حزمة ضوء على الحدث الرياضي..بيتروفيتش الرقم الأصعب .. وكأس العرب فرصة للنهوض

حزمة ضوء على الحدث الرياضي..بيتروفيتش الرقم الأصعب .. وكأس العرب فرصة للنهوض

 يُسلّطها / علي المعموري

بخلاف معظم التوقّعات التي ذهبت الى تحقيق نتيجة إيجابية أو على الأقل حصول تصاعد في مستوى الأداء يوسّع من مساحة التفاؤل بمستقبل أفضل لكرتنا، فاجأنا منتخبنا بمستوى هزيل إنتهى الى خسارة مدوّية بثلاثية بيضاء في مواجهة ملعب الغرافة التي جمعته مع نظيره الكوري الجنوبي.

كمتابعين واصحاب شأن نؤمن بمخرجات كرة القدم، ونعلم أن النتائج الإيجابية لا تتحقّق بشكل آلي إنما تحتاج الى تحضير مناسب والى قراءات فنيّة دقيقة كما تحتاج الى أدوات قادرة على تحويل الأفكار التي ينتجها العقل الى جهد عضلي في الملعب، وعلى هذا لابدّ أن تكون أيّة ردّة فعل على النتيجة مستندة إلى ظروف المباراة ونوعيّة الأدوات فضلاً عن القراءات الفنيّة الدقيقة لقدرات منتخبنا ومنافسيه واخضاعها لمنطق يستوعب جميع الظروف والمشاكل وتحديد الخلل والآليات التي استخدمت في معالجته وعندها نستطيع تكوين صورة مُنصفة عن واقع مشاركتنا هذه وما ترتّب عليها من نتائج أضرّت بصورتنا الكروية ودفعت بسُمعتنا الفنيّة الى الخطوط الخلفية.

وبينما كان الجميع منشغلاً بكيفيّة معالجة حالة التردّي في نتائج المنتخب، خصوصاً مع توفّر فرصة المنافسة على المركز الثالث وخوض ملحق القارّة، وهي فرصة وإن بدت ضئيلة وصعبة إلاّ أنها من الناحية النظريّة مُتاحة لو تم استغلال الظروف والتحضير الجيّد لها، وبينما كان المعنيون يضعون اللمسات الأخيرة على المشاركة في بطولة كأس العرب فوجئنا بإعتذار مدرّب المنتخب الوطني الهولندي ديك أدفوكات عن إكمال مهمّته مع منتخبنا بحجّة ظروف خاصة ما وضع الجميع في موقف محرج إنتهى الى الاعتماد على مساعده بيتروفيتش الذي يعتبره معظم اصحاب الاختصاص الرقم الأصعب في الكادر الفني للمنتخب خلال المرحلة الماضية نظراً لدوره الكبير في عملية مراقبة اللاعبين واختيار الأفضل منهم فضلاً عن تواجده شبه المستمر في العراق خلاف المدرب الأول أدفوكات الذي يكتفي بالاشراف وقيادة الفريق في الملعب فقط.

المدرّب البديل ومساعده المحلي واللاعبون لديهم فرصة من خلال مشاركتهم الحالية في بطولة كأس العرب لتغيير الصورة والنهوض من جديد خصوصاً بعد إبعاد الكثير من العناصر السابقة التي يتّهمها الجمهور بالتقصير ويحمّلها مسؤولية التراجع في النتائج الأخيرة، فرصة نتمنّى أن يتمّ استغلالها بطريقة مثالية لعلّها تغيّر من حركة التوقّعات التي استبعدت الأسود من قوائم المتنافسين على اللقب العربي الذي أحرزوه في أربع مناسبات سابقة.

فهل يشكّل اعتذار أدفوكات فرصة للنهوض وتجاوز العثرات السابقة؟ هذا ما ستكشفه مشاركتنا في بطولة العرب.

الشباب أملنا في المستقبل

يقدّم منتخبنا الشبابي المشارك في بطولة غرب آسيا لمنتخبات الشباب التي ينظمها الاتحاد العراقي لكرة القدم في مدينتي البصرة وأربيل، مستويات مُبهرة أجبرت الجميع على متابعته والاهتمام به واعتباره نقطة انطلاقة مضيئة في عملية بناء كرة قدم جديدة تقوم على أسس مختلفة تعتمد التدرّج الحقيقي في الانتقال من مرحلة الى أخرى بأعمار حقيقية بخلاف ما كان يحصل سابقاً.

النتائج والمستوى الفني الذي أبداه منتخبنا في هذه البطولة على الرغم من كونه واجه منتخبات ليست بالقوية مقارنة مع منتخبات متوقّع أن يواجهها في بطولة آسيا العام المقبل مثل منتخبات اليابان وكوريا وإيران واستراليا والسعودية إلا أنها تعتبر قاعدة انطلاق يمكن تطويرها في الفترة المقبلة من خلال الاهتمام بهذا الفريق وكوادره والزجّ به في معسكرات خارجية ومباريات ودية ليحافظ على مستواه ويصعد من تطوّره.

أثبتت نتائج الفريق وقبلها مستواه الفني المتصاعد قدرة منظومتنا الكروية على انتاج المواهب الواعدة وتطويرها كلّما توفرت فرص الدعم والاهتمام، كما أّكّدت على ضرورة عدم إاهمال مواهبنا في المهاجر لأن احتضان تلك المواهب يزيد من فرص نهوض كرتنا في المستويين الإقليمي والدولي ولعلّ بروز لاعبين مثل بلند عمر لاعب فريق غرافشاب الهولندي وآلاي علي فاضل لاعب غوتيبورغ السويدي مع منتخبنا الشبابي يؤكد أهمية البحث عن تلك المواهب واحتضانها نظراً لتكوينها الفني والبدني المستند الى العمل الاحترافي في أندية متطورة. تمثل بطولة غرب آسيا محطّة إعداد لبطولة القارة، وأيضاً مقياس لقدرتنا التنظيمية ومستوى الأمن الطبيعي في ملاعبنا.

بصريح العبارة.. المشهد الكروي المحلّي مُرتبك وتسودهُ الفوضى والتجاذبات وهو بحاجة الى إجراء حوار بناء يضع مصلحة كرة الوطن في مقدّمة المصالح للانطلاق بعملية بناء ناهِضة تنفُض غبار النتائج السلبيّة، وتستعيد ثقة الجماهير بمنظومتها الكروية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top