أحزاب تشرين ومرشحون فرديون يخطفون 30 %  من حصة القوى الشيعية التقليدية في بابل

أحزاب تشرين ومرشحون فرديون يخطفون 30 % من حصة القوى الشيعية التقليدية في بابل

 الفتح يخسر مقعدين ونحو 90 ألف صوت ويصعد بأصوات "العصائب"

بغداد/ تميم الحسن

خسرت القوى الشيعية التقليدية في بابل اكثر من 300 الف صوت ذهب اكثر من 30% منها لصالح احزاب تشرين ومرشحين فرديين وتيارات تشارك لاول مرة.

وسيطرت الاحزاب الجديدة التي نشأت بعد تظاهرات 2019، والمرشحون الذين نافسوا خارج التحالفات على اكثر من نصف مقاعد المحافظة

وضيعت قوى سياسية معروفة 12 مقعدا كانت قد حصلت عليها في انتخابات 2018، فيما لم يحصل تحالفان كبيران وحزب فازوا ايضا في الانتخابات الماضية، على اي مقعد.

وعاقب الناخبون في بابل 9 نواب بعد ان منعوهم من الفوز من اصل 140 مرشحا خاسرا في المحافظة، فيما عاد 5 نواب. وبلغ عدد المصوتين في المحافظة نحو 540 الف شخص، من اصل نحو مليون و200 الف ناخب يحق لهم التصويت.

وقسمت بابل الى 4 دوائر بواقع 4 مقاعد لكل دائرة باستثناء الدائرة الاخيرة التي اعطيت 5 مقاعد. وتنافس في المحافظة 157 مرشحا، لشغل 17 مقعدا.

دوائر تشرين

وخصصت لمدينة الحلة، مركز محافظة بابل 8 مقاعد من خلال دائرتين، هي الدائرة رقم واحدة ورقم 2، وسيطر على اغلب المقاعد فيها حزب جديد وآخر منبثق من تشرين.

حركة امتداد، التابعة للناشط علاء الركابي حصلت على مقعدين اثنين، ذهب الاول الى حيدر السلامي، وهو استاذ جامعي، وحصل على اكثر من 16 الف صوت في الدائرة الاولى.

والمقعد الثاني حصلت عليه نداء الكريطي، وحصلت على اعلى اصوات بين النساء في بابل باكثر من 10 آلاف صوت.

وكان "امتداد"، وهو حزب انشئ بعد تظاهرات تشرين قد حصل لوحده على نحو 30% من اصوات ذي قار وخطف 5 مقاعد هناك، اضافة الى مقعد سادس في النجف.

لغز كانون!

ونافس "اشراقة كانون" وهو حزب جديد ايضا القوى التقليدية في بابل، حيث حصل ايضا على مقعدين بعدما جمع نحو 19 الف صوت.

وذهبت مقاعد "كانون" الى حيدر المطيري في دائرة الحلة الاولى بـاكثر من 11 الف صوت، والثاني الى مصطفى الكرعاوي في دائرة رقم 2 باكثر من 7 آلاف صوت.

ورئيس "كانون" سعد جعفر الاسدي وهو شخصية جديدة على المشهد السياسي، فيما لاحقت الحزب اتهامات تبعيته لتيار الحكيم بزعامة عمار الحكيم ولاحدى العتبات في النجف.

وكانت العتبة العباسية نفت سابقا دعمها لاي تيار سياسي، كما نفى الحزب بعد ذلك ارتباطه بأية جهة سياسية.

تشكيل المعارضة

وتذهب بعض القراءات عقب صدور نتائج الانتخابات الى احتمال اجتماع هذه القوى في البرلمان مع المرشحين الفرديين لتشكيل قوة معارضة، لكنها قراءة لم تثبت صحتها حتى الآن.

ويمثل المرشحون الفرديون الكتلة الاكبر من حيث عدد المقاعد في بابل، حيث حصلوا على 4 مقاعد، ويتوقع ان تصعد الى 5 مقاعد بعد انضمام فائز عن حزب يطرح نفسه كحزب مستقل.

في الدائرة الثانية، وهي الدائرة الثانية للحلة، فاز امير المعموري وهو مرشح فردي باكثر من 6 آلاف صوت.

وفي دائرة الهاشمية (دائرة رقم 3)، فاز حسين السعيدي باعلى اصوات الدائرة باكثر من 14 الف، وعلي المنصوري باكثر من 10 آاف صوت.

اما المقعد الرابع للمرشحين خارج الاحزاب والتحالفات فذهب الى ياسر الحسيني في دائرة المسيب (دائرة رقم 4) باكثر من 10 آلاف صوت.

وبحسب تصريحات ياسر اسكندر وتوت وهو مرشح فائز عن كتلة الوفاء والتغيير، قد ينضم الاخير الى مجموعة المرشحين الفرديين.

ويطرح وتوت وهو ابن النائب السابق اسكندر وتوت عضو لجنة الامن في البرلمان، حزبه كاحد التيارات المستقلة. لكن الحزب نفسه كان قد انضم في انتخابات 2014 الى تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، ولم يحصل حينها على مقعد. وتوت الابن فاز باكثر من 15 الف صوت في دائرة الحلة الاولى.

