحياة بهذه الواقعية وهذا الصدق وهذا القرب». ولحسن الحظ وقعت يدي على هذا الكتاب.

يتكوّن الكتاب من قصتين: الأولى، تقرير موضوعي عن سعادة مدمن المورفين، والثانية، ثلاث سنوات لم أكن إنساناً. إن كتابة مراجعة عن هذا الكتاب ليست أمراً سهلاً، لأنّه كتاب سريع الوقع، ومع ذلك بسيط العبارات. كتبه فالادا وكأنه يكتب لنفسه فقط، فيقول -كما ورد في كلمة الغلاف الخلفي أيضاً- «كل شيء في حياتي ينتهي في كتاب»، لذا تكاد تشعر وأنت تقرأه أنّك تتلصّص على مذكّرات شخصية لأحدهم، ولكن بدلاً من أن يمنعك الوازع الأخلاقي من إعادة المذكّرات إلى المكان الذي وجدتها فيه بسرعة، فأنك تجد نفسك تتابع وتتابع القراءة، وما هي إلا بضعة سويعات حتى تنتهي منه بأنفاسٍ مقطوعة. قرأتها وأكملتها وفي نفسي توق للمزيد. لماذا قصّتان فحسب؟

الكتاب صادر عن (دار الكرمة). اشتريتُه من معرض بغداد للكتاب، بترجمة الأستاذ (سمير جريس)، الذي قدّمه بترجمة رائعة، وقد أبدع في تقديم العبارات -على بساطتها- بأجمل شكل. فمثلاً، هنا نرى هانس فالادا مُدمن المورفين، يقارن في هذه العبارة الفرق بين النشوة التي تقدّمها المرأة والنشوة التي يقدّمها المورفين فيقول: «كم كنتِ محدودة أيتها المرأة!»، هذه العبارة تكاد تصلح -برأيي- أن تكون في نصٍ شِعري. ثم يكمل عن نشوة المورفين قائلاً: «أنا الآن رجل وامرأة في آنٍ واحد، وبوخزة الإبرة يبدأ الاحتفال بالعرس الأسطوري، العشيقة كاملة الأوصاف، والحبيب الذي يخلو من كل عيب، يحتفلان بأعيادهما تحت شَعري الكثيف».

عدا ذلك، ولأنني أنحاز إلى المترجم والمترجمين دائماً، فقد كنتُ أودّ لو قرأتُ اسم مترجم العمل الأستاذ سمير جريس على الغلاف، بعد أن قضت سياسة الدار في أن لا تضع أسماء المترجمين على أغلفة الكتب. وتلك سياسة مجحفة تتبعها بعض دور النشر، أتمنى إعادة النظر فيها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top