أيها الحضور الكريم،
أودّ نقل رسالة دولة رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي الذي أسعَدَتهُ رعاية معرض البصرة الدولي الأول للكتاب الذي يُعدّ حجرَ أساسٍ لاستعادة دور البصرة كملتقى الأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين.
يقام معرض البصرة الدولي بعد أيام على من نجاح الاستحقاق الانتخابي، وما يمثله من دلالات على حرص العراقيين للإسهام في تقديم فرصة لبلدنا بالتقدم نحو مستقبل تسوده القيم الوطنية والثقافية التي تفتح الطريق عاجلاً أم آجلاً أمام الاستقرار والتطور.
ان نجاح الانتخابات يعتبر إنجازاً ديمقراطياً للشعب العراقي لما تميز به من بيئة سلمية دون حظر للتجوال ونزاهة وشفافية ونسبة مشاركة مرتفعة مقارنة بالدورات السابقة، مما يؤكد تمسك الشعب العراقي بالديمقراطية سبيلاً لتداول السلطة وتحقيق تطلعاته وتكريس ارادته الحرة عبر صناديق الاقتراع والحرص على تأمين السلم الأهلي.
واليوم اذ تحتضن البصرة المعرض الدولي في دورته الأولى الدولي بحضور أكثر من مئتي دار نشر عراقية وعربية وأجنبية من مختلف البلدان انما تؤكد بذلك دورها الريادي في الحركة الثقافية والفكرية ومكانتها البارزة في تأصيل الحركة الثقافية واحياء مساهمة مبدعيها ومفكريها العظام في التراث الوطني والعالمي. ويوفر لمحبي البصرة حاضنة المعرفة والثقافة فرصةً للاحتفاء بالثقافة والاسهام في إشاعة الوعي بين أجيال الشباب وتأهيلهم لعملية بناء الأجيال المقبلة.
كلنا ثقة بأن معرض البصرة الدولي الأول للكتاب هذا، سيصبح بإذن الله رسالة سنوية لتعزيز دور البصرة الثقافي في العراق وفي العالم العربي وسنجتمع كل عام هنا في البصرة لأن هذه المدينة تستحق أن تكون حاضنة كما كانت دائماً للكتّاب والمثقفين والفنانين ودور النشر والمكتبات.
لا بدّ من الإشارة في هذا السياق أن واجبَنا كحكومة، العمل بكل جدية على تأمين كل ما من شأنه النهوض بدور المؤسسات الثقافية واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين واتحاد أدباء البصرة وجمعية الناشرين العراقيين والنقابات الفنية ورفع حوافزهم للمشاركة بكل نشاط أو فعالية تُغني الحركة الثقافية في العراق، بلد الثقافات والحضارات.
يودّ رئيس الوزراء أن يخصّ بالشكر من خلال هذه الكلمة مؤسسة المدى على مواصلتها لسلسلة نشاطاتها واثرائها للحراك الثقافي والمثقفين وبذل كل الجهود لتعزيز الحركة الثقافية وتوسيع ميادينها على شتى المستويات وتأمين فرص الوصول الى أمهات الكتب والمصادر المعرفية من خلال تنظيم معارض الكتاب والفعاليات الثقافية والتحفيز على القراءة وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والأدبي ونشر الثقافة العلمية والمجتمعية والانسانية بالرغم من كل محاولات تهميش المؤسسات الثقافية في العراق.
ان المدى مؤسسة تعتبر رافداً من روافد الثقافة، ويظلّ اسمها مقروناً على الدوام بكل حراك ثقافي يشهده العراق، لأنها تؤمن بأن المعرفة والثقافة والفنون تشكل روافع تدفع لتعميق الابداع وبناء أجيال من الأدباء والمفكرين والعلماء الذين يشكلون قاعدة البناء والنهوض بالوطن.
ختاماً، أنقل اليكم أنتم ضيوف المعرض من الزوار والأدباء والشعراء والباحثين والناشرين والمنظمين تحيةً مفعمة بالاحترام والتقدير من رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي لأنكم تؤكدون وبرغم كل التحديات والظروف الصعبة التي تحيط بنا، بأن العالم العربي لا يمكنه تجاوز العطاءات الفكرية والأدبية والعلمية التي قدّمها الفراهيدي وابن الهيثم ورابعة العدوية والجاحظ وبدر شاكر السياب وغيرهم من البصرة الى العالم.
اترك تعليقك