جمال أمين: غادرنا إلى أوربا لنكون جزءاً من ثقافتهم، ولكننا وجدنا أنفسنا مهمشين

جمال أمين: غادرنا إلى أوربا لنكون جزءاً من ثقافتهم، ولكننا وجدنا أنفسنا مهمشين

يرى أن بعض السياسيين العراقيين الآن لديهم عداء وكره للثقافة بكل مفاصلها

حاوره: علاء المفرجي

بعمر المراهقة منح الفنان جمال أمين دور البطولة في فيلم (بيوت في ذلك الزقاق)،

بعدها كلية الفنون الجميلة، وعمل في الدراما العراقية حيث شارك الى جانب ممثلين كبار، في مسلسل (الذئب وعيون المدينة) ، و مسلسل (خيوط من الماضي ) وشارك القيصر كاظم الساهر في مسلسل (المسافر) وغيرها، قبل أن يغادر العراق الى الكويت ، ثم الى الدنمارك ليستقر في لندن أخيرا..

في منفاه اللندني قدم العديد من الاعمال السينمائية مخرجا وممثلا منها : اللقالق، جبار، راكا، صانعو الحياة، فيروس، ونباح، وياسين يغني. ومثل في افلام الكعكة الصفراء مع المخرج طارق الجبوري، والعربية مع المخرج هادي ماهود، ووراء الباب مع المخرج عدي مانع.

حاورته المدى للوقوف عن أهم محطات تجربته الفنية

 ما الذي جعلك تختار الدخول الى عالم الفن وتحديدا التمثيل .. حدثني عن أثر ذلك في طفولتك؟

- هذا السؤال ومهم جدا بالنسبة لي . قضيت طفولتي في منطقة شعبية وهي مدينة الحرية وتحديدا في الحرية الثانية ولا يخفي عليك ان مدينة الحرية في شهر محرم تتحول الى مسرح كبير، حيث نرى التشابيه والمسيرات الحسنية وفرق الموسيقى ترافق الموكب وهنا باعتقادي اكبر عرض للمسرح في منطقة الشرق الاوسط حيث نرى التشابيه ونرى تجسيد الى واقعة الطف بكل تفاصيلها ونرى هناك الخيول والموسيقى والمبارزة. وهكذا بالطبع وانا طفل انتمى لهذا الواقع وهذا المزاج العام جعلني أتأثر كثيرا بهذه الطقوس وغير تخطيط اندمجت بها وكنت اتمنى أن اكون واحدً من هذه الشخصيات المجسدة، وقد كان واصبحت انتظر عاشوراء كي أرجع في ان اكون جزء من هذه الطقوس واتمتع بمشاهدة هذا الكرنفال بعيدا عن المحتوى الفكري للطقوس. فماذا يفعل طفل في السابعة او الثامنة من العمر غير المتعة والتباهي بأني جزءاً من هذه الطقوس، ومن هنا بدأت اول بذرة لحب التشخيص والفن والموسيقى حيث كنت في بعض الاحيان اعزف على الطبل ايضا . هنا بدأ الفن يسري في عروقي

 كانت بدايتك مبكرة في الدخول الى هذا العالم، حدثنا عن بداية دخولك وبشكل احترافي التمثيل؟

