صالح الصحن
يشاع في الوسط التعليمي الاعدادي للمرحلة المتوسطة والثانوية، تداول لقب “الاستاذ”، الذي يطلق على المدرس الخاص الذي يروج للملازم والكتب التي يعدها كمادة توضيحية مشتقة من المصادر المنهجية المقررة، بهدف تطوير معارف و مهارات الطلبة وهو يكتب ويضيف كلمة “الاستاذ” قبل اسمه،
في واجهات كتبه وملازمه، أو على يافطة كتب عليها “مجمع الاساتذة” للإشارة إلى مكتب أو مبنى خاص للدروس الخصوصية، وهذا ما نعتقده اقل بكثير من التوصيف العلمي الذي حددته الترقيات العلمية في كل المؤسسات العلمية والمعرفية، فاكتساب شهادة الماجستير يمنح درجة مدرس مساعد، اما اكتساب شهادة الدكتوراة، فيمنح درجة مدرس، وبعد سنين عديدة من الخدمة والبحوث والدراسات والمناقشات والمؤتمرات وغيرها من المهارات، بالامكان ترويج معاملة ترقية إلى استاذ مساعد، اما الاستاذية اي(Professor) فهناك الإجراءات الصعبة والمعقدة التي تحتاج اجتياز العديد من الخطوات والمهارات للحصول عليها، وهذا ليس استكثارا لمدرس الثانوية ابدا، وإنما هذه درجة علمية تمنح بالأستحقاق الصحيح، وليس لمن يحمل درجة البكالوريوس فقط، او من غيرأصحاب المؤهل العلمي العالي، ومن الإنصاف نقول، ان بعض مدرسي الثانوية القديرين المعروفين في الوسط الإعدادي، لهم قدرة وكفاءة تعليمية عالية وإضافية خاصة، وهذا ما يستحقون عليه كل التقدير والاحترام، لاسهامهم في تطوير مهارات ومعارف الطلبة ورفع المستوى العلمي للطلبة بل وساهموا في خلق اجيال متميزة في التفوق والمواقع العلمية المتقدمة، ومعروف ان السياقات العلمية والوظيفية لوزارتي التربية و التعليم العالي والبحث العلمي، تمنح لقب “استاذ” لمن يتعدى مرحلة علمية ما بعد الدكتوراة من البحوث والدراسات المجازة داخل البلاد وخارجه والأنشطة العلمية والمؤتمرات العلمية والورش العلمية والمعرفية والتطبيقية في حقل الاختصاص، ومقرونة بفترة زمنية طويلة، في حين ان المفارقة في ما يشاع في الاوساط المعرفية والطبية والمستشفيات، اطلاق لقب ((عمي)) للطبيب الحاصل على لقب الاستاذية، وقد نرى ونسمع مجموعة الأطباء المحيطين برئيسهم العلمي الاستاذ عندما يزورهم في الردهات والاروقة الطبية من المستشفى، ليشرح لهم حالة مرضية لمريض راقد، او لأي موضوع طبي مهم، اذ نسمع الأطباء وهم ينادون استاذهم بمفردة ((عمي)) أو ((عمنا))، ولا نعرف من أين أتت هذه التسمية؟ وكيف تبلورت؟ وكيف يقبل الطبيب الاستاذ الدكتور ان يتقبل توصيفا يطلق في أماكن ومهن واوساط أخرى، لا علاقة لها بالمهنة ولا بالمعرفة، سيما ونحن نعرف العم هو اخ الوالد والعم هو اب الزوج و الزوجة، والعم هو الاسطة، والعم هو رب العمل أو صاحب المعمل،او بعض التسميات الاجتماعية والحرفية، ولكن “العم” ليس كبير الأطباء الاستاذ الأقدم، ولهذا لم نرى اي اجراء من اية مؤسسة علمية معرفية تربوية مهنية، قد أبدت رأيها في هذا الموضوع وطالبت بتصحيح التوصيف من “” استاذ” الثانوية الى” “مدرس” ومن “عمي” إلى “استاذ” “ وهذا هو الاستحقاق العلمي في سياقات التربية والتعليم العالي من الالقاب العلمية، لأن حقول المعرفة والعلوم المختلفة لابد أن تتناغم وتنسجم مع المناهج و السياقات والتقاليد الدولية في التصنيف العلمي والمهني، بما يحتم عليها خيار التفاعل وتبادل الخبرات وتطوير المناهج وإدارة مثل هذه الحقول....
اترك تعليقك