شباب  فيسبوك  :شباب تحت الضغط ..الإدمان على المخدرات والعلاج

شباب فيسبوك :شباب تحت الضغط ..الإدمان على المخدرات والعلاج

    بغداد/المدى

المدمن على المخدرات يشكل مصدراً لعشرات المشاكل الاجتماعية من حيث الانحراف السلوكي والتحلل من القيم والاستعداد للقيام بأفعال تخرج   على محددات القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع، ويبلغ مستوى الخطورة أن العديد من العصابات الإجرامية تجد في المدمنين الشباب أدوات سهلة للتوظيف الإجرامي ولهذا أخذت تعول على استخدام المخدرات والعمل على انتشارها، وحتى الإرهابيون اخذوا يستخدمون المدمنين في العمليات الانتحارية."
المواطن عمار حميد البالغ من العمر (24) سنة يحدثنا عن الأسباب التي أدت به إلى الإدمان وشراء الحبوب المخدرة حيث بدأ حديثه قائلا: إن ابرز الأسباب التي تجعلك مدمنا على الحبوب المخدرة هي المشاكل والضغط النفسي داخل المنزل وعندما أتعاطى الحبوب المسكنة أعيش في عالم آخر وذلك بسبب ما أعطاني أحد أصدقائي حبة  من مادة سماها الآرتين  من غير أن يفصح عن ماهية ذلك القرص، وعندما تعاطيت الحبة غمرتني السعادة ونوع من الاسترخاء وإحساس لم أشعر به من قبل ، مبينا أن عدم تعاطي هذه الحبوب يشعرني بحالة عدائية تجاه الآخرين، ولم أعد استطيع الاستغناء عنها كونها تزيل هموم مشاكلي العائلية والشخصية ، موضحا أن تلك الحبوب احصل عليها من بعض الجنابر الخاصة ببيع الأدوية في العاصمة بغداد وخاصة منطقة الباب الشرقي حيث تباع بها  الأنواع المعروفة في سوق الحبوب المخدرة والهلوسة التي تتنوع بين الآرتين والفاليوم، والتي يطلق عليها شعبياً تسميات تختلف باختلاف شكل الحبة، فهناك أبو الصليب وأبو الحاجب والسمائي وأبو الطبرة والوردية.في حين أوضح أحد ضحايا الإدمان  س.خ  22 سنة وهو طالب جامعي أن قصته مع الإدمان على الحبوب المخدرة بدأت عندما أصيب كتفه بتشنج عضلي سبب له ألما شديدا  ولم يجعله يعرف النوم في الليل ويسهر لساعات طويلة ، مبينا أن المطاف انتهى به  إلى أخذ حبة  من مادة مسكنة للآلام  فاليوم  10 . وأضاف :كلما شعرت بالألم أتعاطى تلك الحبوب  حتى تحول الأمر بعد مدة من علاج إلى إدمان ،مشيراً إلى أن الإدمان على تعاطي الأدوية المسكنة احدث له تأثيرات سلبية على حالته الصحية، موضحا  أنه عندما ساءت صحته قرر الذهاب إلى مركز ابن رشد لعلاج المدمنين، من أجل الإقلاع عن هذه الظاهرة .
يقول الباحث النفسي المختص بعلاج المدمنين  مرتضى كريم في مركز ابن الرشد  إن المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها بعض الأشخاص، تجعل منهم فريسة سهلة للإدمان  ومع تزايد المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في العراق زادت حالات الإدمان بين الشباب ،مؤكداً أن الطابع العدائي هو السمة البارزة لمتعاطي عقاقير المخدرة ، مبينا أن أغلب الحالات التي تُعالج في المركز ترتبط بأسباب اقتصادية متأتية من تفشي البطالة بين الشباب العراقي. وأضاف كريم أن دراسات المركز كشفت عن أن متعاطي الحبوب المسكنة يكثرون في المناطق الشعبية، مقارنة بالمناطق الأخرى، عازياً السبب لعوامل الفقر والجهل والبطالة المتفشية في المناطق الشعبية. وأشار الباحث النفسي إلى أن أغلب أعمار متعاطي عقاقير التخدير تتراوح بين 14-30 عاماً، ومن غير الحاصلين على شهادات علمية، موضحا أن بعض الأشخاص تعاطوا العقاقير كعلاج طبي، إلا أنهم أدمنوا عليها بعد فترة من الزمن  .
يرى الباحثون أن أفضل الوسائل العلاجية لمرضى الإدمان  ويجب أن يدركه الجميع أن مصحات علاج الإدمان لا تكفي وحدها للحد من هذه الظاهرة الكارثية، حيث تبين أن العديد من الأطباء والمشتغلين بالمهن الطبية يعانون أيضاً من الإدمان، وأن آليات الرد الاجتماعي هي الكفيلة بالحد من الظاهرة عن طريق إشراك ومساهمة كل المكونات الاجتماعية في التصدي لظاهرة الإدمان، وأحد أهم آليات الرد الاجتماعي  إشاعة ثقافة التنفير من الأدوية والعقاقير الطبية التي يتعاطاها المدمنون.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top