- اول تجربة لي وانا بعمر 17 عام وهو ما لم يتوفر الى اغلب أقراني حيث منحت البطولة في فيلم (بيوت في ذلك الزقاق) هذا الفيلم الذي اصبح الان ايقونة سينمائية عراقية، بغض النظر عن ما صادف هذا الفيلم من معرقلات كثيرة. انا كنت البطل الشعبي . الحبيب العامل المثقف القائد المسؤول العامل والموجه، لقد بنى جاسم المطير هذه الشخصية كي تكون مؤثرة بالشباب وتكون لهم قدوة ولكن الرقابة كان لها قول اخر. تم اختياري في تجسيد شخصية سالم وهي الشخصية المحورية، وقد قام المخرج قاسم حول بعمل كاستينج كبير وقد استقبل حوالي 110 طالب وطالبة كي يختار ابطاله وكنا انا وحامد خضر والتفات عزيز وسناء عبد الرحمن من الوجوه الجديدة، وتم منحي لقب بطل لأول مرة. وبعد هذه التجربة انهالت علي الأدوار واهمها بعد (بيوت في ذلك الزقاق) فيلمي (اللوحة) و(البندول) وكان دوري في اللوحة دورا البطل الثاني المساند للبطل وكان حينها الممثل جلال كامل المهم استطعت وانا في العشرين من العمر من التمثيل في اهم تجربتين في الفيلم العراقي، وهذا ان دلَ على شيء إنما يدل على وجود موهبة حقيقة، لأني أنتمي الى عائلة ليس لها اي علاقة بالفن، ودخلت هذا المجال فقط بناء على الحلم والموهبة. وكان ما كان من تجارب سينمائية متتالية وبالطبع في هذه الفترة قبلت طالبا في قسم السينما، وهنا بدأ صقل الموهبة من قبل اساتذة كبار مثل حميد محمد جواد، وكوركيس يوسف، وعبد الوهاب الدايني، وكامل العزاوي، وبعض الاساتذة المصريين.

 انطلاقتك في عالم التمثيل كانت في (بيوت في ذلك الزقاق) الفيلم الذي أثار جدلا كبيرا حينها، بتغيير المخرج ورفع بعض المشاهد منه.. حدثنا بالتفصيل عن هذه التجربة؟

- الفيلم في توصيفه آنذاك كان فيلما يساريا بسب وجود المخرج قاسم حول والكاتب جاسم المطير وهم كما هو معروف من اليسار العراقي، لذا وضع الفيلم تحت النظر والتدقيق والتمحيص ومعرفة كل شاردة وواردة والمفارقة كانت شخصية سالم التي أجسدها هي الشخصية الرئيسية والمحورية، فهو البروليتاري، المثقف، العاشق. ان اجازة النص قبل التصوير غير اجازة الفيلم بعد التصوير ونرى ان هناك مشكلة حدثت بعد اتمام المونتاج وجلوس الرقابة وعلى مستوى كبير ضمت بعض كبار المسؤولين اذاً نحن امام موضوع خطير وموضوع ممكن ان يأخذ العاملين به وراء الشمس، وكان ما كان من تصميم الدولة برقيبها من حذف الكثير من المشاهد المهمة وهي مشاهد فكرية محورية، وهذا ما لم يقبل به المخرج قاسم حول وقد قام برفض تقارير لجنة الرقابة وهرب الى خارج العراق كي ينجو بنفسه مما جعل دائرة السينما والمسرح من ترشيح مخرج ثان لتكملة الفيلم ضمن رؤى ما تراه الرقابة، وبالطبع ان اكثر شخصية تعرضت للتهميش والاهتزاز والتحريف هي شخصية سالم وما قمت بتمثيله هو نصف ما تم عرضه في حينها، لان المخرج الثاني الذي رشحته الدائرة وهو المخرج محمد شكري جميل وبتوجيه من الرقابة قام بقص أجنحة الفيلم وجعله فيما باردا لا يعدو ان يكون فيلما عاديا بتناوله فترة مهمة جدا من زمن النضال الذي قامت به المعارضة العراقية متمثلة باليسار العراقي، ومع ذلك كان الفيلم مثيرا وتم عرضه لفترة طويلة على صالة سينما بابل وقد حظيت في حينها بشهرة كبيرة بالرغم مما قام به الرقيب من حذف الكثير من المشاهد المهمة . كانت تجربة رائعة بالنسبة لي جعلتي افكر بشكل جدي ان تكون السينما هي مجال عملي وابداعي الاساس، ولكن وهذه الـ (لكن) يطول شرحها لأننا هزمنا كجيل امام جميع الحكومات العراقية بما فيها هذه الحكومات التي تمارس ديكتاتوريتها بشكل ديمقراطي جدا.!

