 علاء المفرجي

السينما التركية نهضت على أكتاف عدد من المخرجين، الذين منحوها حضورا متميزا وكبيرا في المشهد السينمائي العالمي، هذه السينما التي بدأت بفيلم وثائقي بعنوان «انهيار النصب الروسي في آياستوفونوس» الذي صوره فؤاد أوز قيناي عام 1914، والذي عد أول فيلم سينمائي تركي. مع فلم «زواج همت أغا» الذي بدأ تصويره عام 1914 واستكمل في عام 1919.

وبعد أكثر من سبعة عقود من الزمن ظهر الجيل الجديد للسينما التركية، الذي أبدى تحمساً للسينما وقامت بتقييمها كفرع نافذ من فروع الفن وخاصة بعد عام 1985، فمع إسهامات وزارة الثقافة والسياحة للنهوض بالسينما التركية من خلال إقامة مسابقات لكتابة السيناريو السينمائي وغيرها من أنشطة الصناعة السينمائية، وقيام بعض الجامعات بأبحاث ودراسات للتطوير السينمائي وخاصة في مجال الأفلام القصيرة، ظهرت في تركيا صفوة سينمائية شابة ومتخصصة. ونال المخرج نوري بيلجه جيلان «جائزة الحكم الكبرى» بفلمه «بعيد» في مهرجان أفلام كان، والذي يعتبر أحد المهرجانات الأرفع مكانة في العالم، كما نال فاتح آكين «جائزة أفضل سيناريو» بفلمه «على حافة الحياة». أمّا في مهرجان كان لعام 2008، فقد نال نوري بيلجه جيلان جائزة أفضل مخرج بفلمه «ثلاثة قرود». والذي يبقى يلماز غونييه ابرز هؤلاء.

أما نوري بيلجه جيلان (المنشور معه في هذا العدد حوارا مترجما معه) وهو المصور وكاتب السيناريو والمخرج التركي الحائز على جائزة السعفة الذهبية.

بعد تخرج جيلان من جامعة البسفور من قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونيات درس السينما لمدة عامين في جامعة معمار سنان. خلال تعليمه التصوير الفوتوغرافي الذي في جامعة البسفور (نادى جامعة البسفور الفوتوغرافي) كان مهتما بالأنشطة الطبيعية ومشتركا في نادى تسلق الجبال والمغارات. وتم عرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي في قسم المنافسة. وفي 2002 أنتج نورى بيلجه جيلان الفيلم الدرامى (بعيدا)، وتم عرضه بين الافلام المفضلة والمسابقة في مهرجان كان السينمائي السادس والخمسون. نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الجائزة الكبرى) وهو ثانى أهم مهرجان بعد جائزة السعفة الذهبية. وفي 2006 تم قبول فيلمه الروائي الطويل الرابع في قسم المسابقة لمهرجان كان السينمائي. وقال في خطاب الشكر الذي قام به بعد حصوله على الجائزة قال أريد أن أهب هذه الجائزة لأحدهم، إلى بلدي الجميل الوحيد التي أحبه بشغف. استحق فيلم «حدث ذات مرة في الأناضول» الحصول على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي. وفي عام 2014 استحق فيلم سبات شتوي الحصول على جائزة النخلة الذهبية في لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي. وهكذا فاز الفيلم التركي بهذه الجائزة للمرة الثانية بعد فيلم الطريق ليلماز غونيه.

وفيلم «حدث ذات مرة في الأناضول» يستند فيه – كما يقول - الى شهادات حقيقية من طبيب تعاون معنا في كتابة السكريبت. خلال عشاء جمعني به، أخبرني انه تمّ التفتيش عن جثة حتى الصباح، وروى لي الكثير من التفاصيل.