علي الفواز رئيس اتحاد الادباء والكتاب:نعمل على ربط الإدارة الثقافية بالعمل الثقافي، بعيدا عن الرسمي

علي الفواز رئيس اتحاد الادباء والكتاب:نعمل على ربط الإدارة الثقافية بالعمل الثقافي، بعيدا عن الرسمي

المدى الثقافي

يعمل الناقد على الفواز منذ زمن مع مجموعة من الادباء لإدارة المشهد الثقافي العراقي، من خلال المكتب التنفيذي لاتحاد الادباء والكتاب..

وفي الدورة الأخيرة انتخب الفواز وبالأجماع رئيسا للاتحاد.. المدى التقت به للحديث عن جديد الاتحاد في برنامجه ونشاطاته الثقافية المختلفة، اضافة لأسئلة تشغل الكثير من أعضاء الاتحاد.

 لم يكن جديدا وجودك في اللجنة الادارية لاتحاد الادباء، فلطالما كنت في هذه اللجنة. ما الجديد الآن في كونك رئيسا للاتحاد؟

- إدارة الثقافة تعني المشاركة الحقيقية في «صناعة المشهد الثقافي» وفي تأمين فواعله، ومحركاته، وهو ما يعني حيازة الصلاحيات، وتحمّل المسؤوليات، والمشاركة في التخطيط والتنظيم والتمكين، وهذه اليات كانت ومازالت «مُهمّشة» للأسف في العقل الثقافي العراقي وحتى العربي، لأنّ الكثيرين ينظر الى المسؤول الثقافي بوصفه كائنا اداريا خالصا، او يتم ترحيله من الادارة السياسية الى الادارة الثقافية، وهذا ما يجعل الادارات الثقافية مسكونة بكثير من البيروقراطية، والتعالي و “سوء الفهم” دائما. ما نسعى اليه، او نعمل عليه هو ربط الادارة الثقافية بالعمل الثقافي، بعيدا عن ما هو رسمي و” روتيني” او عن صناعة “النجم الثقافي” هذا الخلط صنع لنا عقدا لها ذاكرة بشعة، مثلما صنع مسؤولين كسالى اربكوا العمل المؤسساتي واكتفوا بالإشباع الرمزي لهذه المسؤوليات التي لا تمطر ذهباً. صحيح أنا من المشاركين مبكرا في ادارة المشهد الثقافي، لكني وجدت في مسؤولية «رئاستها» دافعا جديدا للمراجعة، ولتجاوز بعض العقد والمركزيات، وللعمل مع الآخرين برؤى أكثر جدّة، وحيوية، على مستوى مواجهة التحديات الكبرى اداريا وسياسيا وثقافيا، او على مستوى المشاركة في عمل تأهيلي وتنظيمي لواقعنا الثقافي الذي يحتاج الكثير، والذي يستدعي بالضرورة الى مزيد من الاجراءات، ولإثارة اسئلة أكثر جدوى في التعاطي مع حاجاتنا الثقافية واستحقاقاتها.

 ما جديد برنامج اتحاد الأدباء والكتاب في العراق فيما خص علاقته بأدباء الوطن، وعلاقته مع المؤسسات الثقافية الأخرى؟

- رهانُ أيّ ثقافة حية هو التجاوز، والبحث عن الجديد، والعمل الثقافي الذي لا جديد فيها، سرعان ما يضمر ويفقد حيويته، وهذا ما يجعلني أكثر حرصاً على ايجاد فضاءات أكثر سعة للعمل الثقافي، عبر خيارات الجديد، وعبر تنشيط مجالاته المتعددة، لاسيما مع فريق شبابي أكثر استعدادا للعمل، والتفاعل مع اسئلتنا الثقافية الجديدة، والتي تتطلب مرونةً، وواقعيةً، وهو ما جعلني اسعى مع فريقي الجديد الى تأمين حيوية أطر ذلك الجديد، والى الانفتاح الطيف الثقافي المدني والاكاديمي، وحتى الرسمي، وباتجاه تشكيل مسارات حقيقية وفاعلة للعمل الثقافي والمهني، وبما يسهم في انشاء “رأي عام” ثقافي، نطمح أن يكون له حضوره المؤثر في المشهد الوطني، وفي تأسيس ستراتيجات ثقافية تؤصّل قيم النماء والتقدم ومسؤوليات الحرية والحق والسلم الأهلي، فضلا عن عملنا على الشروع بمشاريع مستقبلية مع عدد واسع من المؤسسات المدنية والنقابات المهنية لتنشيط تلك الستارتيجيات، وبما يؤكد ريادة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العمل المهني وفي التعاطي مع الاستحقاقات التاريخية لواقعنا الثقافي والتعليمي والمعرفي والتنموي..

