تابوهات بوليود.. مشاهد ولقطات ترفضها السينما الهندية

تابوهات بوليود.. مشاهد ولقطات ترفضها السينما الهندية

متابعة المدى

تُعد بوليود أكبر صناعة سينما في العالم من ناحية عدد الأفلام التي تنتجها في كل عام. وبصرف النظر عن كل ما فيها من أعمال كبيرة، وأخرى هابطة، او متوسطة، هناك، على كل حال، صنف آخر يُحتفظ به بعيداً عن متناول أنظارنا. وهي الأفلام التي تتّسم بلغة جريئة، وتنطوي على مشاهد مبتذلة، ومحرمات تتعلق بالجنسين، وقضايا كشميرية، و أمور دينية، وبشكل أساسي الأفلام التي تسبق زمنها. ونشير أدناه إلى عدد من هذه الأفلام التي حرّمت عرضها هيئة الرقابة.

ومن هذه الأفلام، مثلاً، « الملكة اللصة Bandit Queen “، الذي أُنتج عام 1994، وقد اتّسم بالعدوانية، والفحش، والبذاءة، وسخر تقريباً من هيئة الرقابة السينمائية الهندية. وقد منع هذا الفيلم بسبب موضوعه الجنسي الفاضح، وعريه، ولغته السيئة بحيث لم تستطع هيئة الرقابة أن تهضمه كما هو واضح. ( وقد استند الفيلم على قصة حقيقية عن حياة فولان ديفي، الفتاة الفقيرة التي اختطفتها عصابة إجرامية وعاشت معها في الغابات ومرت بأحداث مريرة منها الاغتصاب. وقد ترأست مجموعة من العصابة وقامت بإعدام 22 رجلاً كانوا قد اغتصبوها من عصابة أخرى، وسجنت ثم أطلق سراحها لتصبح نائبة في البرلمان مرتين وليغتالها رئيس العصابة المنافسة انتقاماً منها لإعدامها رجاله الذي كانوا قد اغتصبوها ).
وهناك في هذا الإطار أفلام أخرى عديدة، مثل “ النار . Fire « 1996، الذي حظي باستحسان نقدي عالمي النطاق، لكنه أخفق في التأثير على جماعات هندوسية في الهند بسبب موضوعه، الذي يتعامل مع علاقة سحاقية بين اختين في أسرة هندوسية، وانتهى أمر الفيلم بتلقي مخرجته ديبا ميهتا والممثلتين الرئيستين شابانا عزمي ونانديتا داس تهديدات بالقتل، ومنعت عرضه هيئة الرقابة أخيراً؛ وفيلم “ كاما سوترا “ أو “ حكاية حب “ 1996، الذي يصور حيوات أربعة عشاق في القرن السادس عشر في الهند، ونال تقييما نقدياً كبيراً لكن هيئة الرقابة منعت عرضه باعتباره “ غير أخلاقي “؛ وفيلم “ الخطايا “ 2005، وهو رحلة شهوانية لقس من كيرالا تفتنه امرأة ويرتبط بها في علاقة جنسية. وهكذا لم يتقبله الكاثوليك، باعتباره يتناول الكاثوليكية في إطار لاأخلاقي جداً. كما كانت هيئة الرقابة غير مرتاحة لمشاهد العري التي فيه، ولهذا لم يرَ الفيلم النور.
وقد حظرت الرقابة الهندية أفلاماً لأسباب متنوعة أخرى. ففي الوقت الذي أصبحت فيه الأفلام التجريبية هي النموذج، فإن قضايا الجنسين ما تزال موضوعاً شائكاً يصعب استكشافه. وأحد أفلام هذا النوع “ المرآة القرنفلية The Pink Mirror « 2003 لسريدهار رانغيان، الذي أبرز مفهوم تغيير الجنس، من ذكر إلى أنثى وبالعكس. وقد تعاملت القصة مع سعي اثنين من المتغيرين جنسياً ومراهقة لإغواء رجل مستقيم. ولا شك في أن القارئ قد خمّن ما حصل للفيلم. فقد تأذت هيئة الرقابة مما فيه من “ فحش “ وحظرت عرضه حتى بعد أن حظي بكتابات نقدية متحمسة له في مهرجانات سينمائية عبر العالم.
كما حظرت الرقابة فيلم “ الجمعة السوداء “ 2004، الذي تم تكييفه بتصرف عن الكتاب الشهير ( الجمعة السوداء ــ القصة الحقيقية لتفجيرات بومباي ) لحسين زيدي، وقد اعتُبر قاتماً جداً للعرض في الهند. وواجه الفيلم أمراً بالإيقاف من محكمة بومباي العليا بسبب قضية تفجيرات بومباي عام 1993 وبقي هكذا حتى انتهت المحاكمة.
وفيلم “ الماء “ 2005، وهو للمخرجة ديبا ميهتا أيضاً، الذي أثار قدراً من الجدل بسبب تبصراته القاتمة في حياة الأرملة الهندية وما في من نبذ وكراهية للنساء. وتدور قصته في الثلاثينيات أيام الاستعمار البريطاني في الهند، حيث كان محرماً على الأرامل الزواج مرة أخرى وفقاً للتقاليد المحلية، رغم سماح التشريعات البريطانية بذلك. وقد هاجمه على نطاق واسع المحتجون بل وقام حوالي 2000 من المتعصبين بتدمير معدات الفيلم.
وفيلم “ Firaaq « 2008، الذي يعالج قضية حالات الشغب في كوجارات، واستند كما قيل على أحداث حقيقية جرت في كوجارات التي مزقها الشغب. وقد تعرضت الممثلة والمخرجة نانديتا داس للنقد على نطاق واسع لإساءتها بذلك إلى مشاعر الهندوس والمسلمين، ومنع الفيلم في نهاية الأمر، لكن ما حصل كإنجاز بارز هو حقيقة أن الفيلم أُطلق أخيراً مرفقاً بالعروض النقدية التي تُثني عليه من النقاد والمشاهدين. وقد عرض في مهرجانات عديدة وحصل على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top