 ميسان / مهدي الساعدي

تزامنا مع حلول اعياد الربيع تنشط حركة السياحة والاستجمام بعيدا عن ضوضاء المدينة وطمعا في الاستمتاع بالترويح عن النفس والخروج الى المناطق الطبيعية حيث الخضرة واعتدال الاجواء وتنوع التضاريس.

جزيرة الطيب الواقعة شرق مدينة العمارة اكثر المناطق التي يقصدها طالبو الراحة والاستجمام ولم يقتصر قاصدوها على سكنة محافظة ميسان حسب بل تعداهم الى ابناء المحافظات العراقية الاخرى لتكون واحدة من اشهر مناطق الجذب السياحي في جنوبي العراق.

يقول الناشط والموثق البيئي الميساني احمد جاسم لـ(المدى) "جزيرة الطيب جزيرة حدودية تقع بين العراق وايران يمر بها نهران موسميان هما الطيب والدويريج ينبعان من سلسلة جبال زاكروس ويمران بأراضي الجزيرة ويتجهان غربا الى هور الحويزة، تمتاز بتنوعها البيولوجي ونباتاتها العشبية ويرتادها ابناء المحافظة خلال العطل والمناسبات كما يتوجه لها الكثير من السياح من محافظات بل وبلدان ايضا اما للصيد او لممارسة هواية الرحلات والاستجمام".

الميزات التي تتمتع بها جزيرة الطيب جعلتها الاكثر جذبا عن غيرها في المنطقة الجنوبية عموما وتنوعت اسباب القاصدين اليها للسياحة او للتخييم او الصيد.

"تتميز جزيرة الطيب بتنوع تضاريسها من تلال ومرتفعات خصوصا الحدودية منها الى منخفضات ووديان وغيرها من سهول عشبية كما تتميز بالتنوع الاحيائي الفريد منه وجود الطيور النادرة ومنها طائر الحبار المهدد بالانقراض والعديد من الحيوانات الاخرى، وعلى سبيل المثال غزال الريم، اضف الى ذلك الزواحف المتنوعة وانواع القوارض والتنوع الحشري ناهيك عن الحيوانات المفترسة". يضيف احمد جاسم في حديثه لـ(المدى).

وعلى الرغم من اعلان جزيرة الطيب كأول محمية طبيعية في العراق (محمية الطيب) منذ عام وبالتحديد في 22 آذار/مارس من عام 2022 الا انها ما زالت تعاني من الاهمال وعدم الاهتمام رغم تعالي الاصوات التي تنادي وتطالب باستثمار مشروع الجزيرة لما له من اهمية اقتصادية تعود بالنفع على المحافظة.

المراقب للشأن الاقتصادي في ميسان سمير ياسين اوضح في حديثه لـ(المدى) "يبقى مشروع انشاء مدينة الطيب السياحية حلما يراود ابناء المحافظة رغم اعلانها اكثر من مرة باسم محمية السلام ومن ثم محمية الطيب ولكن دون جدوى ويعلم الجميع المكاسب الاقتصادية التي ستحققها مدينة سياحية ترفيهية في جزيرة الطيب كونها معلما جنوبيا جيدا سيسهم بتحريك القطاع الخاص ويكون مركزا للجذب السياحي يمتلك كل المقومات الاساسية".

منطقة الطيب كوحدة ادارية استُحدثت في سبعينيات القرن الماضي والحقت بناحية المشرح جنوب شرق مدينة العمارة واسقطت فيما بعد بسبب الحرب العراقية الايرانية وتحولت الى منطقة حربية وما زالت تعاني من تركتها الثقيلة رغم مرور اكثر من 30 عاما. "تعاني جزيرة الطيب رغم مساحاتها الشاسعة والعشبية الجميلة من تراكم الالغام والمخلفات الحربية التي حدت بشكل كبير من حركة السياح والمزارعين والرعاة فيها ولم نر اي جهد حقيقي حكومي او غيره باتجاه تخليص تلك المنطقة الرائعة من مخلفات حرب رفعت اوزارها منذ اكثر من ثلاثين عاما كما تعاني من تلوث اجوائها بانبعاثات معامل الطابوق ومحروقات الشركات النفطية المنتشرة فيها بشكل كبير"، يقول المهتم بالشأن البيئي في المحافظة المهندس كريم علوان لـ(المدى).

التخييم والتنزه في اجواء جزيرة الطيب لم يكن مقتصرا على ابناء المحافظة حسب بل وساهم بتوفير فرص عمل.

يقول مصطفى رزاق احد الشباب الذين يرتادون جزيرة الطيب لـ(المدى) "تشهد منطقة الطيب حركة سياحية كبيرة جدا حتى خلال فصل الشتاء وعدا ابناء المحافظة يرتاد ابناء المحافظات والمناطق الاخرى المنطقة حيث اجواء التخييم الجميلة وانبثاق فرص عمل لأصحاب المخيمات كما يرتاد المنطقة السياح العرب خصوصا من دول الخليج الذين يرتادون الجزيرة للصيد خصوصا الطيور والحيوانات النادرة". اصوات المهتمين والناشطين ترتفع يوما بعد آخر مطالبة بحماية التنوع الاحيائي في الطيب والمناطق المحاذية والمجاورة لها وتنظيم عمليات الصيد اللاممنهج من خلال حماية المنطقة. يقول الناشط والموثق البيئي الميساني احمد جاسم لـ(المدى) "يعاني التنوع الاحيائي في جزيرة الطيب من مخاطر انقراض العديد من مكوناته حيث نزحت العديد من الحيوانات التي كانت تعيش في الجزيرة الى الاراضي الايرانية ابان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي ومنها النمر المرقط والايل والماعز الجبلي وغيرها من الحيوانات غير المكتشفة سابقا بسبب انعدام التوثيق وقلة الاهتمام وعموما المنطقة بحاجة ماسة الى تنظيم وحماية ورقابة لعمليات الصيد الجائر خصوصا الطيور المهاجرة وبالتالي الى دعم كبير فيها وغيرها من الامور المهمة".