 هل سيعاود اتحاد الأدباء برنامجه الاسبوعي بعقد الندوات والملتقيات؟ وما الجديد في ذلك؟

- البرنامج الثقافي الاسبوعي في الاتحاد لم ينقطع، وحتى في «عزلة كورونا» عملنا على تنظيم الفعاليات الثقافية عن طريق منصات التواصل الاجتماعي.. اليوم نشهد تحولا كبير في وقائع الجهد الثقافي، فقد اصبح للاتحاد برامجه الثقافية اليومية والمتنوعة، فلدينا الآن عددا من النوادي والملتقيات التي تعقد جلساتها على مدار الأسبوع، فهناك نادي الشعر، ونادي السرد، وملتقى النقاد والاكاديميين، وملتقى الخميس، والملتقى الاذاعي والتلفزيوني، ونادي السينما، ونادي أدب الاطفال، نادي الالقاء، وبيت المسرح العراقي، وهناك ايضا «منبر العقل» و»منتدى الأدب النسوي” وهما “مؤسستان” فاعلتان في ادارة الفعاليات الفكرية والدراسات التخصصية، وبإدارة الاستاذة الدكتورة لاهاي عبد الحسين، والباحث ناجح المعموري، والدكتور علي عبود المحمداوي، وقد صدر عن الاتحاد ثلاثة كتب تضمنت بحوث ودراسات المؤتمرات الخاصة بهاتين المؤسستين، عن الملاذ الثقافي، وعن العنف والهوية والثقافية، وعن النسوية، فضلا عن استمرار انعقاد البرنامج الاسبوعي يوم الاربعاء من كل اسبوع.. النوادي والملتقيات الثقافية في الاتحاد تُدار من قبل اسماء ثقافية لها حضورها المميز في مشهدنا الابداعي، فضلا عن وجود تنسيق مستمر لإقامة الندوات الفكرية بالتعاون مع عدد من النقابات والمؤسسات المدنية مثل نقابة المعلمين، والجامعات، والتيار الديمقراطي وغيرها..

 ما هو الجديد في نشاطات اتحاد الأدباء على الصعيد الثقافي والمهني؟

- فضلا عن ما ورد في اجابتنا السابقة، فالاتحاد يملك الآن دار نشر لها حضورها ومشاركاتها في معارض الكتب العراقية والعربية، فقد مشاركتنا الواسعة في معارض القاهرة وابو ظبي والرياض والشارقة وغيرها من المعارض في المحافظات العراقية.. وفي سياق تجديد الأطر المهنية والثقافية لعمل الاتحاد، فنحن نعمل الآن على تجديد النظام الداخلي وعلى وفق استحقاقات واقعنا المهني والاجتماعي والثقافي، وتم تكليف لجنة مختصة للبحث في هذا الشأن، كما وضعنا اليات جديدة لقبول الاعضاء الذين يريدون الانتماء للاتحاد، وعلى وفق شروط مهنية تم وضعها بالتنسيق مع لجنة القبول المركزية، والتي تضم عددا من الاكاديميين والادباء المختصين بأجناس الادب المتعددة، كما تم وضع أجندة خاصة بالتنسيق مع فروع الاتحاد في المحافظات لإقامة مهرجاناتها ومؤتمراتها الثقافية، وبما يعزز مبدأ التواصل، والشراكة، ودعمها ماديا وتنظيميا، لاسيما المهرجانات ذات الطابع التخصصي للأدباء الكورد والأدباء التركمان والأدباء المسيحين، والادباء من القوميات والجماعات الأخرى- الصابئة، الايزيديين- وغيرهم ومن منطلق الايمان بأهمية التنوع والتعدد في الثقافات العراقية.

