قالت شركة المؤيد للتجارة العامة التي حصلت على عقد لتجهيز العراق بـ300 الف طن من مادة السكر بقيمة 220 مليون دولار، إنها تمتلك سجلاً قانونيا مثبتا لدى حكومة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة انها حصلت على عقود أخرى من الحكومة العراقية لتجهيز مفردات البطاقة التموينية، مشيرة إلى انها نجحت بإيفاء التزاماتها مع العراق في أوقات قياسية.

وكان مجلس الوزراء قد قرر أواسط الشهر الماضي التعاقد مع شركة المؤيد، الوكيل المخول لشركة الخليج للسكر الإماراتية، لتجهيز العراق بمادة السكر بقيمة 743 دولارا للطن الواحد، كما قرر المجلس لاحقاً منح الشركة 10 % من قيمة العقد قبل بدء تسليم البضاعة.

وبحسب موقع (sugartech) المتخصص بتعاملات بورصة السكر في العالم، فان سعر الطن الواحد في الفترة ما بين 1 – 2 من تشرين الثاني (اي بعد نحو 20 يوماً على ابرام العقد) تراوح بين 529,50  - 539,60 دولاراً فقط، اي بفرق يزيد عن 200 دولار للطن الواحد عما تم التعاقد عليه مع شركة المؤيد وهو (743 دولار).

لكن توضيحا لشركة المؤيد، تسلمته "المدى" مؤخرا قال إن قيمة العقد الذي حصلت عليه الشركة من الحكومة العراقية يتضمن "البريميوم والتأمين والذي متعارف عليه الى ميناء ام قصر العراق بين 110- 150 دولار  بالإضافة الى هامش الربح والذي يعتبر اذا ما اضفنا مصاريف ميناء ام  قصر بسيطا للغاية".

ولا تفرض الحكومة رسوما جمركية على البضائع الداخلة الى البلاد وتكتفي باستيفاء ما نسبته 5 % كرسوم اعادة اعمار فيما عجزت عن العمل بفرض رسوم جمركية لاكثر من مرة. وبحسب مصادر مطلعة في الموانئ العراقية تحدثت معها "المدى" أمس فان معدل كلفة نقل الطن الواحد من موانئ الإمارات الى ميناء الفاو للكميات الكبيرة لا يتجاوز 30 دولارا، وبذلك يتضح ان العقد الذي حظيت به شركة المؤيد للتجارة من الحكومة العراقية ينطوي على هامش ربح لا يبدو متواضعاً بحسب الخبراء والمختصين.

كما ان توضيح شركة المؤيد الذي تنشره "المدى" لا يجيب عن التساؤلات المثارة في الاستقصاء، الذي نشرته "المدى" الأسبوع الماضي، بشأن أسباب تعاقد الحكومة العراقية مع شركة وسيطة بدلاً من التعاقد مع الشركات الاصلية كشركة الخليج للسكر التي تقول شركة المؤيد انها تملك "وكالة حصرية في العراق" عنها.

إضافة إلى هذا فان ما نشرته "المدى" لم ينطو على أي تجن على شركة المؤيد او سواها، فقد عرضنا وقائع وحقائق وسعينا الى الحصول على إجابات على أسئلة طرحت على هامش قرار مجلس الوزراء.

اما عنوان الشركة في الشارقة فهذا ما وجدناه في الانترنت، حيث لا يوجد اي ذكر لهذه الشركة في الشبكة العالمية غير اسمها وعنوان صندوق بريدها في الشارقة ورقم تلفون وفاكس. والمعروف ان الشركات الكبرى ذات الخبرة والمكانة في السوق الدولية تحرص على إنشاء موقع الكتروني تعرف به عن نفسها ونشاطها، وهو ما لم نجده بخصوص شركة المؤيد. كما اننا لم نصف شركة المؤيد بأنها وهمية وإنما قلنا إنها تبدو كذلك بسبب غياب المعلومات عنها عبر الشبكة الدولية واشرنا في هذا الصدد إلى شركة كندية كانت قد تعاقدت معها وزارة الكهرباء وتبين أنها وهمية، وهي أيضاً لم يكن لديها موقع معتبر على الانترنت. 

