الانتخابات في ميسان..مفارقات تقلب التوقعات

الانتخابات في ميسان..مفارقات تقلب التوقعات

مهدي الساعدي/المدى

شهد المسار الانتخابي في ميسان عددا من المفارقات التي قلبت جميع التوقعات، ابتداء من نسبة المشاركة وصولا الى نتائج المستقلين ومصير مقاعد الكوتا النسوية.

وكانت نسبة المشاركة، رأس القاطرة في أولى مفارقات الساحة الميسانية الانتخابية حيث أبدى مراقبون في استطلاع أجرته (المدى) قبيل انطلاق عمليات الاقتراع الى ان نسبة المشاركة ستتجاوز عتبة الـ50%، ولكن جلاء غبار نقع العملية الانتخابية كشف عن مشاركة 36% فقط من مجمل ناخبي المحافظة البالغ عددهم 717254 ناخبا بينما شهدت عملية التصويت الخاص مشاركة أوسع بلغت 76%.

خسارة الكتل السياسية التي كان لها حضورا واسعا في الشارع الميساني رغم الحملات الانتخابية المكثفة كان ثاني أكبر مفارقات العملية الانتخابية في ميسان.

ويقول المتابع للعملية الانتخابية في ميسان مشتاق طالب لـ"المدى" ان "العديد من العوامل أثرت على خسارة القوى التقليدية، من أبرزها انفصال اسماء كبيرة من تلك التنظيمات الحزبية وخوض الانتخابات بقوائم منفردة كمستقلين مما أدى إلى احرازهم مجموعة لا يستهان بها من الأصوات ولو عكست المعادلة لكان الظفر حليفهم".

ويتابع طالب القول: "يجب عدم تجاهل تأثير نقمة الشارع الميساني على الاحزاب الحاكمة بسبب تردي أوضاع المحافظة والخلل في التنظيم الانتخابي، فهذه القوى على الرغم من حصولها على اصوات لكنها لم تتأهل للوصول الى البرلمان".

حديث المدنيين والناشطين عن التغيير بواسطة المستقلين بعد احداث تشرين كانت، كإتساع الخرق على الراقع، فبعد مشاركة 12 مرشحا مستقلا من بين 61 متنافسا في عموم الدوائر الانتخابية للمحافظة، لم تحصد تلك الدزينة سوى مقعد واحد خارج أسوار مركز المدينة ومعقل ساحة التظاهر والاعتصام التي نادت بالتغيير قبيل عامين.

ويقول الناشط صائب فالح لـ"المدى" ان "المقاطعة الكبيرة للانتخابات في ميسان كانت اهم أسباب عدم فوز المستقلين في المحافظة، والجمهور المقاطع للانتخابات هو الجمهور غير المتحزب والذي يفترض ان تكون أصواتهم للمستقلين ولو شارك هذا الجمهور لقلب الطاولة على احزاب السلطة لكنه لايؤمن بهذا النظام السياسي اولا، ولا يثق بالعملية الانتخابية، ثانيا".

ومن النتائج التي ألقت بظلالها على السباق الانتخابي في محافظة ميسان، هي حصيلة الكوتا النسوية التي استحوذت عليها كتلة واحدة فكانت ممثلات المحافظة في البرلمان المقبل من الكتلة الصدرية الحائزة على أكثر مقاعد المحافظة.

ويقول سامي جاسم المتابع للعملية الانتخابية في ميسان لـ"المدى" ان "نتائج الكوتا النسوية كانت مخالفة للتوقعات، حيث أقدمت بعض الاحزاب على ترشيح نساء فقط من أجل الفوز بمقاعد الكوتا النسوية ولكنها لم تفلح، ليبقى الحظ الاوفر من نصيب الكتلة الصدرية في ميسان".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top