علاقة السومريين بالعلم والطبيعة

علاقة السومريين بالعلم والطبيعة

ناجح المعموري

درس د. يوسف الحوراني البنية الذهنية الأسطورية للشرق المتوسطي الآسيوي وهي من الدراسات المبكرة والمهمة جداً وما زالت حاضرة وذات تأثير فاعل في الميثيولوجيا. ومنح هذا المفكر الرصين فضاءً واسعاً للبنية السومرية وتعامل مع عديد من الأنظمة، أهمها نظام الآلهة، الخصوبة،

الأنوات، الموت. ولفت انتباهي بحث “ السومريون “ لعالم الآثار الايطالي فرانكو دستينو لما تمتع به من جهود علمية دقيقة، تعمق بها وفتح مجالات عديدة كشفت لنا تنوعات الحياة والعالم في المرحلة السومرية المثيرة للدهشة، وتنوعت الكشوف بثنائيتها الرسمية أو السرية غير القانونية، وقدمت توصيفاً عن الأنشطة الاقتصادية اليومية بجميع أنواعها، وهذا ما يدل على كل الرقم في بلاد الرافدين. وأيضاً في المناطق الأخرى التي تستخدم فيها الكتابة المسمارية، كما قال العالم فرانكو. وهذا ما كان حاضراً ومهيمناً في الألفية الثالثة قبل الميلاد. وهنا تبين اتساع جمهرة من يقرأ ويكتب. وهذا احد ظواهر الحياة السومرية بالمجال الثقافي والديني وتطورات حصلت في مؤسسات المدن الكبرى وتكرس عناصر الدولة. ويضفي هذا الرأي نحو الموقف الأكثر دقة للعلاقة مع الطبيعة والتي تعمق بدراستها الدكتور يوسف.

واذا كانت هذه العلاقة مثيرة للعناية والاهتمام والدرس فإن الموقف مع العالم اكثر اثارة لنه يفضي لكل ما هو مرتبط بالعلم والميتافيزقيا.

نستطيع الاشارة الى أن السومريين هم طاقة جوهرية في الحياة الكلية الخاصة ببلاد الرافدين، وترتبط هذه الطاقة بمفهوم العالم والطبيعة من خلال التطور الثقافي والاجتماعي المرافق لتكون البنى المبكرة لعتبات المجتمعات البدئية المستقرة، والمنظمة ن الخاصة بالحياة مع هيمنة العناصر الإلهية الكبرى في الفترة التي سادت خلال الالفية الخامسة والرابعة قبل الميلاد “ خلال المغامرات التكنولوجية والاجتماعية والفكرية الحقيقية الممثلة من المرحلة الأخيرة من العصر الحجري الحديث ومن تلك المقدمات التي تطويرها لوصف الواقع الذي كان يحيط بهم غيديولوجياً في الوقت نفسه الذي كانوا يسيطرون فيه عليه مادياً، أنتج السومريون مفهوماً محدث للكون بهدف شرح دور الانسان في الخلق. من الواضح أن هذا المفهوم يعبّر في الوقت نفسه عن أساس ذلك الظلم الاجتماعي الذي رأيناه نوعاً ما من الثانوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية نفسها / د. فرانكو / السومريون / ن. م / ص175.

والمهم في رأي العالم فرانكو والمثير للاهتمام أ، مميزات الواقع المشار اليه محاط بالايديولوجيا والميثيولوجيا التي تكرست ضمن تداولات الأفراد والجماعات. وتبلورت وسط هذه التبادلات عديد من المفاهيم والتصورات والتي ضغطت على الجماعات البشرية للقبول بحياة صارت لديهم ذات حضور قوي ويوصف الموجود باعتباره مقبول مادياً متعايش معه. وأضاف العالم الآثاري فرانكو مؤكداً على ان المجال الحيوي يتبدّى في كون الانسان ينظر الى نفسه بوصفه الكائن الوحيد من الخلق القادر على فهم الوحدة التي يتكون منها ظاهريا. وتفسير الكون ككيان عقلاني وسيتأكد لنا بأن الانسان هو الكائن العقلاني بين كائنات الارض.

ذهب فرانكو الى الدور المركزي الذي لعبه السومريون في علاقتهم بالعالم والطبيعة واكد على أن الدور الجوهري هو اللغة التي تقسم الى قسمين , قسم الاول من الاحياء هو الذي تنتمي السه الآلهة والبشر والجماعات ¸والقسم الثاني ينطوي على بقية الحقائق المرئية وغير المرئية. وهذا التميز القواعدي كما قال فرانكو هو الذي يرى بأن الانسان يتفوق على الخلق من التمييز نفسه عن كل ما يحيط به من خلال وعيه الذاتي.

من بين العديد من المقترحات والافتراضات يأتي المفهوم السومري للدين , من هنا انفتحت امامهم نافذة معقدة من الايرادات الخارقة التي تشكل الواقع والانسان التي اقامت علاقة متميزة معه مما يعطي معنى لوجوده على الارض وفي الوقت نفسه قدرته على التدخل في الواقع نفسه وتعديلي ويمثل وجود هذه الكائنات العليا في الطبيعة والمسماة “ آلهة “ الأساس النفسي الذي سمح للإنسان بالانتقال من وضعه كمتفرج خامل الى ممثل فاعل وواع لعالمه فرانكو / ن. م / ص 176.

ولأن الطبيعة هي الثنائية الجوهرية والتي سنتحدث عنها لاحقا بشيء من الاستحقاق فهي المكان الطبيعي للخلق والذي يمثل الطاقة الكبرى للإرادة الانسانية وارادة الالهة التي تعني الارادة الخارقة والارادة المالية التي تتبدى لها الآلهة المقدسة التي تسعى الى اقامة الآلهة لأظهارالطريق الصحيح للخليقة.

لبلاد سومر عقائد دينية مختلفة عن الدين الغربي لأنها ذات خصائص مميزة لبلاد الرافدين وهذا ما قاد العالم فرانكو لملاحقة خصائص بلاد الرافدين الثقافية وتمركز اللغة ودور الطقوس من تمكن كشوف ذات معان كبرى خاصة بالآلهة والاحتفالات المقدسة ومنها الاعياد المقترنة بأنظمة الخصوبة والذكورة والانوثة. عرفت الديانة السومرية نظرية الكون (الولادة والسبب الدين للخلق) ونظرية الآلهة (ولادة الآلهة والعلاقات بينها) ونظرية الانسان (الولادة وسبب دور الانسان على الارض هذه النظريات التي ذكرناها تستمد منها الرؤية المعرفية يعني الطريقة التي يراها المفكر السومري العالم المحيط بشكل علمي وثقافي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top