سلطويّة درجال مُدمّرة .. وشعبيّة يونس لا تكفي لنجاحه.. وعقود الأجانب مضيعة للوقت!
بغداد / إياد الصالحي
أكد لاعب نادي القوة الجوية والمنتخب الوطني سابقاً حازم ياسر، أن الكرة العراقيّة تعاني الانحدار الشديد منذ عام 2007 يوم حصولها على لقب كأس أمم آسيا بضربة حظ حتى وصلت بها تخبّطات الإدارة إلى أسوأ حال في تصفيات الدور الحاسم المؤهّل الى مونديال قطر 2022 حسب وصفه.
وقال حازم في حديث خصّ به "المدى" من العاصمة النرويجية أوسلو :أعلم أن حديثي في هذا التوقيت المتزامن مع مباراة إيران في ملعب آزادي سيُزعج الكثيرين الغارقين في التفاؤل، لكنّني رياضي واقعي واتحدّث عن مصلحة لعبة عانت الكثير حتى وصل الحال بها الى صراعها على نصف بطاقة مع إهدار 14 نقطة في التصفيات حتى الآن، وتخبّط في الاستعانة بمدرّبين ليست لديهم الشخصيّة القويّة للعمل مع المنتخب الوطني.
وأضاف :ليس أمامنا سوى مصارحة جمهورنا الوفي الذي يستحق أن يتغنّى بمنتخب أفضل ممّا وِجدَ على مدار السنين الماضية، أتمنّى أن نودِّع التصفيات بأداء متوازن في ما تبقّى من مباريات أمام لبنان والإمارات وسوريا ونعود الى البيت، أفضل من مشاركة غير مستحقّة تُعرّض سُمعتنا الى فضيحة كبيرة بين المنتخبات العالميّة، في ضوء عمليّة تحضير منتخب هزيل وغياب لاعبين اشدّاء ممّن يتمكّنون من تمثيل العراق بإقتدار!
وذكر حازم "فقدتُ الأمل بالمنتخب الوطني منذ أن أخذتْ مجالس الاتحاد المتعاقبة التعاقد مع مدرّبين لا يعرفون أي شيء عن العراق، فما بالك ونحن نطلب منهم الانسجام مع لاعبين وبيئة كرويّة غريبة عنهم تفتقِد مقوّمات النجاح وصناعة تاريخ جديد"؟
خطأ مُكرّر
وأوضح :صراحة تعرّضتُ الى صدمة كبيرة، وانا أرى لاعباً دولياً سابقاً، ونجماً كبيراً بين نجوم اللعبة في ثمانينيّات القرن الماضي، يتبوّأ منصباً مرموقاً في الدولة بصفة وزير الشباب والرياضة يُسهم في إرباك مسيرة المنتخب الوطني بقرارات لا تصبُّ في مصلحته! كيف بعدنان درجال وهو من تجرّع مرارة الظُلم يوم قاد منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم 1994وتم إبعاده من مهمّته خلال التصفيات بعد الخسارة من كوريا الشمالية (2-3) يوم 15 تشرين الأول 1992 في الدوحة، فكيف يُكرّر نفس خطأ رئيس الاتحاد آنذاك ويُبعِد المدرّب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش ويُربك استعدادات الوطني"؟
تشكيلة كاتانيتش
ولفت الى أن "كاتانيتش لم يكن مدرّباً جيّداً أو الأنسب لظروف منتخبنا، لكنّه تفهّم طبيعة الكرة العراقية، وأيقنَ عدم حيازتها على نجوم كبار، لهذا قاد المنتخب بصعوبة، مُحقّقاً نتائج مقبولة من عامة الناس مثلما تابعت عبر مواقع التواصل، والأهم في حقبة الرجل استقراره على تشكيل مضى معه بثقة في تصفيات الدور الحاسم، بدلاً فوضى تغيير الملاك التدريبي في فوضى لم تشهدها كرتنا عبر أزمانها".
سلبيّة خطيرة!
ونبّه إلى أن :المسؤول عن أية متغيّرات في المنتخبات الوطنية بجميع دول العالم الكبيرة في نظامها الاحترافي أو الصغيرة ببدائيّتها في تمشية لعبتها، هي اللجنة الفنية وليس اللجنة التنفيذية للاتحاد، لكن درجال ومن سبقه من رؤساء الاتحاد قبل وبعد عام 2003 مارسوا أسلوب "السلطويّة" في الاستحواذ على كلّ قراراتهِ، وتدبير شؤون معسكراته، وتعيين المدرّبين وانفاق الأموال، وهذه سلبيّة خطيرة ومُدمّرة في الهرم الكروي الذي ينبغي أن يتشاور الموجودين فيه عن كل تفاصيل العمل قبل اتخاذ قرار يهزُّ صورة المنتخب ويُنهي طموحاته مثلما حدث في آب عام 2021 باستبدال الملاك التدريبي.
