منظمــات مجتمعية تحــذر من تلــوث كبيـر  يصيب ميــاه ذي قار

منظمــات مجتمعية تحــذر من تلــوث كبيـر يصيب ميــاه ذي قار

 ذي قار/ حسين العامل

اعربت منظمات مجتمعية وسكان محليون عن قلقهم من ارتفاع معدلات التلوث الناجم عن الشح ومخلفات الصرف الصحي في الانهر الرئيسة، محذرين من تفاقم المشكلة مع حلول موسم الصيف وما يرافقه من ازمة حادة في المياه.

وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية في محافظة ذي قار رعد الأسدي في تصريح إلى (المدى)، إن "ما توصلنا له من حقائق حسب بيانات دائرة مجاري ذي قار ان جميع مياه الصرف الصحي التي يجري رميها في الانهر هي دون معالجة".

وأضاف الأسدي، أن "المياه الملوثة اما ان تطلق في نهر المصب العام وتنحدر الى الاهوار او تطلق بصورة مباشرة الى نهر الفرات".

وأشار، إلى أن "ذي قار صفر بإعادة معالجة وتدوير المياه ولا تتم معالجة حتى لتر واحد".

ولفت الأسدي، إلى أن "آثار هذا التلوث اخذت تنعكس على التنوع الاحيائي وتتسبب بتفشي الامراض وتؤثر على حياة الناس".

وأعرب عن قلقه من "تفاقم مشكلة تلوث المياه في مناطق الاهوار بالتزامن مع شحة المياه خلال موسم الصيف".

وتابع الأسدي، أن "بيانات وزارة الموارد المائية تشير الى تراجع الخزين المائي وتكشف عن صيف قاس".

وحذر، من "تفاقم اثار الشحة والتلوث على حياة السكان المحليين والثروتين السمكية والحيوانية والتنوع الاحيائي خلال الاشهر القادمة".

ولفت الأسدي، إلى أن "ما يصاحب الشحة من ارتفاع في معدلات التلوث والاملاح يؤثر على نوعية المياه".

ورأى، أن "ذلك من شأنه ان يتسبب بانتشار الامراض ونفوق الاسماك وقطعان الجاموس التي تشتهر مناطق الاهوار بتربيتها".

وأضاف الأسدي، أن "مشاكل ظهرت مع بداية فصل الصيف تشير الى شحة المياه في اعالي دجلة والفرات والمتمثلة بانخفاض مناسيب المياه وقلة الايرادات المائية وهذه ستنعكس على ذنائب الانهر التي تصب في مناطق الاهوار".

وتوقع في الوقت ذاته، "تعرض مناطق الاهوار الى الجفاف خلال الايام القادمة ما لم يجرِ تحرك فوري لتلافي ذلك".

وأورد الأسدي، أن "هذا الصيف سيكون قاسيا جدا على مناطق وسكان الاهوار، بحسب التقديرات الأولية".

وحذر، من "موجات نزوح من المتوقع ان تشهدها مناطق الاهوار بسبب الشحة والجفاف فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة بين الصيادين والحرفيين ومربي الجاموس الذين يعتمدون بصورة مباشرة على مياه الاهوار".

وتابع الأسدي، أن "سكان الاهوار يشهدون مع كل موجة جفاف نفوق مئات من رؤوس الجاموس ونفوق معظم الثروة السمكية والاحياء والكائنات البيئية والطيور".

ودعا، إلى "التحرك العاجل لتلافي اثار ازمة المياه على سكان وبيئة الاهوار بالتنسيق بين الحكومة العراقية ودول الجوار والمنظمات الدولية المعنية بالبيئة والمياه".

واسفرت موجة الجفاف التي شهدتها مناطق الاهوار في صيف العام الماضي عن ارتفاع معدلات البطالة بين سكان اهوار الناصرية الى أكثر من 60% بعد ان فقد معظم العاملين في مجال تربية الجاموس وصيد الاسماك والاعمال الحرفية فرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف الذي طال أكثر من 90% من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه.

ومن جانبه، تحدث رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين آل رباط عن "اثار ازمة المياه وتداعياتها على السكان المحليين"، لافتاً إلى "مأساة المتضررين من تلك الازمة خلال العام الماضي".

وقال آل رباط، في حديث مع (المدى)، إن "أزمة المياه تنعكس بصورة كبيرة على الاهوار والمزارعين واصحاب المواشي اذ يتعرضون الى خسائر فادحة ومضاعفة بسبب ذلك".

وتابع، أن "أصحاب المواشي تعرضوا خلال العام الماضي الى فقدان مواشيهم بنحو 85 بالمئة بعد ان اضطروا الى بيع معظم مواشيهم بسبب الجفاف وغلاء اسعار الاعلاف او نفوق اعداد كبيرة منها نتيجة تلوث ما تبقى من مياه في الانهر التي اخذت بالجفاف".

وكان مسؤولون وسكان محليون في مناطق الاهوار قد حذروا في وقت سابق من تراجع القدرة الشرائية للسكان في المناطق المذكورة التي كانت تواجه مخاطر الجفاف، مشيرين الى حالة كساد غير مسبوقة في الاسواق المحلية بسبب فقدان معظم السكان لفرص عملهم، فضلاً عن انهيار اسعار العقارات وانخفاض اسعارها الى النصف وسط رغبة شديدة بالنزوح.

وكانت منظمة الجبايش للسياحة البيئية في محافظة ذي قار أقامت ورشة عمل لمناقشة مشاكل التلوث في مياه نهر الفرات وسبل المعالجة من أجل الحفاظ على هذه الموارد حضرها ممثلون عن الدوائر المعنية بإدارة ملف البيئة والمياه ومنظمات مجتمعية .

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص عقب التعرض لموجة جفاف او أزمة مياه وما أكثر تلك الموجات في البلاد التي كانت توصف فيما مضى ببلاد الرافدين.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top