قال بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق امس الخميس، ان رئيس الإقليم كان " متجاوباً" إزاء مبادرة التهدئة التي طرحها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي خلال اجتماعهما في أربيل.

وقال البيان الذي تلقت (المدى برس) نسخة منه أن "النجيفي عرض رغبة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء على ضرورة تهدئة الوضع ونزع فتيل الأزمة والعودة إلى اتفاق عام 2009 حول مسؤولية إدارة الأمن في المناطق المتنازع عليها بصورة مشتركة".

وأكد البيان أن ""الرئيس بارزاني كان متجاوباً في قبول التهدئة ومعالجة الأمور بشكل دستوري و فتح باب التفاوض بين القيادات العسكرية في مناطق التماس والعودة إلى اتفاقية عام 2009 وإيجاد حلول جذرية لكافة المشاكل القائمة".

وبحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، امس  الاول الأربعاء، مع رئيس الحكومة نوري المالكي الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل، بعد ساعات على تكليفه من قبل التيار الصدري، فيما يتوقع أن يصل النجيفي اليوم الخميس(امس)، إلى أربيل للقاء القادة الكرد.

في السياق ذاته كشف امين عام وزارة البيشمركة في حكومة كردستان العراق الفريق جبار ياور, الخميس, عن وجود مبادرة أمريكية تقودها القنصلية في أربيل لنزع فتيل الأزمة بين الحكومة المركزية والإقليم على خلفية التطورات الأمنية في المناطق المختلف عليها.

وقال ياور لـ"المسلة", إن "هناك محاولات من قبل القنصلية الأمريكية في اربيل والقنصلية في كركوك لتقديم اقتراحات حول اتفاق بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في اقليم كردستان العراق من اجل التوصل إلى اتفاق حول كيفية إدارة الملف الأمني في المناطق المختلف عليها".

وأوضح ياور أن "الجانب الكردي ابدى موافقته لحل الأزمة بالحوار المشترك والالتزام بالدستور", مبيناً أن "السلطة المحلية في الإقليم أعطت موافقتها على البدء باجتماعات مشتركة مع الحكومة المركزية والجلوس إلى طاولة الحوار".

وأشار ياور إلى أن "هناك مقترحاً لتشكيل لجنة مشتركة للوقوف على اهم التطورات في قضاء طوز خرماتو", مطالباً بضرورة "تفعيل اللجان العسكرية المشتركة التي أسست عام 2010 بموافقة ورئيس الوزراء نوري المالكي والسلطات المحلية في الإقليم".

وأضاف أن "هذه اللجان ضمت لجنة وزارية بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق ولجنة عمل عليا بين القادة الجيش العراقي والبيشمركة إضافة الى مراكز عمليات مشتركة", لافتاً إلى أن "المفارز الأمنية المنتشرة في المناطق المختلف عليها مازالت تدار من قبل الجيش العراقي و قوات البيشمركة دون اية مشكلات".

وكان مصدر في حكومة إقليم كردستان العراق أفاد, في الـ20 من تشرين الثاني الحالي, بأن وفداً امنياً من الولايات المتحدة ألتقى في أربيل عدداَ من القيادات الأمنية الكردية للحل الأزمة القائمة بين الحكومة المركزية والإقليم بشأن عمليات دجلة.

فيما كشف مصدر مطلع ، في الـ19 من تشرين الثاني الحالي ، أن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي أصدر أمرا بتحريك آليات وقطعات عسكرية كانت متمركزة في مقر القيادة في ديالى إلى محافظة كركوك.

يذكر ان العملية السياسية في العراق تمر بأزمات منذ تشكيل الحكومة في 21 كانون الأول 2010، حيث تشهد العلاقات بين حكومتي بغداد وأربيل من جهة وبين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون من جهة أخرى خلافات مستمرة تفاقمت منذ اشهر واشتدت في الآونة الأخيرة بسبب عقود النفط التي ابرمها إقليم كردستان العراق مع عدد من الشركات الأجنبية والاتهامات التي وجهت للإقليم بشأن عمليات تهريب الوقود خارج العراق، ووصلت العلاقات المتشنجة بين بغداد وأربيل أوج اشتدادها على خلفية تشكيل قيادة عمليات دجلة التي تتسلم مهام الحماية حاليا في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، الأمر الذي يعده الإقليم لا دستوريا.