حكم الإعدام!

اما الاحزاب التقليدية فحصل ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على اعلى حصة بين التيارات السياسية بعدما جمع 3 مقاعد.

وذهب المقعد الاول الى النائبة السابقة حنان الفتلاوي رئيسة حركة ارادة التي انقلبت على ائتلاف النصر التابع لرئيس الوزراء حيدر العبادي.

وحصلت الفتلاوي على مقعد "كوتا" النساء في دائرة الحلة الاولى باكثر من 5 آلاف صوت، فيما كانت قد قالت سابقا انها لن "تعود الى المالكي" و"تستحق الاعدام" اذا فعلت ذلك.

والنائبة السابقة كانت قد فشلت في انتخابات 2018 في الحصول على مقعد وحصلت حينها على نفس الاصوات تقريبا التي جمعتها في 2021.

المقعد الثاني لائتلاف المالكي حصل عليه احمد وطيفي باكثر من 7 آلاف صوت في دائرة 2، وثائر الجبوري اكثر من 13 الف صوت في دائرة 3.

وزاد دولة القانون مقاعده عن 2018، حيث حقق حينها مقعدين اثنين فقط، لكنه خسر نحو 26 الف صوت عن تلك الانتخابات. التحالف جمع حينها 61 الف صوت، مقابل 35 الف في هذه الانتخابات، وخسر نائبه صادق مدلول الذي انقلب الى تحالف القوى التابع الى عمار الحكيم.

كذلك لم ينجح النائب السابق عن الائتلاف منصور البعيجي في الحصول على مقعد رغم انقلابه الى تحالف الفتح.

خسارات قاسية

ويعد الفتح بزعامة هادي العامري اكبر الخاسرين في بابل بعدد الاصوات، حيث خسر نحو 90 الف صوت عن نتائج 2018.

وحقق التحالف في الانتخابات الاخيرة مقعدين فقط، ذهب الاثنان الى نواب تابعين لعصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وهو احد مكونات التحالف. وعاد ثامر ذيبان (+11 الف صوت)، وعدنان فيحان (+11 الف صوت) الى البرلمان بعد فوزهما في دائرة المسيب. واخفق بالمقابل حسن شاكر عن التحالف بالفوز، والنائبة السابقة عن الفتح منال المسلماوي في الدائرة الاولى.

وكان تحالف الفتح قد حصل في 2018 على 4 مقاعد في محافظة بابل وجمع حينها اكثر من 132 الف صوت.

اما الخسار الاكبر الثانية فهي للتيار الصدري والذي حصل على مقعدين، وضيع اكثر من 64 الف صوت.

وذهب المقعد الاول للكتلة الصدرية التابعة لمقتدى الصدر الى النائب سلام الشمري الذي حصل على اعلى الاصوات في بابل باكثر من 18 الف صوت.

اما الثاني فهو مخصص لـ"كوتا" النساء وحصلت عليه سها الزبيدي في دائرة الهاشمية باكثر من 9 آلاف صوت. وحقق التيار الصدري عن طريق "سائرون" في 2018 4 مقاعد، وجمع حينها اكثر من 123 الف صوت.

بدون مقاعد

اما الاحزاب التي فازت في 2018 في بابل ولم تحصل في هذه الانتخابات على اي مقعد، فهي تحالفي "قوى الدولة" و"النصر"، وتجمع كفاءات.

قوى الدولة التابع لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، خسر 43 الف صوت عن 2018، حيث حقق حينها 75 الف صوت ونال 3 مقاعد، مقابل 32 الف صوت في 2021. وخسر نواب الحكمة في 2018، حسن فدعم وسالم طحيمر الانتخابات الاخيرة، فيما لم تشارك صاحبة المقعد الثالث لبنى رحيم في الانتخابات.

اما العبادي فقد حصل تحالفه النصر على 16 الف صوت فقط في بابل، بخسارة تقدر بـ72 الف صوت عن 2018. التحالف حصل حينها على 88 الف صوت في بابل ونال 3 مقاعد. وفشل نائب النصر في الفوز فلاح الراضي، فيما خسر ايضا النائب رشيد العزاوي الذي رشح مع تحالف العقد التابع لرئيس هيئة الحشد فالح الفياض. اما المقعد الثالث لتحالف النصر في 2018 فكان للنائبة مها الجنابي التي انتقلت هذه المرة الى تحالف "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق.

وفازت الجنابي بالمقعد الوحيد لتحالف الحلبوسي في الدائرة الثالثة بعدما حصلت على اكثر من 10 آلاف صوت. والخاسر الثالث هو تجمع كفاءات لهثيم الجبوري، الذي خسر هو ايضا في بغداد، فيما كان حزبه قد جمع في 2018 اكثر من 33 الف صوت.

ومن الشخصيات التي لم تستطع الفوز واثارت جدلا في بابل، هو النائب السابق احمد حبيب الخبط الذي اتهم بقضايا فساد، والذي رشح مع شقيقه إبراهيم الذي خسر ايضا ضمن المنافسين الفرديين.

كذلك خسر قائد الشرطة السابق في بابل علي كوة والذي اتهمه ناشطون حينها بالاعتداء على المحتجين واقيل العام الماضي من منصبه.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top