عبد الحليم الرهيمي
خلال فترة الاغلاق الشامل للمؤسسات والمحلات ومنع التجمعات وأقامة الحفلات قبل نحو سنتين خشية أنتشار وباء كورونا ، أقام رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون حفلة ، أو حفلات ، ضمت عشرات الاشخاص في مقر الرئاسة الحكومي الشهير في شارع (داوننغ ستريت)
وهو الامر الذي كشف عنه لاحقاً مما ادى الى أثارة حملة أنتقادات واسعة لجونسون واستقالة خمسة من كبار مستشاريه احتجاجاً بأعتبار ما فعله خرقاً للقانون الذي أقرته حكومته ، وسمى الاعلام هذا الخرق بفضيحة الحفلات (بارتي غيت) وأرتفعت الاصوات والمطالبات بمساءلة جونسون ومحاسبته من حزب العمال المعارض ومن حزبه (المحافظون) سيما وانه اول وزير في المملكة المتحدة يرتكب مثل هذا الخرق للقانون . وبسبب ذلك دعى المشرعون عقد جلسة استثنائية لهذا الامر ، والتي عقدت فعلاً في السادس من شهر حزيران الحالي ، وكانت النتيجة غير المتوقعة نجاة بوريس جونسون من سحب الثقة لعدم تصويت العدد اللازم من حزب المحافظين على سحب الثقة خشية مواجهة الحزب لأزمة كبيرة قد يستفيد منها حزب العمال ، وكانت نتيجة التصويت هي 211 صوت لعدم سحب الثقة و 148 لسحبها منهم أعضاء من حزب المحافظين .
جونسون الذي نجا من سحب الثقة بالتصويت علق على ذلك بالقول لقد طويت هذه الصفحة ، لكن الواقع يقول غير ذلك وان المواقف من هذا الخرق ودلالاته لن تنته فصولاً لدى البريطانيين الذين يحترمون القانون والالتزام به الى درجة التقديس لن يقتنعوا دون انزال عقوبة مناسبة برئيس الوزراء الذي خرقه .
لقد مط البعض شفاههم عندنا ممن تابعوا مشهد خرق جونسون للقانون وردود الفعل ازاءه باعتبار هذا الموضوع البسيط او (التافه) عند البعض لا يستحق او يستوجب كل ذلك فعندنا خرق ويخرق الكثيرون المسؤولين القانون ورأينا مئات الالوف لا يلتزمون بمسيراتهم قوانين منع التجمعات والمهرجانات دون التزام ، وهو الامر الذي يشير ويدلل الى النتائج الكارثية التي يعاني منها العراق والعراقيون لعدم التزامهم بتطبيق القوانين ، بل وحتى التعمد في خرقها .
عندما عاد رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل الى لندن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وكان يساهم بقيادتها من بارجة بأحد المحيطات ، أستقبله رهط من كبار الموظفين والمواطنين ، وينقل عنه انه وجه لمستقبليه سؤالاً مهماً عن حالة القضاء وتطبيق القوانين أبان سنوات الحرب ، فكان جوابهم : أن القضاء والقوانين بخير ، أما رد تشرشل فكان عميقاً ومعبراً وهو : أذن بريطانيه بخير .. ولأنها كذلك كانت بريطانية وما تزال بخير ، الذي نفتقده بالعراق لغياب العدالة والتمادي في خرق القوانين في مختلف الصعد !!
اترك تعليقك