أطراف سياسية تعرقل  تحرك البيشمركة  في المناطق المتنازع عليها لإحراج حكومة الكاظمي

أطراف سياسية تعرقل تحرك البيشمركة في المناطق المتنازع عليها لإحراج حكومة الكاظمي

 بغداد/ تميم الحسن

توقيت مريب تصاعدت فيه الهجمات في شمالي البلاد، مع الانسداد السياسي بسبب نتائج الانتخابات والذكرى الرابعة لإعلان القضاء على "داعش".
وشن مسلحون هجوما جديدا على حدود اربيل مع اعلان "البيشمركة" اعادة التفاهمات مع بغداد لـ"سد الفراغات" في المناطق التي توصف في الدستور بـ"المتنازع عليها".

ومرت سبعة اشهر منذ اتفق الطرفان على حماية تلك المناطق، لكن خلالها قتل وجرح نحو الف بين مدني وعسكري باكثر من 200 هجوم في الاراضي القريبة من كردستان.

ومساء السبت هاجم مسلحون قرية قرب سلسلة جبلية في جنوب اربيل، يتحصن بداخلها عناصر من "داعش".

والهجوم الاخير هو الخامس ضمن سلسلة الهجمات التي جرت في المناطق المتنازع عليها في غضون اسبوع.

وبحسب مصادر امنية ان سكان قرية لهيبان الواقعة في المثلث بين كركوك ونينوى واربيل، اشتبكوا مع مسلحين حاولوا الاقتراب من منازلهم.

والقرية قريبة من مخمور وجبل قرة جوغ، الذي شهد نهاية الاسبوع الماضي هجوما تسبب بمقتل واصابة اكثر من 15 بين عسكري ومدني.

ودفع الهجوم الاخير الى اعادة تفاهم (تأجل لأسباب غير مفهومة) بين بغداد واربيل حول حماية تلك المناطق.

لماذا لم ينفذ الاتفاق

مع البيشمركة؟

لكن مصادر سياسية في بغداد تتوقع "فشل" الاتفاق بسبب الازمة السياسية الموجودة في البلاد منذ إعلان نتائج انتخابات تشرين.

المصدر وهو قريب من الاوساط الشيعية اكد لـ(المدى) بان "هناك اطرافا سياسية ولديها فصائل مسلحة تمنع اي تقارب او تفاهم بين حكومة الكاظمي واربيل".

واعتبر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان "هذه الجهات تريد احراج الحكومة والضغط على القوى السياسية ضمن لعبة التفاوض على تشكيل الكتلة الاكبر ومنع تجديد ولاية الكاظمي مرة ثانية".

ويوم السبت، أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار الياور أن غرفة العمليات المشتركة ستباشر العمل في أربعة محاور ابتداء من يوم الأحد (امس)، مبيّناً انه سيتم تنفيذ عمليات مشتركة بين قوات الأمن الاتحادية والبيشمركة للقضاء على داعش.

جاء تصريح الياور عقب الاجتماع "رفيع المستوى" عقدته قيادة العمليات المشتركة مع قادة أمنيين في وزارة البيشمركة، بعد نحو 7 أشهر على بداية الاتفاق.

وقال الياور الذي ترأس الوفد الكردي عن البيشمركة في تصريحات صحفية لوكالات كردية، إنه "ابتداء من يوم غد الأحد (أمس) ستباشر القيادات الامنية للطرفين في كركوك وديالى اجتماعاتها لتنفيذ عمليات مشتركة للقضاء على داعش".

وأضاف الياور، "اليوم عقد اتفاق فعلي وميداني بين الوفد الممثل لوزارة البيشمركة وقادة الجيش العراقي وبحضور الحلفاء، حول عمل عسكري وميداني مشترك في هذه الحدود لمحاربة تنظيم داعش".

واستقبل نائب رئيس العمليات المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير الشمري الوفد الكردي. وبحسب بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة في العراق فإن الاجتماع نظم بهدف مناقشة التنسيق الأمني لإدارة المناطق التي تحتاج تنسيقا أمنيا مشتركا، ووضع خطة جديدة لمواجهة الهجمات التي يشنها مسلحو تنظيم داعش.

ووفقاً للأمين العام لوزارة البيشمركة، "تم الاتفاق على تنفيذ عمليات، كمائن، وبحث مشترك" بين الطرفين.

الياور قال إن "اجتماعات غد الأحد (امس) ستعقد في كركوك ومناطق ديالى"، مردفاً بأن "البيشمركة والجيش العراقي سينفذان فعليّاً عمليات مشتركة في هذه المناطق".

وفي ايار الماضي اعلن الطرفان (بغداد واربيل) تشكيل 5 مراكز امنية في المناطق المشتركة مع كردستان لـ"سد الفراغات" التي يهاجم منها "داعش" والذي تحل الذكرى الرابعة للقضاء عليه في العراق الأسبوع القادم.

لكن هذا الاتفاق لم ير النور بسبب رفض بعض الاطراف الشيعية والفصائل "وجود البيشمركة" مرة اخرى في مناطق تم ابعادها عنها في أحداث تشرين 2017.

ضحايا المناطق المتنازع عليها

وكانت بدايات هذا الاتفاق تعود الى عام 2020 في عهد حكومة عادل عبد المهدي. وخلال الاشهر العشرة الاخيرة نفذ "داعش" 206 هجمات إرهابية في المناطق المتنازع عليها ما تسبب بوقوع 837 ضحية بين قتيل ومصاب ومختطف، بحسب إحصائيات وزارة البيشمركة.

ومن بين الحوادث كانت 3 هجمات خلال 3 ليالي متتالية جرت الاسبوع الماضي في قرية على الحدود بين السليمانية وديالى واسفرت عن مقتل 7 عسكريين من "البيشمركة" بينهم ضابطان واصابة 8 آخرين.

وفي 2020 بلغت الهجمات في الأشهر العشرة الاولى من العام 230 هجوما في المناطق المتنازع عليها واوقعت 812 بين قتيل ومختطف ومصاب، بحسب أرقام البيشمركة.

وكانت (المدى) قد اشارت في وقت سابق الى وجود "تحركات مريبة" لتنظيم "داعش" وفقا لمصادر محلية في الموصل وديالى، وتوقعت تلك الاخيرة تصاعد الهجمات بداية 2022. ويتمركز العشرات من مسلحي "داعش" في تلال حمرين وجبل قرة جوغ، وهولاء يشنون هجمات منطلقين من تلك التضاريس الوعرة على ديالى والموصل وكركوك واربيل وصلاح الدين.

وهذه المجاميع تستخدم الدراجات النارية في التنقل والاختباء خصوصا مع شن الجيش حملات تفتيش في الجبال، ثم تعود مرة الى الكهوف.

ويقول شيروان الدوبرداني وهو عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ان "الحكومة الاتحادية لا تبدو جادة في تأمين تلك المناطق القريبة من كردستان". الدوبرداني وهو نائب سابق ومرشح فائز عن نينوى يؤكد لـ(المدى) ان "مايحدث في قرة جوغ هو نفس ماحدث في سنجار، شمال الموصل، حيث مر اكثر من عام على اتفاقية التطبيع في تلك المدينة ولم يتحقق اي بند من بنودها".

وكانت بغداد وأربيل قد اتفقتا في 9 تشرين الأول 2020 على تطبيع الأوضاع في سنجار من حيث الإدارة والأمن والخدمات.

ويدعو الدوبرداني الى "تنحية السياسة عن الامن والبدء فورا بعمليات تمشيط شاملة لتلك المناطق وبمساعدة قوات التحالف".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top