قلعة باشطابيا في الموصل تعاني.. دعوات لإنقاذ تأريخها

قلعة باشطابيا في الموصل تعاني.. دعوات لإنقاذ تأريخها

المدى/ سيف عبدالله

دعوات متتالية من قبل مؤرخين ومواطنين من اهالي مدينة الموصل لإنقاذ ما تبقى من قلعة باشطابيا المحاذية لنهر دجلة في المدينة القديمة.

 

و(باشطابيا) كلمة تركية الأصل وتعني القلعة الرئيسة، فـ (باش) رئيسة و(طابية) تعني قلعة، ويعود تاريخ بناءها الى القرن الثاني الهجري اي القرن الثامن الميلادي وتقع في شمال شرق مدينة الموصل على ضفة نهر دجلة اليمنى.

بدأت بالانهيار

وفي هذا الصدد يقول المؤرخ البرفيسور ابراهيم العلاف لـ (المدى)، إن "القلعة بنيت بالصخر، وكان الغرض العسكري منها، هو البارز من بين أهداف بناءها، فهي ليست الا قلعة عسكرية فيها فتحات تستخدم في المعارك".

وأضاف العلاف، أن "القلعة صمدت خلال معارك الدفاع عن الموصل ضد حصار (نادر شاه) الفارسي والذي استمر قرابة 43 يوما من شهر أيلول الى تشرين الاول 1743 ميلادية".

وتابع "وهي مقر قيادة القائد حسين الجليلي واركان حربه، وقصة حصار الموصل معروفة، وفيها حاصر نادرشاه الموصل بجيش زاد على ربع مليون مقاتل ووجه نحو المدينة والقلعة فوهات ما يزيد عن 200 مدفع كانت تقصف المدينة ليل نهار، الا ان نادر شاه واجه مقاومة شديدة فاضطر الى الانسحاب يوم 23 تشرين الاول سنة 1743".

وأكد العلاف، أن "القلعة اليوم بحاجة إلى الصيانة فهي للأسف مهملة وقد سقط برجها الرئيس"، داعياً الجهات المختصة إلى "الاهتمام بها كونها معلم مهم وبارز من معالم مدينة الموصل".

انتهت قصة القلعة

في المقابل، أكد رئيس جامعة الموصل وعضو لجنة إعمار المدينة ابي سعيد الديوجي في حديث لـ (المدى)، أن "قلعة باشطابيا لم يبق منها شيء أو حتى غرفة ليتم إعمارها"، مبيناً أن "هناك أطلال باقية للقلعة فقط وأخذت ميلها باتجاه الساتر الترابي".

وأضاف أن "سور الموصل أيضاً لم يبق منه شيء سوى جزء بسيط وهي ما تسمى بـ (الإعدادية المركزية)"، لافتاً إلى أن "دار الإمارة في مدينة الموصل هي من تحتاج إلى إعمار".

وأوضح الديوجي، أن "مناطق كثيرة في الموصل تحتاج إلى اعمار مثل المدرسة الكمالية، وجامع المجاهد الخضر الذي يحتوي على محراب من أشهر المحاريب في العالم".

سقط جزء منها

مصطفى رياض (33 عاماً) يسكن الجانب الأيمن في مدينة الموصل يقول لـ (المدى)، إن "قلعة باشطابيا من القلاع المهمة التي تجسد هوية المدينة، وللأسف فأن وضعها غير مطمئن، كما أنها معرضة للدمار وهي آيلة للسقوط في أية لحظة، حيث سبق وأن سقط جزءً منها منذ فترة طويلة من الزمن والجزء المتبقي في وضع خطر".

وأضاف رياض أن "القلعة تعاني الإهمال منذ عشرات السنين وليس هنالك اي بوادر او محاولات لا من قبل الحكومة المحلية ولا المركزية ولا حتى المنظمات المهتمة بالآثار ولم تشهد أية التفاتة من قبل اي مسؤول".

وبشأن السياحة في القلعة، أكد مصطفى رياض، أن "هناك زيارات مستمرة للقلعة ليس فقط من قبل الأهالي القريبين فحسب، بل من العديد من السياح الذين يزورون مدينة الموصل سواء كانوا صحفيين أجانب أو بعثات دبلوماسية وحتى من العراقيين الذين يقطنون المحافظات الأخرى ويأتون إلى الموصل، فيقومون بزيارة هذه القلعة لأهميتها ومكانتها لدى الموصليين والعراقيين بشكل عام".

يشار إلى أن القلعة تتكون من برج عالي وغرف وحصن ومشاجب وأنفاق تحت الأرض تربط القلعة مع المدينة القديمة، وأنفاق سرية أخرى إلى خارج المدينة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top