الخطاب السياسي في الترجمة التعاقبية والفورية

الخطاب السياسي في الترجمة التعاقبية والفورية

متابعة: المدى

إستضاف قسم اللغة الانكليزية بكلية اللغات، جامعة بغداد، الأستاذ المساعد السابق بالكلية، شاكر حسن راضي،

الذي قدم محاضرة عن الخطاب السياسي في الترجمة التعاقبية والفورية. وباشر المحاضر في التمييز ما بين أنواع الترجمة الفورية والمتطلبات الأساسية التي يشترط توفرها في المترجم الفوري. كما أشار المحاضر إلى الخلاصة المهمة التي توصل إليها الخبير الدولي (سيفري، 1968): وهي عبارة عن من المتطلبات المتناقضة في أداء مهمة الترجمة. إذ يقول أن الترجمة يجب أن تلتزم بالنص الأصلي، و في ذات الوقت، يجب أن تعطي الأفكار المهمة في النص، وفي ذات الوقت يجب أن تعكس أسلوب المؤلف، فيما يرى آخرون أن الترجمة يجب أن تعكس أسلوب المترجم. وربما تتطلب العملية حذفا أو إضافة.

وتطرق المحاضر إلى الفرق بين الترجمة الفورية والتعاقبية التي يعتمد فيها المترجم على ذاكرته وملاحظاته و رموزه. وتتلخص خطوات الترجمة الفورية في الاصغاء والفهم والترجمة الصامتة (داخل رأس المترجم) ثم تحليل ما يقال وإعادة صياغته باللغة المترجم إليها وفي هذه اللحظة، يستلم المترجم جملة جديدة وهكذا دواليك. ومن الصعوبات التي يواجهها المترجم الفوري، إختلاف اللكنات واللهجات و معاني المفردات من بلد لآخر رغم أن البلدين يستخدمان نفس اللغة. الأمر الذي يتطلب إتقان هذه الفروقات ومعرفة أسرار اللغة المنقول منها. كما تتطلب هذه اللحظات الحرجة معرفة المترجم الفوري بثقافة المتحدث والمستمع من أجل تفادي إثارة أي حساسية تنتج عن تبني مفردة معينة كما يحدث عادة في مؤتمرات حوار الأديان حيث يستخدم الخطباء كلمات قد تثير جدلا و إشكالات..وغالبا ما ترمى الكرة في ملعب المترجم في حال حدوث سوء فهم أو إصرار على إستخدام كلمة او عبارة مثل « المخلص» ويصر الطرف الآخر على إستخدام كلمة بديلة وذات الشيء ينطبق على تسمية « الخليج» مثلا.. ولذلك لابد لمترجم المؤتمرات من الإلتزام بالدقة و الأمانة عند إعادة إنتاج الخطاب الأصلي. رغم وجود فرصة لأعادة الصياغة مع الحفاظ على روح النص والرسالة. وهذه واحدة من المهام الصعبة التي تواجة المترجم الفوري.

و أختتم المحاضر ورقته بالتأكيد على النقاط الأساسية التي يجب على المترجم الفوري وخاصة في المؤتمرات والإجتماعات ذات الطابع السياسي الحساس والديني المتداخل مراعاة قواعد ومباديء ثابتة ومهمة فادها أن المترجم الفوري يوصل يرسل رسائل حساسة، ربما تؤدي الأخطاء فيها إلى أزمات سياسية كما حدث مرة مع مترجم الرئيس الامريكي الأسبق كارتر أثناء زيارته التاريخيه إلى بولندا إبان السنوات الأخيرة من الحرب الباردة. ولذلك لابد للمترجم الفوري من فحص أجهزة الترجمة والمعدات قبل البدء بالعملية وإلا لن يجد من يعذره إذا ما حدث خلل فني أثناء المؤتمر او الجلسة. كما يجب عليه أن يعرف مغزى تغيير المتحدث لطبقة صوته او نغمته إن كان ساخرا ام جادا كما حدث في رد المندوب السوري في مجلس الأمن على المندوبة الأمريكية إذ يبدو أن ترجمة النبرة الساخرة في رد المندوب السوري لم تصل إلى المدوبة الامريكية التي لم ترد عليه...

واختتمت الجلسة بحوار ومناقشة بين الحاضرين والمحاضر حول تجارب المترجمين ومشاكل تدريس الترجمة الفورية في الجامعات العراقية و آفاق عمل الأجيال الشابة الذين سجلوا حضورا ملحوظا و إيجابيا في الجلسة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top