متابعة/المدى
أكدت صحيفة بريطانية ان التيار الصدري قد يكون مفيدا لصناع السياسة الغربية الخائفين من التأثير الإيراني ويعتبرونه بديلا عن الجماعات المؤيدة لطهران ونقلت عن دبلوماسي غربي إن الصدريين يتواصلون مع بريطانيا والولايات المتحدة.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن السياسي العراقي مقتدى الصدر يعول على اللحظة الاخيرة قبل الانتخابات العراقية لتعزيز موقعه.
وفي تقرير أعدته كلوي كورنيش قالت فيه إن الصدر قرر ولفترة قصيرة سحب مشاركة كتلته في الانتخابات البرلمانية المقبلة. لكن زعيم أكبر كتلة في البرلمان والمعروف بمواقفه المتغيرة تراجع عن قراره بعد شهرين. وبدلا من الابتعاد عن السياسة، كما تحدث سابقا، يأمل الصدر بمضاعفة حصته في البرلمان وتعيين رئيس الوزراء المقبل.
ونقلت الصحيفة عن ضياء الأسدي، عضو التيار الصدري قوله إن الصدر “أعلن أننا نريد منصب رئيس الوزراء”.
وقالت الصحيفة البريطانية "ظهرت مجموعة الصدر في السنوات الأخيرة كأكبر القوى السياسية في العراق وهو مصر على استخدام انتخابات تشرين الأول لتعزيز نموها".
وتعلق الكاتبة أن "الصدر الذي طالما وصفته الصحافة الأمريكية بأنه الأخطر في العراق، قد يكون مفيدا لصناع السياسة الخائفين من التأثير الإيراني، وربما كان بديلا عن الجماعات الأخرى المؤيدة لطهران".
وتقول لهيب هيجل، من مجموعة الأزمات الدولية للصحيفة إن العلاقة بين الصدر والغرب “قد تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية”. و“ينظر للصدر على أنه بديل وطني وحاجز محتمل ضد الاحزاب الميالة لإيران”. وكصورة عن التغير في داخل الجماعة فقد التقى الصدريون الذين يعملون في الحكومة مع دبلوماسيين غربيين.
وقال الأسدي “توجه التيار الصدري هو الانفتاح على العالم”. ويجب أن يكون هذا بناء على المصالح المشتركة كما قال “لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون العراق”.
وفي عام 2018 قاد الصدر ائتلافا حصل على مقاعد أكثر من كتلة في البرلمان العراقي المكون من 329 مقعدا. وأسهمت نسبة المشاركة الضعيفة بمضاعفة حصة التيار عن عام 2014 وحصل على 54 مقعدا، بحسب تحليل الصحيفة التي اضافت إن "مشاركة متدنية في انتخابات تشرين الأول قد تصب في صالح الصدر مرة ثانية".
وقال الأسدي ” مع أننا قد لا نفوز بمئة مقعد” و “لكنني أعتقد أن العدد سيزيد”.
وتقول الصحيفة أن "تأثير الصدر زاد في ظل حكومة مصطفى الكاظمي الذي يعتمد على الصدر لموازنة القوة مع النواب المؤيدين لإيران وبعضهم مرتبط بميليشيات مسلحة".
وتقول مارسين الشمري، الزميلة في مدرسة كيندي بهارفارد "يسألون، أخبرونا عن الصدر، هل هو معارض حقيقي لإيران، وما هو موقفه من الولايات المتحدة وما هي مساحة التعاون معه؟” وأضافت “لا أحد يصدق ألا علاقات له مع إيران أو أنه لن ينحرف نحو تحالف إيراني” و “لكنه في الوقت الحالي، يستطيع أن يشير ويقول، انظروا إنهم هم الذين يرمون الحجارة على السفارة الأمريكية (أي الموالين لإيران).. وعلينا أن نكون لاعبين عقلانيين وواقعيين ونضع مصالح العراق في مركز اهتمامنا".
وقال دبلوماسي غربي إن الصدريين أتخذوا قرارا مقصودا للتواصل مع بريطانيا والولايات المتحدة”، واعترفوا أن لعب دور بارز في الحكومة يؤدي إلى علاقات مبدئية مع الحكومات الغربية نافعة.
ولكن متحدثا باسم السفارة الأمريكية في بغداد، نفى أي اتصالات من الصدريين، أما بريطانيا فامتنعت عن التعليق.
وبحسب تحليل الصحيفة انه "لا يتفق الجميع على إمكانية فوز الصدريين وبشكل واسع"، وقالت هيجل إن قرار الصدر التخلي عن دعم التظاهرات الشعبية التي اندلعت وسط وجنوب العراق في تشرين الأول ربما أدى إلى تداعيات سلبية، ففي الوقت الذي بدا أن لديه قبل 2018 أجندة إصلاحية إلا أن معظم هذه الصورة قد تهشم و “من الصعب عليه الحصول على نفس المقاعد أو زيادتها”.
واضافت "تبدو سيطرته على السلطة واضحة من إدارة انصاره لقطاع كبير من الدولة التي يستشري فيها الفساد، وبخاصة وزارتي الكهرباء والصحة".
وفي بحث لتشاتام هاوس في لندن نشر في حزيران أظهر أن الصدريين لديهم نصيب الأسد من “المناصب الخاصة”، والمؤثرة في قطاع الخدمة المدنية والتي تتقاسمها الأحزاب السياسية.
ويقول توبي دودج، الأستاذ في مدرسة لندن للاقتصاد إن "الصدريين يعملون من تحت الرادار لكنهم كانوا قوة مدمرة أكثر من اللاعبين الآخرين الذين قوضوا نسيج الدولة العراقية عبر الفساد وتجريدها من أرصدتها”.
وقال فرهاد علاء الدين رئيس المجلس الاستشاري العراقي “لم يعد الصدريون اليوم كما كانوا في 2004 وأساليبهم مختلفة، ورغم محاولتهم العمل كخارجين عن النظام إلا ان هذه الحركة تؤمن وبقوة أن نجاتها هو من خلال النظام والبقاء كجزء من النظام".
اترك تعليقك