داعش  يحتل أول قرية بعد  النصر  انتقاماً  من السكان ولتأمين ممرات المسلحين

داعش يحتل أول قرية بعد النصر انتقاماً من السكان ولتأمين ممرات المسلحين

 بغداد/ تميم الحسن

للمرة السابعة في اقل من اسبوع يهاجم "داعش" قرى تقع بالقرب من "مضافات الاستراحة" و"مواقع التنفيذ"، استطاع في أحدث تلك الهجمات تهجير سكان قرية بالكامل في جنوب كركوك.
وبلغ عدد القتلى والجرحى في آخر سلسلة من هجمات "داعش" والتي نفذت في ثلاث محافظات ضمن المناطق الواقعة بين حدود كردستان والحكومة الاتحادية، 37 بين قتيل وجريح الغالبية العظمي منهم من "البيشمركة".

ومنذ اكثر من عامين بدأ التنظيم، الذي تصادف الاسبوع المقبل الذكرى الرابعة لاعلان القضاء عليه في العراق، تنفيذ خطة لاخلاء المناطق القريبة من مواقعه و"معاقبة" القرى المتمردة ضده.

ويتمركز ماتبقى من التنظيم والذين لاتعرف بالتحديد اعدادهم، في 3 مواقع رئيسة، وهي مناطق جبلية تقع بين جنوب اربيل ونينوى، وديالى، وصلاح الدين، وجنوب كركوك.

وبحسب بعض التقديرات فان اعداد ماتبقى من "داعش" هي 1000 مسلح لكن انخفض هذا العدد في السنوات الثلاثة الماضية الى 200 او اكثر من ذلك العدد بقليل.

هجمات نوعية

ومساء الاحد هاجم "داعش" قريتين في كركوك، بثالث هجوم في المحافظة خلال 24 ساعة، والخامس من نوعه الذي يقترب من احد ابرز مواقع تواجد التنظيم.

الهجوم الاول، بحسب مصادر في كركوك، كان على نقطة عسكرية تابعة لقوات "البيشمركة"، وتسبب الهجوم بمقتل 4 من القوات الكردية وجرح واحد.

وبحسب بيان وزارة البيشمركة امس، "نفذ إرهابيو داعش هجوما وحشيا آخر على نقطة تفتيش تابعة للواء 126 لقوات البيشمركة بالقرب من قرية قرة سالم".

وتقع هذه القرية في منطقة التون كوبري، جنوب كركوك وقريبا من جبل قره جوغ، احد ابرز معاقل تنظيم "داعش".

واضاف البيان أنه "في هذه الهجمات الجبانة، هناك شهداء وجرحى في صفوف قوات البيشمركة"، مشيرا الى "مطاردة الارهابيين، وأن الوضع تحت السيطرة".

اما الهجوم الآخر في كركوك فحدث في قضاء الدبس في قرية قريبة من "قره جوغ"، وكان الهجوم نوعيا وتم فيه احتلال اول قرية بعد اعلان النصر على التنظيم في نهاية 2017..

الحادث الذي استمر اكثر من ساعة جرى في قرية لهيبان، وهي قرية "منزوعة السلاح"، حيث تقع منذ 4 سنوات في منطقة خالية من اية قوى عسكرية.

وخلال فترة دخول المسلحين الذين يقدر عددهم بنحو 30 مسلح، كانوا يستقلون دراجات نارية، استطاعوا احراق 16 منزلا، وتهجير سكان القرية بالكامل.

القرية كانت قد صدت، قبل الهجوم الاخير بليلة واحدة، هجوما مماثلا معتمدين على الاسلحة الشخصية، وهو ماتسبب بعودة التنظيم مرة اخرى للانتقام.

"لهيبان" تضم نحو 70 منزلا، لكن خلال السنوات الماضية هجرها جميع سكانها ولم تعد يسكن فيها سوى 15 عائلة، وفي الغالب هذه العوائل تأتي في النهار لتباشر زراعتها وتحاول الهروب في الليل الى قرى مجاورة.

في الهجوم الاخير كانت القوات الاتحادية و"البيشمركة" تبعد عنه اقل من 1 كليو متر، لكن الطرفان ليست لديهما اوامر بالتحرك لانها منطقة غير متفق عليها امنيا.

ومنذ 7 اشهر اتفقت بغداد واربيل على سد الفراغات في المناطق المتنازع عليها، لكن الامر لم ينفذ بسبب اعتراض "قوى شيعية" و"فصائل".

وعشية "سقوط لهيبان" كان الطرفان (الجيش والبيشمركة) اعلنا انطلاق التفاهمات والعمليات العسكرية مجددا.

