دوري بلا تنازلات !

دوري بلا تنازلات !

طه كــمر كثيرة هي الازمات والقضايا الساخنة خصوصا في عالم الرياضة، لا أريد سردها بل ارتأيت تسليط الضوء على احداها بعد ان اصبحت الإشارة اليها ضرورة ملحة للحديث عنها في اكثر من مناسبة عسى ولعل ان نجد آذانا صاغية تتقبل النقد في هذه القضية وبالتالي من الممكن ان تعالج ويتم التغلب على الازمة بهدوء وحكمة.

كنا نمني النفس في أن نجد تلك الأذن الصاغية لكن ذهبت أمانينا أدراج الرياح بعد ان أعطانا اتحاد الكرة العراقي الأذن الصماء وجعلنا ننفخ في قربة مثقوبة طوال هذه الفترة التي أقر فيها ان يكون عدد فرق الدوري الممتاز 43 فريقا، فكنا نتوقع وحسب المثل المعروف ( كثر الدك يفك اللحيم ) لكن للأسف لم يكتب لمثلنا هذا النجاح برغم المحاولات التي قام بها الكثير من الخيرين الذين كان حبهم وولاءهم للرياضة العراقية سببا لأن يدلوا بأصواتهم تجاه هذه القضية التي سوف لن نحصد منها سوى خيبة أمل وتشتيت للفكر وبعثرة الجهود وضياع الأموال من دون جدوى.فماذا سنجني من دوري يضم فرقا بهذا العدد الكبير الذي لا يتناسب مع قدراتنا وامكاناتنا المادية فيجب ان يهتم المعنيون بالكرة العراقية بأمور تخص مستقبل العراق الرياضي ومنها بناء ملاعب حديثة اسوة بملاعب قطر والسعودية والامارات التي فاقتنا في هذا المجال اضافة الى تطبيق قانون الاحتراف الذي اصبح ضرورة ملحة وظاهرة حضارية كي نواكب المسيرة ونبقى في صلب الحدث فلماذا نعتم صورتنا الزاهية بأيدينا بدلا من ان ننأى بكرتنا بعيدا عن مخلفات الترهل الرياضي الذي أفرزته ترسبات الزمن على رياضتنا وخصوصا في لعبة كرة القدم، فبدلا من ان نلعن الظلام نشعل شمعة كي ننير الدرب بها ونواصل المسيرة!فمن المعروف في جميع انحاء العالم ان الدوري هو نظام واحد ولا يمكن ان نجتهد ونحاول تعديله من خلال زيادة عدد الفرق المشاركة فيه فانه لا يخفى على الجميع ان هذه القضية ومن خلال استبداد اعضاء اتحاد الكرة بآرائهم برغم محاولات الجميع في العدول عنها بات واضحا للجميع، فالقضية أخذت منحىً جديدا في تجييرها لقضية الانتخابات التي تزامنت معها، وليعلم الجميع ان خيوط الشمس لا تحجب بغربال، فقد وصلنا الى مفترق الطرق مابين مواصلة كرتنا طريقها من عدمها بعد ان أشارت الدلائل الى ان الاتحاد الدولي ( فيفا ) يلوّح بتجميد الكرة العراقية فأصبح واضحا للجميع انه من خلال هذا التلكؤ في العمل جعلنا نصل الى ما وصلنا اليه والذي لا يسر عدواً ولا صديقاً. فهناك قضايا كبيرة وأزمات عديدة تمت السيطرة عليها من خلال الحوار وتقريب وجهات نظر الاطراف المتناقضة وبالتالي انتهت الأزمة بعد ان قدم البعض تنازلاتهم خدمة للصالح العام الا اننا اليوم في حيرة من أمرنا فإن مصلحة الجميع تتطلب تقليص عدد فرق الدوري فلماذا هذا التناحر والاستماتة في الرأي ولأجل مصلحة من؟ الجميع يناشدون اتحاد الكرة العدول عن قراره قبل فوات الأوان لاسيما اننا بدأنا نعد العد التنازلي لقطع شريط الدوري وما تبقى من وقت لا يسعفنا في تجاوز الازمة ونخشى ان نطلق رصاصة الرحمة على دورينا الجميل ونعزي كلنا الكرة العراقية.Taha_gumer@yahoo.com

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top