لـيـلـة ماطــرة  فـي مهرجان العراق للمسرح

لـيـلـة ماطــرة فـي مهرجان العراق للمسرح

عامر مؤيد

ضمن عروض مهرجان العراق الوطني للمسرح، قدمت فرقة المسرح الكوني في محافظة الديوانية مسرحية (ليلة ماطرة) تأليف مثال غازي واخراج مهند العميدي على مسرح الرافدين. المسرحية تناولت موضوعا حيويا حول صراع الاجيال والافكار والرؤى بين البقاء في البيت الذي يتهاوى سقفه بسبب مايواجه من مصاعب وويلات او الهجرة منه والبحث عن بيت آخر ووطن آخر. وان هذه الصورة الرمزية قدمت باداء متميز لفريق العمل الذي قاده مخرج المسرحية ممثلا ايضا. فريق العمل تألف من الممثلين مهند العميدي ومنتظر سعدون ومصطفى الهلالي وبسام الابراهيمي، مساعد المخرج انس راهي والادارة المسرحية سجاد رحيم والاضاءة لعقيل عبد علي. مخرج المسرحية مهند العميدي قال في حديثه لـ(المدى) "الهم الذي نتحدث عنه هو صراع، صراع بين جيلين، انا كمخرج للعمل لا اتبنى وجهة نظر اي جيل، المتلقي هو من يحكم بالامر، كما اسلفت الصراع بين جيلين، جيل يريد ان يغادر مهما كانت الاسباب لان هذا البيت آيل للسقوط كما يرونه هم وجيل متمسك بهذا البيت". فيما يذكر مؤلف العمل مثال غازي في حديثه (المدى) "وصلت فكرتي وبشدة، لان معالجة المخرج للعمل كانت جميلة، معالجة ابتعدت عني قليلا، المفردة الاساسية هي المطر هم ابدلوها بالتراب وان هذه الثيمة لوحدها مرعبة بصراحة فما يتساقط من السماء ليس مطرا بل ترابا، العمل يحمل رسالة جميلة وهي ان الوطن وان كانت به عيوب فيجب ان نعيد بناءه ومن الاساس وهذا ليس عيبا ففي بلدان اوروبا اعادوا البناء من جديد". واشار الى ان "البناء يجب ان يبدأ من الطفل حتى الكبير، فلا بأس ان نكون شجعانا وجريئين ونعلن ان هناك عيوبا كثيرة بداخلنا ويجب علينا جميعا ان نعمل على اصلاحها، انا فخور جدا بهذا العمل". مصطفى الهلالي احد مجسدي العرض يذكر في حديثه لـ(المدى) ان "ليلة ماطرة واحد من الاعمال التي تحمل مجموعة رسائل للمواطن، للمتلقي"، وتساءل "هل نستطيع كشعب ان نرمم الثقوب التي لحقت بهذا البلد بعد فترة الحروب والحصار والسياسات الخاطئة؟ حتى بعد العام 2003، الآن البيت مليء بالثقوب، مليء بالارهاصات ومليء بمشاكل كثيرة، علينا كمواطنين وكشعب ان نتحد مع بعض في سبيل ان نرمم هذه الثقوب حتى يرجع هذا البيت ويلم كل اطياف الشعب العراقي مرة اخرى".
زميله الممثل منتظر سعدون يضيف "تتحدث شخصيتي عن الشاب العراقي او الفرد العراقي الذي يعاني من ازمة البلد، الازمة المادية والاقتصادية والسياسية فقط، قرر هذا الشاب ان يغادر فارتبط موضوع الهجرة، قرر بعدهذا الكبت والحيف الذي عاشه الفرد العراقي في سباق مستمر مع الصراعات السياسية والدينية فقرر ان يذهب الى بلد آخر قد يرى النور فيه فاما ان تكون الغربة له مأوى او قبوا آخر يشبه القبو الذي عاش فيه". الفنان طلال هادي الذي شاهد العرض ذكر لـ(المدى) ان "هذه المسرحية تعتبر امتدادا حيويا وفاعلا لمسرح الديوانية وفناني الديوانية، دائما هم في المقدمة، في عروضهم نجد التجريب ونجد هناك دائما اشياء متغيرة"، ويضيف "ما حدث بفضل الفنانين الكبار الذين تواجدوا وساهموا باحياء المسرح في بغداد او في الديوانية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top