ذي قار تسجل تزايداً مرعباً بأعداد حالات الانتحار

ذي قار تسجل تزايداً مرعباً بأعداد حالات الانتحار

 خاص/ المدى

اكدت مصادر محلية في محافظة ذي قار، أمس الاحد، تزايد حالات الانتحار في المحافظة الى نسب مرتفعة، حيث سجلت المحافظة 76 حالة انتحار خلال العام الماضي.

وقال مسؤول منظمة التواصل والاخاء الإنسانية وسكرتير خلية الانتحار في ذي قار المتوقفة عن عملها علي الناشي في حديث لـ(المدى)، ان "هناك زيادة ملحوظة عن السنوات السابقة في عدد حالات او محاولات الانتحار والاسباب كثيرة اهمها العنف الاسري والمخدرات والبطالة، وهذا الثلاثي هو المسبب لظاهرة الانتحار التي تكثر لدى الذكور ثم بعدهم الاناث".

واضاف الناشي، ان "المعالجات يجب ان تكون حكومية ومجتمعية، حيث كانت لدينا في محافظة ذي قار عام 2018 و 2019 خلية خاصة بظاهرة الانتحار وكانت تأخذ على عاتقها بحث اسباب حالات الانتحار والعمل على تقديم المعالجات لها، حيث كانت لنا زيارة لمنازل الذين حاولوا الانتحار وايجاد حلول لمشاكلهم ومعرفة الاسباب التي ادت لمحاولة الانتحار لكي لا تتكرر". واشار، الى ان "نسبة الانتحار في المحافظة تنذر بالخطر لانها عند الشباب دون سن الـ25 سنة من الفتيات والذكور وطلاب الجامعات"، مشيراً إلى ان "هناك حالات جنائية لكنها تحسب حالات انتحار، فضلا عن اسباب اخرى للظاهرة مثل تعاطي المخدرات والفقر والجهل والعلاقات العاطفية".

واوضح، ان "خلية الانتحار الحكومية السابقة اوقفت عملها بسبب التظاهرات وجائحة كورونا ونطمح الى اعادة تشكيلها وتفعليها لكي تاخذ دورها في المجتمع وتحد من انتشار هذه الظاهرة لانها كانت سابقا تبحث عن الحلول وتحاول توفير فرص عمل ايضا لكن كثيرين حاولوا الانتحار بسبب البطالة".

بدوره، كشف مصدر حكومي مطلع لـ(المدى)، ان "المحافظة سجلت خلال العام الماضي ٧٦ حالة انتحار، توزعت بين ٤١ حالة للرجال و٣٥ حالة للنساء"، لافتا إلى أن "الشنق واطلاق النار تصدر نوعية الحالات التي يقدم فيها الشخص على الانتحار".

واضاف، ان "المحافظة افتتحت العام الحالي ٢٠٢٢ بـ٥ حالات انتحار وقعت جميعها في يوم واحد، نجحت ٤ في اتمام مهمتها بينما فشلت واحدة في تحقيق مبتغاها".

الى ذلك قال الباحث الاجتماعي علي نعيم، ان "الاحصائيات التي نسمعها مخيفة بحد ذاتها لانها ارقام ليست بسيطة او سهلة على محافظة يصل تعدادها نحو 3 ملايين فعندما ينتحر منها ما تصل نسبته لأكثر من ٥٥ شخص كل عام فالمفروض قرع ناقوس الخطر وان هناك مشكلة يجب على الفور معالجتها".

واضاف نعيم لـ (المدى)، ان "المشكلة الاكبر هي البطالة والفقر وان اغلب اسباب الانتحار في ذي قار هي اقتصادية، لكن هذا لا يعني ان العلاج اقتصادي فقط، انما عبر السياقات الثقافية والخطاب الديني والخطاب العائلي واجادة قضية تعامل الاسرة مع الشاب، كل ذلك يسهل حل المشكلة بشكل وآخر".

واشار الى ان "غياب الامل وفقدانه وحالة البطالة المستشرية في مناطق المحافظة يزيد من نسب الانتحار، فضلا عن انتشار الامراض مثل مرض الاكتئاب والامراض الذهنية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top