أحمد عباس*
مرّت ليلة مؤلمة على الجماهير العراقية سواء التي وفدت الى العاصمة القطرية الدوحة من العراق ومن بلدان مختلفة لمؤازرة منتخبنا الوطني لكرة القدم أو تلك التي تسمَّرتْ أمام شاشات التلفزة لمتابعة مباراته مع نظيره القطري، في آخر جولة للمجموعة الأولى من بطولة كأس العرب العاشرة، تقرّر مصير استمرار أسود الرافدين أو مغادرتهم المنافسة اعتماداً على النتيجة التي جاءت مخيّبة لآمال الجميع.
قبل يوم المباراة، أقام وزير الشباب والرياضة رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال دعوة عشاء على شرف الصحفيين والإعلاميين العراقيين، ودعاني الرجل إليها عندما قام بزيارتي في الفندق بعد خروجي من المستشفى، ولكني أعتذرت عن الحضور لأن المدرب العراقي ياسين عمال قد حدّد نفس الموعد لدعوة عشاء لي ولبعض الإخوة هنا في الدوحة، كما فعل قبل ذلك الإخوه هشام عطا عجاج ود.عبد القادر زينل وحازم الشيخلي.
الوزير درجال أصرَّ على تلبيتي دعوته مع ثلة من الإعلام العراقي، وقال بأنه سوف يطلب من عمّال أن يُحدِّد موعداً آخر لدعوته.. فوافقت!
لست مُرغماً على تلبية دعوة الرجل، بل مُجاملة له كونه تفقّدني بالاتصال المستمرّ طوال وجودي في مستشفى حمد العام، ثم قيامه بزيارتي شخصياً بعد خروجي من المستشفى، برغم الخلاف والقطيعة المستمرّة بيننا.
أثناء حديثه مع الإعلاميين، تلقى الوزير درجال أسئلة كثيرة، وأمتدّ وقت الجلسة لأكثر من ساعتين، ثم تكرّرت اللقاءات الإعلامية الفردية بعد تناول طعام العشاء، وأثناء ذلك غادرت المكان متوجّهاً الى مقر إقامتي في الفندق.
الإعلاميون طرحوا ملاحظات وانتقادات ومقترحات كثيرة بعضها يخدم تصحيح مسار الكرة العراقية ومعالجة الأخطاء المتراكمة، وكانت بعض إجابات الوزير مُقنعة لهم أما معظمها لم يكن مقنعاً مثلما استشعرتُ، فالحقيقة التي لا لبس فيها إن المرحلة التي تمرّ بها الكرة العراقية هي من أسوأ مراحلها، وكنتيجة حتميّة لتراكمات لم تتمّ معالجتها جذريّاً في حينها وابتليت بعد ذلك بهيئة تطبيعية قادتها لمدّة سنة وبضعة أشهر قلبت أحوالها بقرارات وممارسات أثّرت بشكل واضح على مسيرتها التي نجني بعض حنظل ثمارها اليوم.
ابتلينا بعد ذلك بمن يصرّح ويُطلق بالونات لا يُقدّر حجم تأثيرها على المواطن العراقي الذي ينتظر من منتخبه الوطني أن يُعيده لأمجاده السابقة! وإلاّ ماذا نقول لمسؤول اتحادي يُصرّح بأن منتخبنا قادم للمنافسة والفوز بكأس بطولة العرب والنتيجة لم يسجّل في ثلاث مباريات من الدور الأوّل سوى هدف واحد من ركلة جزاء معادة؟!
يجب أن لا يعيش المسؤولون في اتحادنا بالأوهام والأماني، ومهما كان موقعهم في الاتحاد عليهم أن يعوا الواقع ويعيشوا ويتعاملوا معه ولا يضحى أحّدهم "دون كيشوت" هذا الزمن الذي كان يرى الأمور على غير حقيقتها ويقوم بمحاربة أشخاص غير حقيقيين، بل كما يصوّره خياله من أوهام!
ما خاب من أستشار، استمعوا الى الحُكماء والعُلماء والخبراء، فإن اتحادكم بحاجة ماسّة اليهم، فلا يبقى الحال على حاله، ستتغيّر الصورة غداً، ونعود لنعيش الواقع الذي يتطلّب أن نمدَّ الجسور مع تلك الصفوة التي ستنقذ سفينة الكرة العراقية من الغرق، أما إذا أستمرّت الاوضاع بما عليه الآن اعتماداً على الأماني والأوهام فإننا سوف نتأسّى ببيت الشاعر امرؤ القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
اللّهم أشهد بأني نصحتُ ..وأكثرتُ النصيحة، ولكن لا مِن مُجيب..
*أمين السر الأسبق لاتحاد كرة القدم
اترك تعليقك