 أرى أن فيلم اللوحة كانت نقطة انعطاف حادة في مسيرتك الفنية؟ ما الذي يشكل لك هذا الفيلم؟

- ان انتاج الافلام في تلك المرحلة كانت وفيرة نظرا لرجوع الكثير من المخرجين الى العراق وكان هنالك توجه في انتاج أفلام تعالج قضايا تحول المجتمع العراقي وفقا لأفكار ومن هذه الافلام ما يعالج قضايا تاريخية، وافلام تعالج مشاكل المجتمع العراقي، فقد تم انتاج افلام كثيرة منها (التجربة) (واللوحة) و(البندول) و(تحت سماء واحدة).. وغيرها. وكان نصيبي من هذه الافلام ثلاثة افلام منها اللوحة والبندول وتحت سماء واحدة. وفيلم اللوحة من اخراج المخرج الراحل كارلو هارتيون، وهو فيلم يعالج مشكلة الطلبة في المدارس، وتسليط الضوء على دور واجهات هذا النظام في معالجة ومساعدة الطلبة في حل المشاكل، وكنت قد اديت دور قائد طلابي في المدرسة الثانوية التي تدور بها احداث الفيلم، حيث كان الفيلم يعالج مشكلة طالب محب للفن وكيف يعاني من عقلية ادارة المدرسة الكلاسيكية حيث ان الطالب البطل كان يؤدي دوره جلال كامل يصطدم بعقلية مدير المدرسة جاسم العبودي، لقد كنت امثل شخصية لها دور فكري كبير كما كتب كتبها في السيناريو السيناريست معاذ يوسف. فيلم اللوحة هو اول تجربة لفيلم شبابي في تاريخ الفيلم العراقي، وهو فيلم يدق ناقوس الخطر لطريقة معالجة افكار الشباب ومعاناتهم وأزماتهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، وكان دوري ايضا شخصية محورية تقوم بنصرة الطالب ومناقشة المدير والمدرسين، وهنا كما كان يراد لهذا افلام هو ترسيخ مفاهيم وقيم جديدة في ذهن المجتمع، وان الدولة موجودة في كل مرافق الحياة، وبالطبع كان ايضا له دور اخر وهو الدور الامني في ملاحقة الطلبة ومراقبة التنظيمات الطلابية الأخرى . ولهذا الحديث مكان آخر للحديث عنه. اتحدث عن عملي في هذا الفيلم كممثل قام بأداء شخصية جديدة على المجتمع العراقي وهو بالفعل شخصية جعلت لي في حينها شهرة كبيرة نظرا لان الفيلم 16 ملم وهو فيلم يعد تلفزيوني، وتم عرضه اكثر من مرة وظهر في هذا الفيلم شباب ممثلين رائعين مثل جلال كامل وعدنان الصافي وجمال امين واستمرت حلقة التواصل في تمثيل اعمالاً مهمة في حياتي ومنها أدائي لشخصية عطية في مسلسل الذئب وعيون المدينة . نعم لو كان هنالك انتاج سينمائي مستمر لكنت أخذت فرصتي في النجومية، لكن للحرب قولا اخر بعد ان بدأت سلسلة الحروب المدمرة، وهربت الى الكويت حالي من حال آلاف العراقيين، منهم من هرب الى اوروبا ومنهم من هرب الى الدول العربية.

