TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن الشبيبي ونواب الفتنة

العمود الثامن: عن الشبيبي ونواب الفتنة

نشر في: 14 أغسطس, 2022: 11:40 م

 علي حسين

يتبارى العديد من الذين يظهرون على شاشات الفضائيات العراقية ، في اشاعة الفوضى والخوف في نفوس الناس وتحذيرهم من الصراع الشيعي – الشيعي على حد قولهم ، طبعا اضيف لهم العديد من النواب ممن يحذرون هذا الشعب إذا ما قرر يوما التخلي عنهم ،

وانا استمع الى " تخريفات " المحللين واقرأ ما يكتبه بعض النواب الذين اصيبوا بحالة من الهستريا خوفا من فقدان كرسي البرلمان ، تذكرت الشيخ محمد رضا الشبيبي وسيرته التي لم تكن مجرد سيرة حافلة بالمواقف الوطنية، بل كتابا غنياً لحقبة من الزمن الجميل، كان الشبيبي يريد دولة تقوم على العقل والأخلاق السياسية وكرامة الإنسان، كان ذلك جيل الاجتهاد والبناء الخوف من محاسبة الضمير، جيل آمن بأن العراق لوحة كريستال جميلة، إذا فقد جزءا منه فقد مبررات وجوده وتناثر.

عندما عُيّن وزيراً للمعارف عام 1924 سعى لافتتاح العديد من مدارس الفتيات ، فيما كان يصر على اشاعة العلم ومحاربة الخرافة ، وعلى الرغم من إجلاله للدين النابع نشأته نشأة دينية فأنه كثيراً ما كان يهاجم رجال الدين عندما كان يجدهم قد تحولوا حجر عثرة في سبيل التقدم ، وكان يصر على أن الدين " عن وصمة التفريق معصوم " .

اليوم نرى كم هي المسافة بعيدة بين سياسي بحجم الشبيبي، وساسة لا حجم ولا طعم لهم. يكتب طه حسين في رثاء صديقه الشبيبي "كان أشد الناس انصرافاً للقراءة والبحث والتفكير.. ورغم هذا كان صاحب خيال، ومن شأن الخيال أن يصعد بصاحبه السماء بجناحيه فاجتمعت به الخصلتان الفكر والخيال وهذه ميزة الفلاسفة وميزة العلماء"، ونحن نقرأ سيرة الشبيبي اليوم نجد من الصعب أن نحدد إذا كان الشبيبي النائب يتصرف داخل البرلمان باعتباره ينتمي إلى الطائفة الشيعية، أم إلى حزب بعينه.. يبدو ذلك مستحيلاً، بل من المحظورات أن تجد رجلاً بحجم الشبيبي يتحدث بالطائفة والعشيرة والمكون.. لا يمكن أن يحسب السياسي على طائفته إلا في زمن أمراء الطوائف ومراهقي السياسة.. زمن أصبح فيه كل شيء سهلاً، المال العام أصبح خاصاً، والمنصب لا يُسعى إليه من خلال الاجتهاد والعمل والخبرة بل الوسيلة إليه هي التزوير والانتهازية والمحسوبية.. اختلفت القواعد وانقلب الأمر.. ونسي الذين جاؤوا برعاية الأمريكان أنهم أشعلوا الحرب بحجة الدفاع عن مصالح العراقيين وبناء مجتمع آمن مطمئن شعاره العدالة الاجتماعية يديره أكفاء، أين الأكفاء اليوم؟.. وأين هي شعارات التغيير التي رُميت في أول سباق للحصول على المناصب والغنائم

وفي الوقت الذي رحل فيه العلامة الشبيبي الوزير والنائب عن عالمنا عام 1965 وكان بيته مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار. نجد ان نواب لم يبلغوا " سن العقل " يتحكمون بثروات العراق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram