كلاكيت: إنها السينما

علاء المفرجي 2022/04/20 11:47:47 م

كلاكيت: إنها السينما

 علاء المفرجي

فعلى الرغم من التحديات التي واجهت الفن السينمائي على امتداد تاريخه والتي راهنت على شعبيتها او أثرها المتجدد إلا أن السينما كانت سرعان ما تقدم ما يؤكد خطل هذا الرأي، فكان اختراع التلفزيون التحدي الأبرز الذي واجه السينما والذي ذهب الكثير الى الاعتقاد أن هذا الفن سينزوي فاسحاً المجال لهذا الاختراع الجديد،حيث ان السينما ستكون في متناول اليــد والحاجة.

فالسينما وتاريخها هو تسجيل لمحاولات المخرجين تجربة استغلال الابتكارات والاختراعات الجديدة وايجاد افلام تجلب المتعة للمتفرج.. فلا سينما كاختراع كانت بحاجة الى خيال مُبدع ليستخدمها استخداما فعالا، فأدخل هؤلاء وسائل جديدة لمزج لقطاتهم، ووظائف جديدة للممثل وللديكور وللصوت، وكان هذا من شأنه ان يُغيـِّر السينما، بل ويجعلها في تطور مضطرد.

وعندما جرّب صُناع السينما الصمت وخلقوا وسائل غنية ومعبرة تعبيرا قويا الى درجة التغلب على (صمت السينما)، كان هناك الفيلم الناطق، وهكذا مع اللون، والفيلم المجسم، وصولا الى الشاشة العريضة، ووصولا إلى الثورة الرقمية التي استفاد منها فــن السينما استفادة كبرى.. كل ذلك جربته السينما وعملت به من أجل خلق إحساس بالواقع طريق نقله بالكاميرا. واثبتت خطل التوقع من كونها فن آفل بعد اختراع التلفزيون، ثم بعد بنشاط الشبكة العنكبوتية تجلياتها العلمية المذهلة.. التي استطاعت السينما ان تستثمرها لصالحها عكس التوقع بإزاحتها عن عرشها.

فقوة السينما وتجددها مرهون بيـد الجمهور الذي يرى ادولف زوكور “انه لا يُخطئ أبداً”.. فهو لم يُخطئ في الصور المتحركة كما لم يُخطئ بما أدخله غريفث من تقدم فني، مثلما لم يكن مخطئاً باعترافه بنظام النجوم. فتحمس لنطق السينما، وأقبل على السينيراما والسينما سكوب وكذلك على الابتكار الرقمي وغيرها.

لذلك فان الافلام التي شكّلت علامة فاصلة هي (مولد أمه) لجريفث الذي فضلا عن امتلاكه أهمية تاريخية كبيرة، كونه أول فيلم سينمائي طويل في العالم، طور فيه المونتاج من مجرد تجميع بدائي للقطات غير متناسقة الى توليف فني واعٍ... ثم فيلم مُغني الجاز اول فيلم ناطق قبله كانت الأفلام صامتة برغم اعتمادها على الخلفية الموسيقية المناسبة للحدث، من هذا المنطلق، تم التوصل لطرق إضافة الصوت وضبطه مع الصورة، وبهذا الفيلم الذي أخرجه آلان جروسلان، تغير شكل صناعة السينما في العالم لتختفي الأفلام الصامتة تماماً أمام هذه الثورة السينمائية المذهلة في ذلك الوقت. وكذلك مع رائعة اورسن ويلز (المواطن كين) وغيرها من الافلام التي شكّلت اضافة الى السينما.

ودخل فيلم مشروع السحر بلير التاريخ لا بكونه فيلما موضوعا او الإيهام في الزمن، بل من تكاليف انتاجه التي لم تتجاوز البضعة آلاف من الدولارات، والإيرادات القياسية التي حققها والتي وصلت الى اكثر من مئة مليون دولار.

ولا نريد ان نذكر الأفلام التي استفادت من المنجز الرقمي الذي اجتاح التكنلوجيا، والذي شمل صناعة السينما بكل تفاصيلها من التنفيذ مرورا بالمؤثرات الصورية وليس بطريقة العرض، بل وصلت الى توزيع الفيلم نفسه.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top