 هل لنا ان نتوقف عن مشاركات في التلفزيون، واخر عمل قدمته فيه؟

- كما انتهيت في السؤال السابق باني قد عملت في الدراما التلفزيونية وأزعم اني بدأت من القمة، وهو العمل الذي مازال العراقيون يتحدثون عنه ويبدون اعجابهم به، وهي شخصية عطية في مسلسل الذئب وعيون المدينة تأليف عادل كاظم واخراج المخرج المصري ابراهيم عبد الجليل، ومن هنا بدأت التمييز بين السينما والتلفزيون كحرفية، لقد كانت تجربتي في الذئب وعيون المدينة مهمة من ناحية الوقوف اما استاذي سامي عبد الحميد، والام فاطمة الربيعي، وعبد القادر بيك الممثل الراحل خليل شوقي . بعد هروبي من العراق الى الكويت انقطعت لفترة، وعملت مخرجا في الكويت ولكن اختارني المخرج فيصل الياسري لبطولة عمل مع الفنانة هند كامل في مسلسل دنانير من ذهب، وهو من تأليف الياسري ايضا، وكانت تجربة كبيرة لأني عملت فيها مع اسعد عبد الرزاق وفاضل خليل وقاسم محمد ووجدي العاني وخليل الرفاعي وكنعان وصفي وهو عمل تاريخي على فكرة جعل ثقتي بنفسي تكون كبيرة بعد ان وصلت ما وصلت اليه. بعد عام 1991 واحتلال الكويت ورجوعي الى العراقي كان الانتاج السينمائي قد توقف وبذات العمل مخرجا في تلفزيون بغداد، حيث حصلت على فرصة كبيرة ايضا وهي التمثيل مع القيصر كاظم الساهر في مسلسل (المسافر) بدور شقيقه الاكبر والمسلسل كان من تأليف صباح عطوان واخراج فلاح زكي، وكان تجربة مختلفة وخطوة باتجاه صناعة نجم عربي كبير وهو الفنان كاظم الساهر. وقبل مغادرتي من العراق اختارتني المخرجة رجاء كاظم للقيام بدور البطولة مع الفنانة سناء عبد الرحمن والراحل اسعد عبد الرزاق للتمثيل في مسلسل خيوط من الماضي وهو من تأليف علي صبر، وكانت تجربة مهمة جدا لي لأني مثلت حينها مع فنان لم ينتبه له العراقيون، ممثل كبير هو الاستاذ سعدون العبيدي وبعد عرض المسلسل اصبحت لاجئا في الدنمارك، وهناك بدأت بقصص اخرى الا وهي قصص المهجر حيث عملت ممثلا ومخرجا للكثير من الاعمال التي أخرجتها : اللقالق، جبار، راكا، صانعو الحياة، فيروس، ونباح، وياسين يغني. ومثلت في افلام الكعكة الصفراء مع المخرج طارق الجبوري، والعربية مع المخرج هادي ماهود، ووراء الباب مع المخرج عدي مانع.

 دخلت علم الاخراج في السينما وأكدت حضورا لافتا فيه .. لماذا يا ترى الاخراج؟ ولماذا السينما بالتحديد.؟

- سؤال مهم جدا بالنسبة لي، كما قلت في لقاءات سابقة، بالدرجة الاساس انا ممثل هاوي ومخرج محترف، بعد دراستي للسينما لمدة 5 سنوات، قمت بالتمثيل في اعمال كثيرة احسست بان مكاني ليس التمثيل بقدر ما هو الاخراج، وقد ساعد ذلك شخصيتي التي تميل الى القيادة . المخرج هو الشخصية التي تستطيع ان تؤثر في مصير السينما سواء المحلية او العالمية وتأثيرها هو فكري توجيهي والمخرج يكون هنا شبه معلم أو فيلسوف، هو تاريخي يضع الكثير من النقاط على الحروف ولنا في تاركوفسكي، وبرغمان، وفلليني، وبيلا تار، وثيو انجيلو بولس، وتيرنس مالك، وايزنشتاين، وهيتشكوك، والكثير غيرهم ممن اثرو الحركة التاريخية نعم كانوا مؤثرين الى حد انهم جعلوا العالم مختلف جدا، ذلك انهم قاموا بمساندة الفكر التحرري الانساني وللموهبة التي أزعم اني املكها ذهبت الى عالم الاخراج وكان لي دور معين في عمل افلام شاهدة على العصر وشاهدة على جرائم عصر الديكتاتورية. ان المخرج هو ضمير امة كما الشاعر والموسيقي، ان الامم تتقدم بوسائل كثيرة واهمها السينما ولا انسى ان اذكر كيف قام لينين بمخاطبة السينمائيين في روسيا وحثهم على عمل افلام تحاكي الثورة البلشفية، وكيف شخص مدمر مثل هتلر بالاعتماد بشكل كبير على انتاج افلام مهمة لتسويق الفكر النازي، إذاً المخرج والسينما موضوع خطر ومهم جدا الا في بلدنا للأسف، لا يوجد انتاج سينمائي وها نحن نقف جيل كامل بدون اي عمل نستطيع من خلاله ان ننقذ هذا البلد من الظلام لان السينما ام التنوير . كل هذه الاسباب جعلتني اذهب صوب هذه المهنة الساحرة الا وهي الاخراج.

