متابعة / المدى
منذ فترة طويلة، يواجه المُعلق الرياضي المخضرم علي لفتة، حرباً خفية تُسقط أيّة محاولة يُقدِم عليها شخصياً أو من إعلاميين يقدرّون خبرته وتجاربه الطويلة في التعليق من أجل توظيفها لخدمة الجيل الشبابي الذي يحتاج الى التوجيه والتعلّم على أيدي أهل الخبرة من مستوى لفتة الموصوف محلياً بخليفة الراحل "مؤيد البدري" شيخ المُعلّقين الرياضيين العراقيين والعرب.
تجربة علي لفتة تُعتبر رصينة في نوعها وقيمتها، وكفاءته العالية صُقِلت في تلفزة الاحتراف أيام عمله مع عّدة قنوات عربية مهمّة برفقة كبار المُعلقين العرب، وأكتسب رصيداً كبيراً من محبّة الجمهور العربي واحترامه وتقديره له، وتحمّل ظروف الغربة ومرارة الابتعاد عن الأهل والأقرباء والأصدقاء مدة ليست قصيرة، قبل أن يعود بطموحات وآمال لعلّها تُسهم في رعاية المُعلقين الشباب ليتمكّنوا من نقل المباريات ووصف الأحداث الرياضية من دون أخطاء أو ارتباك أو الخروج عن النص!
أمر بديهي أن تستقطب مجموعة قنوات شبكة الإعلام العراقي شخصية مهنية وخبيرة مثل علي لفتة وتتّخذ إجراءات التعاقد معه بدءاً من تسلّم أعلى مسؤول فيها طلبه بتفاؤل كبير على الاستفادة من تواجده وسط عدد من المعلقين الشباب، فضلاً عن إقامة دورات تطويرية بإشرافه تعزّز قدراتهم التي مهما تميّزوا فيها فإنهم بحاجة الى المتابعة والنصيحة والتنبيه.
ما أثار قلق لفتة حسب مهاتفته لنا، أن طلبه فُقِد! ولم يعد يلقى الاهتمام من الشبكة التي سبق أن فتحت ملف الاستفادة من خدماته، لكنه واجه معرقلات إدارية حالت دون إضافة مسيرته الرائدة إلى القناة الرسمية.
من النادر جداً أن يُكمل أي شخص ثلاثة عقود ونيف في عملٍ مضنٍ كما في مهنتي الصحافة والتعليق اللتين خدم فيهما لفتة بلده محلياً ودولياً، ويعود ليُحيي طموحاته بالاستمرار في العمل بعد سنين طويلة برغم المتغيّرات الصعبة التي تعاني منها المهنة في ظلّ تباين مستوى العلاقات بين الأجيال، ثم يُصدَم بتعثّر خطواته بفعل فاعل!! ويشعر بأنه غير مرغوب فيه لأسباب يجهلها!! دعوة لمن يعنيه أمر خُبراء الإعلام أن يستفيدوا من حماستهم وطاقتهم لدعم المسيرة المهنية من خلالهم بدلاً من عرقلتهم وتهميشهم ومحاربتهم تحت شتى الذرائع، فهل يتم انصاف علي لفتة؟
اترك تعليقك