تعذيب طفل محتج يثير الغضب الشعبي واستنكار منظمات حقوقية

تعذيب طفل محتج يثير الغضب الشعبي واستنكار منظمات حقوقية

 ذي قار / المدى

ادان مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار ومنظمات مجتمعية ما تعرض له طفل من تعذيب وحشي على يد احد افراد اسرته اثر مطالبته بإقالة قائد شرطة ذي قار، وفيما دعوا لحماية حقوق الطفولة من الانتهاكات، قرر قائد عمليات سومر احالة ملف التعنيف الى القضاء.

واظهر مقطع فيديوي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي طفلا معلقا من قدميه وهو يستغيث ويترجى الاشخاص الذين يقومون بتعذيبه بالكف عن ذلك، غير ان التعذيب تواصل رغم صرخات الطفل الذي سبق وان ظهر في مقطع فيديوي آخر وهو يجلس على كرسي وسط الشارع ويطالب باقالة قائد عمليات سومر الفريق سعد الحربية الذي يشغل منصب قائد شرطة ذي قار من موقع ادنى وذلك اثر تورط عناصر من القوات الامنية والجيش بقمع المتظاهرين.

وقال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار داخل عبد الحسين المشرفاوي لـ(المدى) ان "مكتب المفوضية يدين حالة التعذيب الذي تعرض لها الطفل وفاتح قيادة الشرطة باتخاذ الاجراءات المطلوبة بحق من قاموا بتعذيبه وتقديمهم الى المحاكم المختصة"، مشددا على "اهمية حماية حقوق الطفولة من الانتهاكات التي تتعرض لها".

وكان مكتب المفوضية في ذي قار قد اصدر بيانا في هذا الشأن جاء فيه "يدين مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار تكرار المشاهد المأساوية لتعنيف الأطفال واستخدام العنف المفرط من قبل اولياء الامور لمعالجة الخطأ بالخطأ والتغطية عن اهمالهم في متابعة أولادهم وتنصيب انفسهم الحكم والجلاد"، واضاف "ونطالب قيادة شرطة ذي قار قسم حماية الأسرة والطفل بالتدخل السريع لإنقاذ طفل جسر النصر واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المعنفين".

بدوره، قال رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية حقي كريم لـ(المدى) ان "تعذيب طفل قاصر بهذه القسوة هو فعل خاطئ ومدان"، مؤكدا ان "هكذا حالات اخذت تتكرر من دون ان تكون هناك عقوبة رادعة للحد منها".

ودعا الى "تشريع قانون الحد من العنف الاسري الذي ما زال في ادراج مجلس النواب وتفعيل بنود الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحمي الاسرة والطفولة من العنف والتي وقع عليها العراق"، مشددا على "ضرورة ان تكون التربية الاسرية ضمن اطار التعليم والتربية والتقويم وليس وفق طريقة القسوة والجلاد".

من جانبه، اوعز قائد عمليات سومر الفريق سعد الحربية خلال استقباله الطفل وعدد من افراد اسرته بتحويل ملف تعنيف الطفل الى القضاء وجاء في بيان لقيادة شرطة ذي قار تابعته (المدى) ان "قائد عمليات سومر استقبل الصبي المعنف من قبل ذويه نتيجة تصرف غير مسؤول ويقدم المشاركين بتعنيفه للقضاء ويؤكد على اهمية حماية شباب المستقبل ممن يحاولون ارباك الوضع العام"، واشار البيان الى ان "شبكات التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فديوي لصبي يشارك بقطع جسر النصر ويتلفظ بالتجاوز على شخص قائد العمليات ومن ثم بادر ذوو الطفل بتعنيفه لرفضهم ما شاهدوا من تصرفات لا تليق بسمعتهم".

وأكد ان "قائد العمليات يرفض التعنيف مشددا على اتباع المرونة والتوجيه في مثل هكذا حالات، وانه اصر على عرض الموضوع على الجهات القضائية لحماية الطفولة من التعنيف الاسري ومدى الاضرار النفسية والجسدية الناجمة عن التعنيف"، مشددا على "استخدام الطرق الحضارية والانسانية لإرشاد الابناء ونصحهم لاحترام القوانين والمجتمع والاعراف السائدة والابتعاد عن المؤثرات الخارجية التي قد تكون ذات اثر سيئ".

وأوضح ان "مرحلة الطفولة تطرأ عليها بعض الاضطرابات والمشكلات المؤقتة خاصة في وقت المراهقة"، داعيا الى النهوض بالوعي المجتمعي عبر تفعيل دور العائلة والمدرسة والإرشاد الديني ومنظمات المجتمع المدني ودوائر الشباب والرياضة والشرطة المجتمعية والجهات الاعلامية.

واشار البيان الى ان "عائلة الصبي تقدمت بالاعتذار لقائد العمليات ولكافة السادة المسؤولين واهالي الناصرية على التصرف الذي بدر من الصبي وذلك بعد احالتهم للقضاء العادل للتحقيق بموضوعة تعنيفهم لحدث يجهل القوانين وبطريقة بعيدة عن الانسانية".

وتابع البيان "فيما دعا قائد العمليات جميع اهلنا في ذي قار الى الحفاظ على النسيج الاجتماعي وعدم زج شريحة الاطفال والشباب بالقضايا السياسية وغيرها من الامور غير المبررة"، محذرا من تعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top