المرأة ودورها في تقدم الأمم

آراء وأفكار 2022/06/08 11:11:12 م

المرأة ودورها في تقدم الأمم

 د.سلامة الصالحي

يقول رسول حمزاتوف هناك شيئان يستحقان التضحية أمراة رائعة ووطن حنون ويبدو إن رسول حمزاتوف حصر وجود المرأة بهذه العبارة الشهيرة بقدرتها على الحب ومنحه للآخرين والذي يعد ركيزة أساسية لتوازن الحياة ومعناها ولاننكر إن الاوطان الحنونة التي تحافظ على أفرادها سواء رجال أو نساء وتحفظ حقوقهم وكراماتهم تستحق التضحية التي تصل أحيانا الى فداء الارواح في سبيلها ولأن المرأة قوة ناعمة فأنها تنزع دائما للعدل والسلام فتحافظ على الأوطان وكرامتها أذ إن أسوء ماتواجهه الشعوب هي الحروب التي تضرب كرامة الانسان ووجوده.

ولأن المرأة كانت دائما ضد الحرب والعنف ومايطال الحياة من إساءة فقد تم تهميشها والتنكيل بها وبدورها الخلاق في بناء ورقي المجتمعات والحفاظ على الاوطان فقد مرت البشرية بعهود وحقب طويلة هيمن الذكر فيها على القرارات المصيرية التاريخية وادخل شعبه في اغلب الامم والمجتمعات بحروب ونزاعات كان ممكن تجاوزها بلغة السلام والحب التي تلجأ لها المراة دائما بسبب طبيعتها البايلوجية والنفسية وهي تحاول حماية أولادها وبدورها تحمي وطنها.ويبدو إن كل مثلبة في تأخر البشرية كان يقف خلفها خنق دور المرأة وتجهيلها وضرب وعيها في حرمانها من إكتساب المعارف والعلوم فأنحسر دورها في رعاية البيت والأسرة وهمشت تماما في أن تأخذ دورها في المشاركة في أي نهضة وحركة تقدمية وثقافية أمام إستلاب حقوقها ومعاملتها كفرد من الدرجة الثانية ويبدو إن بلوغ البشرية التقدم والتطور قد تأخر كثيرا بسبب هيمنة السلطة الذكورية وأحتقار المرأة بل وحتى إضطهادها وتعنيفها تحت حجج الأديان والاعراف الاجتماعية ووقعت المرأة قرون طويلة تحت نير العبودية والرق والنخاسة في حين كان من الممكن إحترامها كأنسان مضاعف الدور ينتج الحياة ويطور الحضارة التي كانت دائما تقف خلفها النساء من أبتكار الزراعة لأطعام أولادها الى تدجين الحيوانات والبحث عن الاعشاب لعلاج أسرتها الى إبتكار نهج العدالة والمساواة الذي كانت تتخذه في معاملة أولادها فكانت النواة الاولى لبدء الحضارات وتطورها ولذلك كانت تعامل كآلهة عندما كانت البدايات الحضاريةبسحرها تقف خلفها نساء خلاقات ومبدعات .

وفي عصرنا الحديث نرى إن الدول التي تطورت وتحدثت هي الدول التي أعطت للمرأة دورها المشروع في البناء والخلق والتطور فنهضت أمم وتطورت لأنها أخذت بيد النساء وأعطتها دورها الصحيح بعد إن تنبهت لهذا الأمر وتشكل وعي الرجل قبل المرأة بأهمية هذا الدور وعظمته فيما تخلفت وتراجعت أمم كثيرة في عصر فرض على المرأة ان لاتأخذ دورها الحقيقي في بناء وقيادة المجتمعات ومن هذه الأمم المتراجعة والتي أعطت المثل السيء في التراجع هي دولنا العربية والاسلامية التي جعلت من المرأة موضوعا للتحكم والاستعباد والأستغلال في أعمال غير قابلة للقياس كدورها في المنزل أو الحقل وتحديد هذا الدور بعيدا عن المشاركة الفعلية الحقيقية في بناء وتطوير المجتمع في مجالات تشريع القوانين أو اتخاذ القرار السياسي او أشغال المناصب السيادية التي بقيت حكرا على الرجل ببطانة من القيم الذكورية البالية .

هذه الصورة القاتمة عن المرأة وهذا الدور المحدود هو الذي جعل هناك فارق كبير بين الأمم والشعوب في حياتنا المعاصرة .فالحرية التي يفكر بها الرجل لاتعني الحرية السلبية التي تجعل من المرأة سلعة رخيصة تتقاذفها الذكور بل هي دور يتفهمه المجتمع أفرادا وقيادات في التركيز على هذا النصف الذي تم تهميشه وتجهيله وحتى ممارسة العنف ضده والذي ينعكس مثل مرآة عن حال الأمم وماتتوصل له من نهضة عظيمة تشارك بها النساء بدورها الايجابي والمعرفي في بناء الأوطان او ركنها الى الخلف تحت ذرائع الدين والشريعة التي كتمت أصوات النساء في الشرق وصار هذا التباين بين الوعي الغربي الذي كان من أسس نهضته هو إعطاء المرأة دورها الحقيقي ومن أسباب تخلف الشرق وأعني به العالم الثالث هو إضطهاد المرأة وتهميشها على كل المستويات الثقافية والمعرفية والتشريعية .فأن اردت تطورا وحضارة فأبدأ بالمرأة هي النواة والبذرة لكل بناء رصين وقوي .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top