 الا تتفق معي أن المجلة المركزية لاتحاد الأدباء بحاجة الى اعادة نظر في مضمونها، لكي تكون مجلة يحررها الادباء على اقل تقدير؟

- للاتحاد الآن عدد من المنصات الثقافية، ففضلا عن قناة اليوتيوب الخاصة بالاتحاد، فهناك جريدة وتحمل اسم «الاتحاد الثقافي» والتي تصدر بانتظام كل شهر، وتغطي نشاطات الاتحاد في بغداد والمحافظات، فضلا عن نشر نتاجاتهم الادبية، كما أنّ مجلة الاتحاد المركزية « الاديب العراقي» تواصل صدورها فصليا، وبإدارة نخبة ثقافية اكاديمية.

مجلتنا المركزية ليست بعيدة عن ذاكرة المجلة التي اصدرها الاتحاد عام 1961، فهي جزء من تاريخها الحافل، وهو ما قمنا به الآن بأصدر بيبلوغرافيا تتضمن فهرسة لكل اعداد المجلة منذ عام 1961 وقد تم توزيعها مع العدد الاخير من المجلة.

وبقدر ما أنّنا نحرص على أن تكون إدارة مجلة “الاديب العراقي” من الأدباء، وهو ما معمول به، فرئاسة التحرير والادارة من الادباء اصحاب التخصصات العلمية، والنقدية، وهذا لا يمنع من السعي والحرص على أن تُحافظ المجلة على رصانتها، وفي أن تكون مجلة ذات قيمة ثقافية وعلمية، فالنتاجات التي تُنشر فيها خاضعة للفحص والمراجعة، ومن قبل هيئة التحرير، وحتى من اللجنة الاستشارية للمجلة والتي تضم اسماء ثقافية رائدة في مشهدنا الثقافي..

 سأل الكثير من الأدباء عن منحة الأدباء والكتاب.. ما الجديد فيها؟

- موضوع منحة الأدباء هي قضية حكومية، ومرتبطة بسياسة الحكومة، وما يتم تخصيصه لها في الموازنة العامة، وعبر التنسيق مع وزارة الثقافة والآثار، بوصفها الجهة الرسمية المخولة بمتابعة الأمر، والاتحاد هو المؤسسة التي تقوم بتنظيم القوائم والاسماء الخاصة بأعضاء الاتحاد، وعلى وفق السياقات والاليات التي وضعتها الوزارة، وقد ما عملنا به طوال الاشهر الماضية، حيث القيام بإعداد الاستمارات والجداول الخاصة بمستحقي هذه المنحة، وتم تسليمها الى وزارة الثقافة، وبانتظار اقرارها بعد استصدار الموافقات القانونية على الموازنة العامة..

 هل سيؤثر وجودك على رأس الاتحاد على انشغالاتك الابداعية؟

- أنا شخصيا لا أؤمن بالفصل ما بين العمل في الانشغال الابداعي، وبين العمل في ادارة الثقافة، وهذا الايمان يجعلني أكثر ثقة واندفاعا إنجاح هذين العملين، لأن المثقف العربي ليس كائنا خارقا، ولا يكتفي بالعيش على الاوهام، كما أني اؤمن بأنّ حيوية الانتاج الثقافي ترتبط بوجود بيئة ثقافية مناسبة، وبوجود ضامن لصناعة ثقافية فاعلة، وهي مسؤوليات لا تُدار بالعشوائيات، بل تحتاج الى الالتزام والجدية، فضلا عن كونها التزامات اخلاقية ووطنية ومهنية، كما أنّ اهتمامي بمشروعي الادبي الخاص يضعني أمام تحدٍ كبير، ويدفعني الى الاصرار على رهان النجاح، والعمل على تنشيط العمل في البيئة الثقافية، وفي الميدان النقابي والتنظيمي، وعلى الحرص الشخصي في تواصل عملي الادبي على مستوى النشر والقراءة وتتبع الجديد في الحياة الثقافية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top