حلم الجماهير
وكشف عن "تشتّت اتحاد عدنان درجال في اطلاق الوعود حول أجندته خلال دورته الانتخابية الحالية، وخاصة الهدف الكبير من بناء المنتخب، فالصحيح أن يكون الوعد باصلاح منظومة اللعبة باعتماد لاعبين جيّدين ومدرّب واقعي وإدارة فنيّة مستقلّة تتمتع بخبرة مُجرّبة، لا بطمأنة الجميع أن يكون عام 2030 عام التأهّل الى المونديال حتى وإن صدقت النيّة، الصحيح أن يشعر المتابع لعمل الاتحاد بوجود آليات تُمهّد لتحقيق حلم الجماهير، أما ما نسمعه ونشاهده يؤكد أن كرتنا ستعاني كثيراً من تحالف "عدنان ويونس" بتنفيذ سياسة فنيّة لا تستند الى دراية بمصلحة اللعبة، وتعتمد التجريب والاختبار وجسّ النبض! وكلّنا يعلم أنهما لم يمارسا المسؤولية هذه سابقاً، وراهنا على شعبيّة النائب التي لا تكفي لنجاحه وتخلّصه من مأزقه الإداري، وعلى اصلاحات الرئيس المُسطّرة في ورقة حملته الانتخابية ليس إلاّ".
بناء المنتخب!
وعن أهم مشاكل منتخبنا، قال "الخطأ الكبير الذي يسهم الإعلام في ترسيخه في مفهوم إدارة الاتحاد للعبة أن المنتخب قيد البناء، فلا يوجد هكذا تصوّر أبداً لدى الانظمة الكرويّة في المنطقة والبعيدة عنها، اتحاد الكرة مسؤول عن توفير برنامج تحضيري للمنتخب الأول الجاهز كلاعبين ومدرّب صاحب تجارب ناجحة، عدا ذلك يُعد اعترافاً ضمنيّاً بالفشل، وهذا ما ناقشت به المدرّب الخلوق راضي شنيشل إبان تسلّمه قيادة المنتخب قبل سبع سنوات عن اسباب تراجع أداء اللاعبين كأفراد، قال لم يبق لي سوى المشاركة معهم لتصحيح خطأ التمرير أو التسديد العشوائي نتيجة عدم التأسيس الجيّد في مراكز الفئات العمرية، وهذا ما سنعاني منه حتى يكبر الجيل الحالي إن كان مؤهّلاً بدنيّاً ومهاريّاً وفقاً للأساسيّات الخمسة وهي الإخماد والمناولة والتسديد والدحرجة وضرب الكرة بالرأس".
مُقارنة وتمرّس!
وأشار إلى أن "هناك فارق كبير بين منتخبنا الوطني ونظيره الإيراني من ناحية البُنية الجسمانيّة، ومنافسات أندية الدوري، وتواجد أغلب لاعبيه في الدوريّات الأوروبيّة، والتعاطي المسؤول للإعلام المحلّي مع مهمّاته، والأهم هو اختيار المدرّب الأمثل الذي يستقرّ معه أكثر من سنتين في الأقل، مُقارنة مع لاعبينا الذين يلعبون في أضعف دوري في المنطقة، ولا يتدرّبون بما يكفي مع فرقهم، وجميع تجارب احتراف لاعبينا في أوروبا كانت فاشلة لصعوبة تأقلم اللاعب خارج بيئتهِ ليس بسبب الحنين لأهله ووطنه أو التقاليد الغريبة أو سلوك المجتمع، بل لعدم قدرته على مواكبة الوحدات التدريبيّة وصعوبة الاندماج مع الفكر الفني العالي، كل ذلك نتيجة تمرّس اللاعب العراقي على نمط تدريبي فقير مُدعم بدافع النخوة لاظهار امكاناته، وسرعان ما تكشفه مشاركته البائسة في دوري أبطال آسيا، الاختبار الأول في المقارنة مع فرق المنطقة".
مضيعة للوقت!
وختم حازم ياسر حديثه "لا يوجد لاعب موهوب في العراق من طراز لاعبي المنتخبات الكبيرة في آسيا، يخلف الراحل أحمد راضي وعباس عبيد، فالأول كان فناناً في تطويع مهارته ومتخصّصاً بتسجيل الأهداف التاريخية كهدفه الذكي في مرمى حارس منتخب بلجيكا العملاق جان ماري بفاف في مونديال المكسيك 1986، والثاني أمتعنا بأسلوب لعبه الجميل ومناولاته المؤثّرة وقوّته وسط الميدان وتوزيعه جهوده خلال الشوطين "إيجابياً" وإذا ما أراد عدنان درجال اكتشاف موهوبين جُدد عليه الاستفادة من الخبرات الأجنبية للفئات العمرية فهم ركيزة مستقبل الكرة العراقية، أما إهدار مليارات الدنانير على عقود مدرّبين عاطلين لم تستفد منهم كرتنا يعني (مضيعة للوقت) واخفاق مستمرّ في التحدّيات القاريّة".
اترك تعليقك