وقد جاء في توضيح شركة المؤيد:

        "تعتبر الصحافة ميزان الفصل في أي قضية وهي السلطة الرابعة في اي بلد وتأثيرها بالغ في قرائها. ولما كانت صحيفتكم من الصحف المهمة في الساحة العراقية والعربية فإننا  استغربنا منكم الخبر الذي يتجنى على شركتنا ولم ينصفها، حيث المصداقية في نشر الاخبار تعتمد بطرح وجهة نظر الطرفين. ونحن نشكركم على اتاحة المجال لنا للرد على ما نشر.

  "على حسب ما جاء في صحيفتكم وبادئ في مقالتكم أن شركتنا تعتبر وهمية مرفق مع هذه الرسالة شهادة التسجيل داخل الامارات العربية المتحدة ومقرها دبي وليست في الشارقة كما ذكر في تحقيقكم والتي من غير الممكن ان نقوم بتعميمها إذا كانت وهمية وبإمكانكم التأكد من دائرة التنمية الاقتصادية عن فاعلية هذه الشركة.

تعتبر شركة  المؤيد  للتجارة العامة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط. والعاملة منذ عام 2005 وخلال تلك الفترة قامت بانجاز وإكمال العديد من المشاريع المختلفة في العديد من القطاعات نشاط الشركة يغطي مجموعة كبيرة من أصناف المواد الغذائية  وقد قمنا بتجهيز وتزويد الحكومة العراقية بمجموعة واسعة من المنتجات. كما تم منح شركتنا العديد من الوكالات من الشركات الأوروبية الرئيسية لأنشطتهم التجارية في منطقة الشرق الأوسط.

"على الصعيد الآخر تعتبر شركة الخليج للسكر والمعمل الخاص بها من أفضل خمسة معالم في العالم من حيث التقنية و قدرة الإنتاج والتي تتجاوز 6000 آلاف طن يوميا. وقد نالت شركة المؤيد للتجارة الوكالة الحصرية  لشركة سكر الخليج /دبي – الإمارات العربية المتحدة  في جمهورية العراق منذ عام 2009 وحتى الوقت الحاضر.  بالإضافة الى بناء علاقات  جيدة مع البنوك في الإمارات العربية المتحدة من خلال السنوات الماضية والتي قمنا بتنفيذ عقودنا من خلالها.

  "الفقرة التي  تتحدث عن سبب الإحالة المباشرة، حيث نود إعلامكم أن شركة المؤيد قامت بتجهيز عقد لكمية 75000    5%+/ -  خمس وسبعون ألف طن في الشهر السابع والثامن  2012 وبفترة قياسية اقل من المتعاقد عليها مع وزارة التجارة.

"عن سعر السكر العالمي والذي بحاجة إلى رجل اقتصاد للتحدث فيه حيث اشرتم الى سعر السكر والذي نقر ان بورصة لندن للسكر تقرأ تقريبا نفس الرقم بين 530 دولار الى 540 دولار ولكن هناك شيء يسمى البريميوم والتأمين والذي متعارف عليه الى ميناء ام قصر العراق بين 110- 150 دولارا  بالاضافة الى هامش الربح والذي يعتبر اذا ما اضفنا مصاريف ميناء ام  قصر بسيطا للغاية.

في نهاية هذا التحقيق نود أن نشكركم جزيل الشكر لإتاحة الفرصة لنا لابداء الحقيقة والتي كانت قد غابت عن قراء صحيفتكم الغراء ونتمنى لكم مزيدا من التطور والازدهار والتقدم".

شركة المؤيد للتجارة

المدير المفوض

احسان عواودة