ويعيش نحو مليون كردي في منطقة تبلغ مساحتها نحو 37 الف كم وهي المناطق المتنازع عليها، ويحتاج تأمينها انتشار القوات الامنية على شريط طوله 1000 كم.

بعد انسحاب "داعش" من القرية دخلت "البيشمركة" وقوات من الجيش، قبل ان تعلن الاخيرة انها "طهرتها" من المسلحين.

وبحسب المصادر ان "البيشمركة" دخلت العام الماضي ثلاث قرى في كركوك من ضمنها لهيبان، لكن الجيش أخرجها منها بسبب عدم وجود اتفاق بين الطرفين.

إخلاء السكان

ووفق مصادر محلية في مناطق شمال بغداد تحدثت لـ(المدى) ان "داعش يخطط لابعاد السكان من محيط قره جوغ وتأمين تحرك مسلحيه إلى جنوب كركوك".

وكان التنظيم قبل عدة اشهر، نقل 100 مسلح، بحسب معلومات وردت حينها لـ(المدى)، قبل ان تهاجم القوات العراقية الجبل، ثم عادوا بعد انتهاء الحملة.

وحاول التنظيم في 3 هجمات مماثلة في مخمور القريبة من قره جوغ، جنوب اربيل، ان يخلي المنطقة ايضا، وتسبب حينها بمقتل واصابة 16 من "البيشمركة" ومدنيين.

وكذلك الحال في المناطق المشتركة بين ديالى والسليمانية، حيث هاجم الاسبوع الماضي قرية في كفري، وقتل 7 من "البيشمركة" واصاب 8.

وبنفس "السيناريو"، هاجم "داعش" قرى النملة والمسحك في شمال تكريت قبل عامين لاخلاء الطريق و"قتل المتمردين" من القرى ضده، من محيط جبل محكول، احد اهم مضافات التنظيم.

كما يهاجم التنظيم بشكل مستمر منطقة مطيبيجة التي تقع بين ديالى وصلاح الدين، في سفح تلال حمرين، وهو معقل التنفيذ الرئيس لـ"داعش".

و"مطيبيجة" اعلنت القوات الامنية تحريرها نحو 6 مرات، لكنها حتى الان تعتبر حديقة خلفية للتنظيم، بالاضافة الى قرى اخرى محيطة بـ"مطيبيجة" مثل منطقة "العيث" تتعرض للهجمات من "داعش" لانها تقع على طريق مرور مسلحيه.

إعادة "السيناريو"

بدوره يحذر هدايت طاهر، وهو نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني من "تكرار حادث لهيبان في قرى اخرى في كركوك ومخمور وديالى".

وتوجد مئات القرى الواقعة في منطقة الفراغ بين القوات الاتحادية و"البيشمركة"، حيث توجد نحو 200 قرية في كركوك، ونحو 40 قرية في جنوب كركوك، و30 قرية في خانقين، وعشرات القرى في شرق نينوى.

ويقول طاهر في اتصال مع (المدى) ان "داعش يستغل الأجواء المناخية السيئة لشن هجمات على تلك القرى مستغلا الخلافات بين بغداد واربيل".

ويقيم سكان عدد من القرى "خفارات ليلة"، ويستخدمون الاسلحة الشخصية في منع دخول المسلحين.

ويدعو المسؤول الكردي الى "ملء الفراغات في تلك المناطق وشن هجمات على البؤر المعروفة التي يتحصن بداخلها داعش".

وكان ممثل إقليم كردستان في قيادة القوات المشتركة عبدالخالق طلعت، اعلن الاحد، أن الاجتماع الاخير بين الوفد العسكري لوزارة شؤون البيشمركة والجيش الاتحادي قرر زيادة عدد الألوية المشتركة.

وأضاف الممثل الكردي في القيادة العسكرية في تصريحات لوكالات كردية، ان اجتماع السبت الماضي تضمن "زيادة في عدد الألوية المشتركة وتعميق مستوى التنسيق، وتحليق طائرات مراقبة تابعة للتحالف الدولي في أسرع وقت عند اقتراب مسلحي داعش من أي موقع".

وتشير التحركات الأخيرة للتنظيم الى ان العراق قد تسرع بإعلان "النصر" على "داعش" قبل 4 سنوات، فيما لم تتوقف الهجمات في اغلب المدن التي كانت تحت سيطرته وخاصة كركوك.

نجاة حسين وهو مرشح سابق في الانتخابات، يؤكد ان "داعش في كركوك موجود وبقوة" ويمكن في اي وقت ان يقوم بتنفيذ هجمات.

حسين وهو قيادي في تحالف قوى الدولة يقول لـ(المدى) ان "بعض عناصر داعش غيروا ملابسهم و انخرطوا بأعمال مختلفة في كركوك مستغلين عدم وجود ملاحقات ضدهم".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top