 هل ترى وجودك واقامتك في اوربا، كان لها تأثير على عملك؟.. ما الاثر الذي تركه المنفى عليك؟

- بصراحة اسئلتك عميقة ومهمة، نعم اوروبا اثرت عليّ بشكل كبير جدا وتأثيرها السلبي اكثر من تأثيرها الايجابي لقد ذهبنا نحن الحالمين الى دول ممتلئة بكل شيء، بل لديها تخمة وهذا ما نراه من خلال مصانع الثقافة والفنون في اوروبا، وتأثيرها على الفكر الانساني وهنا احسسنا نحن كمهاجرين نعمل في حقل السينما المستقلة بإحباط كبير حيث اننا ذهبنا كي نكون جزءاً من هذه الثقافة، ولكننا صرنا مهمشين منبوذين، الا ما ندر حيث اننا نصطنع الفرح او السعادة، لكن في دواخلنا إحباط كبير. ان اكبر المخرجين العالميين من امثال كيراساوا، وكيارستمي، وبرغمان او يوسف شاهين استفادوا بشكل كبير من الغرب فكريا، الا انهم صنعوا افلام تهز العالم في بلدانهم ونقلوا إرثهم للعالم، اما العراقي الذي عاش في المنافي وبقي مهمشاً من قبل بلده والبلدان التي يعيش بها الا ما ندر من تجارب تعتمد على العلاقات في بعض الاحيان، وبالطبع هنالك مخرجون يقومون بإنتاج افلام تزور الواقع وتحاكي مواضيع ليس لها اي مساس بالواقع العراقي، وهنالك من يدعم، نحن بعد عام 2003 أصبحنا مهجّرون وليس مهاجرين، لان كنا نتوقع ان العلة في النظام السابق فقط، ولكن تبين ان السياسي العراقي لديه عداء وكره للثقافة بكل مفاصلها واهمها السينما

 تابعت افلامك، ووجدت قاسما مشتركا في موضوعاتها وهو تناول الجيل الثاني من المهاجرين العراقيين.. لماذا التركيز على هذا الامر.؟

- نعم انا عملت في افلامي في الخارج واعني اوروبا وعددها 10 افلام قصيرة ووثائقية، جميعها تتناول المهاجرين والجيل الثاني من المهاجرين، وخاصة العراقيين والعرب لانهم يعيشون نفس المحنة. أن اوربا بدايتها عسل ونهايتها بصل كما يقال في الامثال، ولو أتيحت الفرصة لأي شخص وعمل تعداد لعدد السجناء العرب والمسلمين في سجون اوروبا لشاب شعر رأسه. ان ما قامت به اوروبا من تهميش للجيل الثاني وحتى الاول والثالث من المهاجرين يشيب له الراس فعلا، ذهبنا ضحايا وامسينا مجرمين، ان اوروبا الرجل الابيض لديها قوانين عظيمة في رعاية مواطنيها ونحن كمهاجرين نستظل بهذه القوانين لكنها ليست لنا، نعم اننا غرباء، مشعوذون متخلفون فقراء، جهلة، خارجين عن القانون، هكذا ينظرون الينا، وهذه الفكرة السائدة لدى الشارع الغربي بسبب الميديا القوية والصراع الكبير بين الاسلام والغرب وبين العرب واسرائيل، لذا تشكل لدينا جيل مهزوم مأزوم منحرف مهمش يحتاج الى سينما تعالج مشاكله وكنت انا في داخل هذه الاحداث وقد أنتج هذه الافلام مؤسسات كبيرة تؤمن بان الانسان هو راس المال والظروف هي التي تصنعه.

 اين يجد جمال أمين نفسه، في السينما ام التلفزيون أم المسرح؟

- لا أرى نفسي إلا في السينما مخرجا وممثلا وهذا هو حقلي، اما اذا قمت بالعمل في التلفزيون او غير ذلك فهو لأجل العيش والحصول على المال كي اعيل أسرتي ونفسي، ان السينما هي الأصل وهي المؤثرة وهي التي أصبحت اكبر فن شعبي في العالم وكذلك هي الفن الذي يجلب مليارات الدولارات، ولكن للأسف في العراق يجلب لنا الهم والغم والتعب .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top