اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > لماذا أطلق المالكي دقدوق؟

لماذا أطلق المالكي دقدوق؟

نشر في: 18 نوفمبر, 2012: 08:00 م

من الصعب للغاية تفسير إقدام رئيس الوزراء نوري المالكي على إطلاق القيادي في حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق من السجن من دون رؤية البعد الطائفي، أي من دون تفسير الأمر بأنه دليل على أن رئيس الوزراء قد تصرف في هذا الشأن استناداً إلى ولائه الطائفي فحسب بالرغم من إعلاناته المتكررة بأنه يفكر ويتصرف وطنياً.
دقدوق أعتقل داخل العراق أثناء معركة بعد مشاركته في اختطاف وقتل عسكريين أميركيين خلال عملهم على الأراضي العراقية بطلب من الحكومة العراقية، أي أن العسكريين الأميركيين كانوا ضمن قوة تمتع وجودها في البلاد بـ"الشرعية"، وهي نفسها التي جعلت من رئيس الوزراء نائباً في البرلمان ثم رئيساً للحكومة، فالعملية السياسية التي آلت لأن يصبح المالكي رئيساً للحكومة أوجدتها ورعتها وحمتها القوات الأميركية، والانتخابات التي مكّنت السيد المالكي من عضوية مجلس النواب ومن رئاسة الحكومة في مرتين متتاليتين أمّنت إجراءها القوات الأميركية إلى جانب القوات العراقية.
لو كان المالكي قد استحصل من رئيس الجمهورية على عفو خاص لدقدوق أو لو انه شخصياً قد منحه مثل هذا العفو الخاص، لكان الأمر مفهوماً من دون أن يكون مبرراً، لكن رئيس الوزراء أعلن في البيان الصادر عن مكتبه بان إطلاق سراح دقدوق استند إلى عدم وجود سند قانوني لبقائه في الحجز.
دقدوق، وهو اللبنانيّ الجنسية، ضُبط على الأراضي العراقية التي دخلها من دون إذن من أي سلطة حكومية، وهذا مبرر كاف لاحتجازه وسجنه استناداً إلى أحكام قانون العقوبات النافذ، أسوة بالعشرات من العرب والأجانب المحتجزين في السجون العراقية منذ سنوات لهذا السبب بالذات. ودقدوق، اللبناني أيضاً، ضُبط وهو يحمل السلاح من غير رخصة رسمية، وهذا سبب آخر يبرر احتجازه وسجنه استناداً إلى أحكام قانون العقوبات النافذ. ودقدوق، اللبناني كذلك، ضُبط وهو يقاتل قوة عراقية – أميركية، واعتقلته هذه القوة استناداً الى أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب (4 إرهاب) بتهمة قتل عسكريين أميركيين، وهذا مبرر قوي للغاية لإبقائه في السجن أسوة بالمئات من الإرهابيين العرب والأجانب المسجونين والمعتقلين في السجون العراقية وترفض الحكومة إعادتهم إلى بلدانهم قبل أن ينالوا جزاءهم العادل عن دخولهم البلاد بصورة غير شرعية وحملهم السلاح بصورة غير قانونية وممارستهم أعمال القتل الإرهابية.
رئيس الوزراء تغافل عن هذه الحقائق كلها وتحمس لإطلاق سراح دقدوق بدعوى عدم وجود سند قانوني لاحتجازه. والسؤال الآن: كيف تأتى لرئيس الوزراء أن يقتنع بعدم وجود سند للاحتجاز وأن يؤيد قرار الإفراج بضمير مرتاح؟ هل كانت هناك محاكمة لدقدوق؟ متى وأين وكيف جرت هذه المحاكمة؟ وهل جرت المحاكمة عن جرائم دخول الأراضي العراقية وحمل السلاح واختطاف وقتل خمسة أشخاص في الأقل أم أنها اقتصرت على اختطاف وقتل العسكريين الأميركيين؟ وإذا كانت المحاكمة قد جرت فهل يُمكن للرأي العام العراقي أن يطلع على وقائعها وتفاصيلها الكاملة؟
اذا لم يحدث هذا، وأشك في انه سيحدث، فإننا على كامل القناعة بان المالكي قد تحمس لإطلاق سراح دقدوق وعجّل بإخراجه من البلاد لأسباب طائفية ومذهبية، وبما يتعارض مع المبادئ والمصالح الوطنية .. فعل ذلك لأن دقدوق شيعي ولأنه عنصر قتالي في حزب الله اللبناني الشيعي، ولأن النظام الإيراني الشيعي أراد ذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. عراقي متشرد

    لو كان القضاء العراقي مستقلاً، كما يزعم المالكي الذي يتبجح بدولة القانون،لكان الدقدوق قد حوكم ليس على قتل الجنود الأمريكيين الذين أوصلوا هذه الحثالات الى الحكم،بل لحومكم على دخوله العراق والإقامة بطريقة غير شرعية واستعمال هويات مزورة ومن هذه الهويات هوية

  2. ابو زبيدة

    كم من الجنود الامريكان والبريطانيين الذين ارتكبوا جرائم بحق العراقيين والافغان والباكستانيين الذين لم يعاقبوا وان حوكموا محاكمات مضحكةمن حديثة الى المحمودية

ملاحق المدى

!!العمود الثامن: وثيقةعالية نصيف

 علي حسين كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن النائبة عالية نصيف ، لكن ماذا أفعل ياسادة والسيدة النائبة خرجت علينا مؤخراً لتتقمص شخصية الفنان الراحل توفيق الدقن وهو يردد لازمته الشهيرة...
علي حسين

باليت المدى: الأمل الأخير

 ستار كاووش كان مروري في الشارع الأخضر بمدينتي القديمة كافياً لإعادتي لتلك الأيام البعيدة، فها أنا بعد هذه السنوات الطويلة أقف بمحاذاة المقهى القديمة التي كنتُ أرتادها صحبة أصدقائي. مازالت رابضة في مكانها...
ستار كاووش

قناديل: لقطات!

 لطفية الدليمي لقطة أولى بعد أيام قلائل من 9 نيسان 2003 خرج أحد العراقيين ليبحث عن فرن صمون يبتاع منه بعض ما يقيتُ به عائلته في تلك الايام المشحونة بالفوضى والخراب.
لطفية الدليمي

قناطر: الأمل.. جرعة المورفين التي لا تدوم طويلاً

طالب عبد العزيز أولئك الذين يأكل أرواحَهم الاملُ ما اشفق الرَّبُّ عليهم! وما الطفه بهم، وإن لا يبدو الاملُ متحققاً في المدى القريب. تلتقط الكاميرا على الجادة بفلسطين وجه شيخ، طاعنَ السنوات كثيراً، أشيبَ...
طالب عبد العزيز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram