ترجمة/المدى
أعاد تقرير إيراني اليوم الثلاثاء، فتح ملف الحرب العراقية الايرانية ليخلص إلى ضرورة قيام العراق بتعويض إيران عن حرب الثمان سنوات بوصفه "المعتدي" بحسب وصف التقرير، فيما قدر التعويضات التي يجب ان يدفعها العراق الى ايران باكثر من تريليون دولار، وهو مايمثل موازنة العراق لاكثر من 10 سنوات، فيما رجح التقرير ان تخطو ايران نحو طلب التعويضات بالفعل خصوصًا مع تلويح العراق لاقامة شكوى دولية بشأن المياه.
وقال التقرير الذي نشرته وكالة "افتاب نيوز" الايرانية وترجمته (المدى)، إنه "مرت ثلاثون عامًا على انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، لكن العراق لم يدفع بعد تعويضات الحرب الإيرانية، التي تتراوح بين 90 مليار دولار و 1 تريليون دولار، بينما تلقت الكويت حتى الآن 50 مليار دولار كتعويض عن شهر من الحرب مع العراق".
واضاف أن "الحرب العراقية الإيرانية واحدة من أطول الحروب الكلاسيكية في تاريخ العالم وتقريباً آخر حرب عسكرية كبيرة وشاملة في القرن العشرين، بالإضافة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح، تسببت هذه الحرب أيضًا في قدر كبير من الأضرار المالية، بينما وفقًا لعرف العلاقات الدولية، يجب على الدولة المعتدية (العراق) دفع تعويضات".
ويشير الى ان "استطلاعات الأمم المتحدة الرسمية خلال الحرب العراقية الإيرانية (الثمانينيات) تؤكد أن حوالي 90 مليار دولار من الأضرار قد ألحقت بإيران، لكن إيران تقول إن الأضرار التي لحقت بها أكبر بكثير، وبمعدل اليوم تقدر بأكثر من تريليون دولار".
ويتابع: "لكن حتى رقم 90 مليار دولار يقدر بنحو 2.5 ضعف (ما يقرب من 230 مليار دولار) بسعر الدولار اليوم (بالنظر إلى معدل تضخم الدولار العالمي منذ حوالي أربعة عقود)".
واعتبر التقرير ان "المثير للدهشة أن الأضرار التي لحقت أثناء حرب الخليج عام 1990 (غزو صدام حسين للكويت ورد الولايات المتحدة وحلفائها على صدام) تقدر بنحو 240 مليار دولار، في حين أن هذه الحرب لم تستمر سوى لمدة شهر، ولم يكن الضرر بأي حال من الأحوال على مستوى غزو العراق لإيران".
ويشير التقرير الى ان "خطة بناء 4 ملايين وحدة سكنية في إيران (أو ما يسمى "قانون قفزة الإسكان") ، بحلول نهاية عام 1404 هجري، ستكلف حوالي 60 مليار دولار، والذي سيعالج مشكلة نقص المساكن المتراكمة في إيران على مدى العقود الماضية، لكن تكلفة تعويضات الحرب من العراق على إيران أكبر بكثير: حوالي 1100 مليار دولار (أو 1.1 تريليون دولار)".
واستذكر التقرير ما كتبه محمود صادقي، العضو السابق في مجلس الشورى الإسلامي، على صفحته على تويتر عام 1397، عندما سُمعت همسات عن دعم العراق لبعض العقوبات الأمريكية ضد الاقتصاد الإيراني قائلًا: "إنها مدينة بالأضرار المباشرة للحرب المفروضة على إيران، كانت الحكومة الإيرانية مترددة في المطالبة بتعويضات في ظل محنة الشعب العراقي، "الآن ، بدلاً من التعويض، يرافق رئيس الوزراء العراقي العقوبات الجائرة ضد الشعب الإيراني!"
ويبين التقرير ان "مطالبة إيران بالعراق كتعويض عن حرب الثماني سنوات تناهز 22 ضعف مقدار الضرر الذي دفعه العراق للكويت، وتشير التقديرات إلى أن إيران باعت حوالي 1.3 تريليون دولار من النفط خلال القرن الماضي ، وهو رقم قريب من المطالبة بتعويضات حرب من "العراق".
ويضيف التقرير ان "هذا الرقم رائع للغاية، فلماذا لا يدفع العراقيون تعويضات حربهم لإيران، بل يستقرون مع الكويت الغنية؟ الجواب بالتأكيد يكمن في ضعف دبلوماسية إيران وحقيقة أن إيران فقدت قدرتها على المساومة دولياً".
ويشير التقرير الى انه "يبدو أنه بعد أكثر من ثلاثة عقود من انتهاء الحرب، يتعين على إيران الآن أن تضع على الطاولة خطة مكتوبة جيدًا ومُنفذة جيدًا لإحياء فدية 1.1 تريليون دولار من "العراق"، خاصة الآن أن العراقيين يريدون تقديم شكوى دولية حول "حقوق المياه" لأنهارهم الحدودية مع إيران".
اترك تعليقك