العراق: رومانسية المطر في «فيسبوك» يفسدها الواقع!

العراق: رومانسية المطر في «فيسبوك» يفسدها الواقع!

 بغداد / عامر مؤيد

يميل المناخ العراقي إلى الأجواء الحارة في اغلب ايام العام، حتى ان الفصول الأربعة، لا تظهر فيه بصورة تامة، بحيث يشكل فصل الصيف النسبة الاكبر من السنة.

بسبب ذلك، يأخذ فصل الشتاء - القصير - طابعا رومانسياً عند بعض العراقيين، يتعلق بهطول الامطار التي تشكل اجواءً حميمية، نرى انعكاسها في مواقع التواصل الاجتماعي.

في تلك المواقع، يبرز "جدل المطر"، بين من يتمناه ليستمتع بلحظات شتوية، وبين من هو خائف من غرق منطقته التي يسكن فيها، وربما منزله.. ان استمر هطول المطر لساعات طويلة!

بلغ ذلك الجدل حد الانتقادات لمن ينشر صورة تتحدث عن «روعة أجواء المطر»، والتعليق بالقول: «هناك اناس يغرقون».

وعن ذلك، يقول المدون ياسين علي في حديثه لـ(المدى)، ان "الشخصية العراقية بدأت تصبح جدلية بصورة واضحة بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ودائما وفي اية قضية يكون هناك نقاش حاد بين مؤيد ومعارض".

واضاف علي ان "المطر هو حالة طبيعية، ولكن عند العراقيين هو منطقة جدل، ونقاش حاد!".

ودائما ما تكون الصور التي يتم نشرها من قبل المحبين لأجواء المطر، مصحوبة بكوب قهوة في دلة او شاي على اهمية تناول المشروبات الساخنة في هذه الاجواء. في الجانب الاخر هناك من يرصد المناطق او الشوارع التي تعرضت للغرق ويوصل مناشدات الى امانة بغداد او البلديات من اجل معالجة هذه المشكلة.

من أكثر الصور التي تنشر في «فيسبوك» لمجموعة اصدقاء كانوا قد جلسوا في شارعهم وسط بركة مياه في العام 2015، واعادوا التقاط الصورة ذاتها في العام 2023، في رسالة مهمة مفادها ان "قضية تصريف مياه الامطار لم تعالج الى الان رغم ما صرف عليها من اموال جراء الميزانيات المتعاقبة".

لذلك يتوقع مدونون ان يستمر «جدل المطر» في كل شتاء عراقي، "حتى تعالج الحكومة مشكلة غرق الشوارع، فيتصالح الجانبان في الشخصية العراقية: الرومانسي والواقعي".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top