لماذا علينا الحذرِ من مواقع التواصل الاجتماعي؟

آراء وأفكار 2023/06/07 10:09:48 م

لماذا علينا الحذرِ من مواقع التواصل الاجتماعي؟

كاثرين بيرسون

أصدر فيفيك مورثي، الجرّاح العام الأميركي، تقريراً إرشادياً عاماً يوم الثلاثاء، يحذر فيه من مخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب.

وأشار مورثي، في تقرير مكون من 19 صفحة، إلى أنه رغم عدم فهم آثار مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين بشكل كامل، ورغم أن تلك المواقع قد تكون نافعة لبعض المستخدمين، فإن "هناك مؤشرات كثيرة توضح أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تشكل خطراً عميقاً ضاراً على الصحة والسلامة النفسية للأطفال والمراهقين".

وطالب الجرّاح العام واضعي السياسات، والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، والباحثين، والآباء، بـ"اتخاذ إجراء بشكل عاجل" للوقاية من تلك المخاطر المحتملة.

كذلك أشار التقرير إلى "احتمال وجود صلة بين كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وحدوث تغيرات ملحوظة في المخ المتطور في اللوزة الدماغية، وهو جزء مهم للتعلم العاطفي والسلوك، وقشرة الفص الجبهي، وهو جزء مهم للتحكم في الانفعالات وردود الأفعال، والتنظيم الذاتي العاطفي، والسلوك الاجتماعي، وربما يزيد أيضاً الحساسية للمكافآت والعقوبات الاجتماعية".

كما استشهد التقرير ببحث يشير إلى أن 95 في المائة من المراهقين قد ذكروا استخدامهم موقع تواصل اجتماعي واحداً على الأقل، في حين ذكر أكثر من الثلث أنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي "بشكل مستمر تقريباً". إضافة إلى ذلك، يستخدم نحو 40 في المائة من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن الحد الأدنى لعمر المستخدم في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي هو 13 عاماً.

يجتهد باحثون في فهم أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين. ولا تتسم البيانات والمعلومات بالوضوح، حيث تشير إلى أن الآثار قد تكون إيجابية وسلبية. على سبيل المثال، تتيح مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الشباب التواصل مع الآخرين، والاندماج في جماعات، والتعبير عن أنفسهم.

مع ذلك تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بـ"محتوى متطرف وغير ملائم وضار"، بحسب ما جاء في التقرير الإرشادي، ويتضمن ذلك محتوى يصور إيذاء الذات، واضطرابات الطعام، وغيرها من السلوكيات المدمرة على أنها "أمور اعتيادية مقبولة". كذلك يعدّ التنمر عبر الإنترنت أمراً متفشياً، وهناك علاقة بين زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتراجع ممارسة التمرينات الرياضية، واضطرابات النوم، وغيرها من الأنشطة الضرورية لتطوير المخ وتعزيز صحته.

من جانب آخر، يمكن أن تكون المساحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثيرة للقلق والتوتر بالنسبة إلى الشباب بخاصة، ووفق ما أضاف التقرير، فإنه "في فترة المراهقة المبكرة، حين تبدأ الهوية والشعور بقيمة الذات في التشكل، يكون تطور المخ سريع التأثير بصورة خاصة بالضغوط الاجتماعية، وآراء الأقران، والمقارنة بين بعضهم بعضاً".

كذلك عبّر مورثي في التقرير الإرشادي عن وجود "حاجة ملحّة وماسّة" للوضوح فيما يتعلق بالعديد من الجبهات البحثية. ويشمل ذلك أنواع محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يسبب أضرار، والاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لحماية الصحة والسلامة العقلية والنفسية للأطفال والمراهقين.

· عن نيويورك تايمز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top