الروائية دونا لوب تروي قصة اختفاء عمها في عهد الدكتاتور بينوشيه

الروائية دونا لوب تروي قصة اختفاء عمها في عهد الدكتاتور بينوشيه

ترجمة:عدوية الهلالي

مع رواية «بوريس، 1985»، تتبع الكاتبة دونا لوب خطى عمها،عالم الرياضيات بوريس ويسفيلر الذي توفي في عهد بينوشيه.

اختفى بوريس وايسفيلر، عالم الرياضيات الأمريكي، في تشيلي في كانون الاول1985. وبعد ما يقرب من أربعين عامًا من الأحداث، التي لم يتم فك اسرارها مطلقًا، تستكشف ابنة أخته، الكاتبة دونا لوب، في نص حميم قصة عمها الذي وقع ضحية لديكتاتورية بينوشيه، وهو واحد من آلاف الضحايا الآخرين.

وفي «بوريس، 1985» الصادرة عن منشورات زويه، تسير الكاتبة الفرنسية السويسرية دونا لوب على خطى هذه الشخصية العائلية البعيدة ولكن المنتشرة في كل مكان. ولد بوريس فايسفيلر في الاتحاد السوفيتي، ونفى في الولايات المتحدة عام 1975، حيث حصل على الجنسية بعد ذلك ببضع سنوات. وبعد أن أصبح أستاذًا للرياضيات في جامعة بنسلفانيا، اختفى في ظروف غامضة أثناء نزهة في جنوب تشيلي وتوفي تحت نير ديكتاتورية أوغستو بينوشيه (1973-1990).

وتقول الكاتبة البالغة من العمر 40 عاما في مقابلة مع موقع فرانس انفو أن «قصة بوريس هي قصة صغيرة تقع ضمن القصة الكبيرة». وقد بدأت دونا لوب التي نشرت روايتين بالفعل،التفكير في الأمر عام 2018،. وبينما كانت تستمع إلى أغنية فينو ديل مار التي كُتبت تكريما للمسؤولة الشيوعية مارتا أوغارتي، التي عذبتها وأعدمتها الشرطة السرية لدكتاتورية بينوشيه عام 1976، فخطر ببالها الاسم الأول لبوريس «على الفور».

وتعد الرواية قصة حميمة وعملا استقصائيا تغذى على وثائق رفعت عنها السرية وشهادات ومقتطفات من دفاتر ملاحظات عمها الشخصية،فالكتاب يغرق القارئ في حياة هذا الرجل، الأمريكي الوحيد الذي تم اكتشافه من بين ما يقرب من 3200 شخص مات او فُقد في عهد دكتاتورية تشيلي.

كانت نقطة البداية هي بوسطن، حيث كانت تعيش أولغا أخت بوريس. وكانت هي التي قادت المعركة لتسليط الضوء على هذا الاختفاء، الذي رفض قاض تشيلي التحقيق فيه في عام 2016، لعدم كفاية الأدلة. وفي الولايات المتحدة،و تشيلي، وروسيا وبين كانون الثاني 2018 وآذار 2020، بدأت دونا لوب تحقق، وتستجوب أفراد العائلة، وصديقة سابقة لبوريس فايسفيلروأصدقائه. وتظل رغبتها في سرد حياة هذا العم الذي فقد أثره عندما كان يبلغ من العمر 44 عامًا، لأنها طالما اعتبرته «بعيد المنال». ومن خلال الشهادات يظهر بوريس كرجل لامع، ومنعزل ويحب الترحال.. وترى دونا لوب ان سرد قصة حياته، ورحلته، هي وسيلة لتكريمه»، وتعرب الروائية عن أسفها لأن قصة عمها الأكبر، حتى ذلك الحين، لم تُروى إلا من منظور الأخبار وتؤكد مالم يكن حقيقي بالنسبة لشخصيته وحياته.

في تشيلي،استطلعت دونا لوب آراء السكان الذين عاشوا في ظل المأساة التي مرت بها هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. لكن كلام دونا لوب لا يتوقف عند هذا الحد. وحتى نهاية تحقيقها، حاولت معرفة المزيد عن وفاة هذه العائلة «الشبح».ووفقًا لوثائق رفعت عنها السرية، فقد اختطفت قوات الأمن التشيلية بوريس ويزفيلر وسلمته إلى طائفة دينية موالية للنازية مقرها في مكان قريب. وهذه الطائفة هي مكان للتعذيب والاعتداء الجنسي تأسست واستخدمت خلال دكتاتورية أوغستو بينوشيه. وتقول الكاتبة: «اليوم، بعد فوات الأوان، أعتقد أننا لن نعرف أبدًا ما حدث». وفي حال عدم الحصول على الحقيقة، «آمل أن أساهم في سلام عمتي أولغا وعائلتي، وسلام عائلات ضحايا الديكتاتورية».

ولدت دونا لوب في جنيف ونشأت في منطقة دروم في فرنسا. بدأت لوب الكتابة لمسرح الأطفال. وأمضت ستة أشهر تعمل في دار للأيتام في مدغشقر. وفي عام 2010، نشرت رواية (موبايا)،وهي قصة عبور من الكونغو إلى سويسرا بناءً على مقابلات مع غابرييل نجانجا نسيكا. وتم نشرت روايتها الأولى (المدخل) من قبل منشورات مركيور دو فرانس في عام 2010. وحصلت على جائزة شيلر ديكوفيرت، وجائزة سنغور لأول رواية فرنكوفونية، وجائزة بريكس دنتان وجائزة بريكس ثيد مونييه من(جمعية رجال الآداب)، تلتها رواية ثانية بعنوان «خطوط راحة يدك» في عام 2012 والتي نالت جائزة الروائيين الشباب في صالون الكتاب. وفي عام 2015، نشرت رواية (العاصفة) ؛ والتي حصلت على الجائزة الكبرى للنخبة الرومانية وجائزة لجنة التحكيم من صالون ليفر وجائزة الصحافة في جنيف.وحازت مسرحيتها (بعد شروق الشمس)على جائزة الجمعية السويسرية للكتّاب.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top