معالي الكلمة: المنتخب الوطني أوّلاً

عمار ساطع 2022/09/15 12:18:13 ص

معالي الكلمة: المنتخب الوطني أوّلاً

 عمـار سـاطع

مَنْ مِنّا لا يريد أن يكون منتخبنا الوطني لكرة القدم في حالة هي الأفضل، وأداء هو الأجمل، ومستوى هو الأكثر تميّزاً؟ بمعنى آخر مَنْ مِنّا يريد أن يضع العصا في عجلة تألّقه أو يرغب في أن يعرقل مسيرته في مشاركاته على مختلف الأصعدة؟

سؤال رُبّما يعتقده البعض على أنه خلط للأوراق أو تحفيز مُضاد تجاه الأندية التي أوقفت مدُّ لاعبيها لتشكيلة المنتخب الوطني وهو يتأهّب للولوج بمشاركة أقليميّة تحت يافطة بطولة الأردن الدولية الرباعية في الثلث الأخير من الشهر الحالي.

لا أريد هنا أن اتطرّق للتداعيات التي واجهتها مرحلة استدعاء اللاعبين أو أولئك الذين رفضوا التواجد معه أو فضّلوا مصلحتهم الشخصيّة على مصلحة الوطن أو من راحوا يُبرهِنون بأنهم أعلى شأناً من مكانة المنتخب الوطني بطريقة تُسيء لهم قبل أي شيء آخر!

للأسف كانت عمليّة التهيئة والإعداد مبكّرة، وكان الهدف من كلّ ذلك هو التحضير بصورة مبكّرة للمشاركة في بطولة عسى أن تكون بداية صحيحة للتنافس مع منتخبات تقترب مستوياتها من مستوى منتخبنا الوطني أو استثمار فرصة مثاليّة للعودة الى الاستحقاقات من بوّابة بطولة تسبق منافسات قادمة على درجة أعلى من القوة والصراع.

ما يَحِزُّ فينا جميعاً هو ذلك الجفاء أو الأسلوب غير الصحيح الذي تعاملت به بعض إدارات أنديتنا في منح اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لصفوف المنتخب عبر القائمة الأولية، بحجّة المعسكرات التدريبية أو التحضير للموسم الكروي الجديد أو الدخول في فترات إعداد تُعنى بمسابقات الموسم، وكأنّ المنتخب الوطني أشبه بالصفّ الثاني من الاهتمام أو أنه منتخب لا يُمثّلنا جميعاً، أو أنه يُمثّل شخصاً ما وليس العراق كُلّ العراق.

لقد ولدت عندنا منذ سنوات (فوبيا) انتشرت في الوسط الرياضي، وأجبرت اتحاد كرة القدم لفترات سابقة الى الرضوخ لِعِناد الأندية بعدم تفرّغ لاعبينا مع صفوف المنتخب قبل مدّة من التحضير، وبدأت بعض إدارات الأندية تتعكّز على التعامل الرسمي، وكأنها أندية غير عراقية أو أنها تلعب في دوريات أخرى أو أن المنتخب الوطني غريب منها.

وفي رأيي الشخصي إن ما حدث من كلّ ذلك سببه حالة التراخي الحاصلة تجاه هكذا أصوات تحاول بشكل من الاشكال أن تُعيق حالة الإعداد الفعليّة والمثاليّة للمنتخب في وقت نطالب من الاتحاد المضي بتحضيرات مبكّرة للمنتخب الى جانب تهيئته بالشكل الأكمل لخوض غمارات المباريات وتحقيق نتائج إيجابية يدافع من خلالها عناصره على سُمعة الكرة العراقية في البطولات المختلفة.

لقد شكّلت لوحة التحضيرات علامة فارقة هذه المرّة وأسّست لعرفٍ جديد غير مقبول وهو أن تتحكّم الأندية بإجندة إعداد المنتخب لبطولة الأردن وألغيت القائمة الأولية وأرجأت تدريباته حتى يوم أمس الأربعاء، نتيجة تَزَمُّتْ إدارات الأندية تجاه الاتحاد ومن ثم المنتخب بضرورة التقيّد بما هو حاصل في الخارج، ضاربين عرض الحائط كل المفاهيم المعروفة خاصة عندنا، كوننا نعيش في فترة مفصليّة عصيبة من تاريخ مشاركات منتخبنا الوطني بعد الخروج من تصفيات كأس العالم 2022 قبل ستة أشهر والافتقار الى أبسط مفاصل الدعم المالي وافتعال الكثيرين للمشاكل التي أحاطت بالمنتخب وأثّرت عليه لضغوطات ومحاولات تفعيل ستراتيجيّة التحكّم بكلِّ ما يُعنى ويتعلّق بالمنتخب الوطني، مثلما كان الكثير سبباً في عملية تسليط الأضواء سلباً على المنتخب والتشكيك بقدرات المدرب المحلي أو التقليل من امكانيات المدرب الأجنبي، أو فرض إرادة البعض عبر دعم لاعب على حساب لاعب لأسباب شخصية واضحة.

إن المنتخب الوطني هو منتخب الأفضل والأحسن والأكثر تميّزاً.. وهو يمثّل الجميع بلا استثناء، ودعمه واجب أخلاقي وانتمائي لا المزايدة عليه أو المساومة معه، مثلما هو منتخب يجمع اللاعبين الأكفأ، وتحفيزه وتشجيعه أمران لا يمكن أن يكون فيهما أي تشكيك مهما كانت الأسباب في حالة خسارته قبل فوزه، وعليه أتمنى من الأندية تفعيل شعار "المنتخب الوطني أولاً" وقبل كل شيء.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top