كلام ابيض : عبث الفضائيات

كلام ابيض : عبث الفضائيات

علي القيسيتتسم بعض الفضائيات المحلية بالسلبية والعبثية والتردي في ما تبثه يومياً من برامج سياسية \"خبرية او تحليلية\"، لتعبر بذلك عما يعتمل في عقول القائمين عليها والممولين لها، فهي لا تشبه من حيث النسبة العالية من السموم والسخام الاسود الذي تبثه إلا وجوه اصحابها، مرضى الوهم من ذوي الضمائر المتعفنة.

وهي تكشف من خلال ذلك ايضا عن طويتها ونيتها المبيته المتطابقة حد اللعنة مع اهداف الاعداء المبرمجين على قتلنا بروح الانتقام من هزائم سالفة.وتجتاح هذه الفضائيات، كلما اقتربنا من موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، موجة عارمة من الهستيريا الاعلامية، متفوقة في ذلك على زعيق احمد سعيد ابان الستينيات، غير مدركة ان الزمن قطعا قد تغير ، والناس لم تعد تؤمن بهذا النمط من الخطاب لانه غير ذي جدوى بعدما شهد تراجعا سريعا وبلا عودة.الملفت في الامر حقاً ان هذه الفضائيات المتشظية وعلى الرغم من اختلاف مصادر تمويلها وتقاطع توجهات اصحابها وتنافر انتماءاتهم الايديولوجية والعقائدية، فهم متفقون جميعا، كأنهم في حلف مقدس،على إعاقة التطور الحاصل عندنا..فهي عمياء لا ترى الاستقرار الامني المتحقق بوعي وارادة العراقيين الذين خرجوا من محنتهم بتماسك اقوى، متجاوزين اخطاءهم الماضية التي وضعتهم عند تخوم حرب اهلية طاحنة خطط لها واشعل اوارها اعداؤهم التقليديون على اختلاف وجوههم القبيحة. ولم تر التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي بات علامة فارقة بين مرحلتين. لذا بقيت هي  تنحى في خطابها منحىً تحريضا ًمشيناً، ديدنه الكذب والابتزاز الرخيص فضلا عن كم هائل من الكراهية السوداء والكلام الفارغ غير المسؤول.ان الاموال المهولة التي تغدق على هذا النمط من الفضائيات تهدف الى ستراتيجية بعيدة المدى ، ومن تابع المسلسلات والبرامج الرمضانية التي انتجتها يدرك حجم الغلّ، والحقد، والكراهية التي يكنّها هؤلاء للعراق واهله..إلا ان الوعي والارادة التي يتمتع بهما شعبنا كفيلة بتفكيك حلف الشيطان الذي يجمع هذه الفضائيات التي سيكون مصير خطابها الخاوي الى زوال  وتلاشٍ حتما.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top