هواء في شبك: ( هالمره تكصر الجبه)

هواء في شبك: ( هالمره تكصر الجبه)

عبدالله السكوتييحكى ان رجلاً تركياً اراد ان يخيط لنفسه جبة جديدة،فاشترى قماشاً وجاء الى محلة الميدان في بغداد ليخيطها عند خياط ، فحص الخياط القماش-وكان ذا ذمة غير محمودة ، فاراد ان يسرق من القماش كعادته مع كل زبون ، لكنه وجد التركي حذراً متيقظاًَ ،

 وكلما اراد ان يستغفله ذهبت جهوده هباء ، فتحرك في مكانه واحدث(صوتاً مضحكاً) ، ضحك التركي ضحكاً شديداً حتى دمعت عيناه ، وبقي يضحك ويميل جسمه الى الامام والخلف ، ويصفق بيديه ، حتى استطاع الخياط ان يقطع قطعة من القماش بخفة عظيمة ويرميها خلفه ، ولما كف التركي عن الضحك ، قال للخياط(اسطه...بالله...سوي واحد لاخ) فقال الخياط على الفور(عمي ميصير تره هالمره تكصر الجبه).لا ندري ما يجري ونحن مستغرقون في مشاكلنا اليومية وفي دوامة دوراننا تتخذ اغلب القرارات اهمية بغياب تام للشعب ومن دون ان يدري ان الجبة ستقصر في كل الاحيان ،  ومازال البعض يحاول ان يلهي الناس بمماحكات سياسية لا وجود لها في الواقع ، لقد مرر الكثير من خلف الكواليس باتفاقات ظاهرية لاغراض محددة مدفونة وبقيت الامور الاكثر اهمية في اخذ ورد بانتظار الفرصة المناسبة التي تخدم هذا الطرف او ذاك والتي تجري بالاساس عليها اتفاقات جانبية لتكون الغنيمة مقسمة بين الاطراف المتنازعة ظاهرياً.يجب ان نضع جميع المسؤولين تحت انظارنا خوفاً من الغفلة وخصوصاً في الانتخابات المقبلة لاننا اضعنا الكثير من الوقت بثقة عمياء مفرطة ، كان علينا منذ البداية ان نكون اكثر حذراً في اختياراتنا ، والوقت بعد في بدايته حتى ان اعتمدت في الانتخابات القائمة المغلقة ، هذا لا يعني ان نترك الامر وانما علينا ايصال صوتنا واختيار الاجدر سواء اقر قانون الانتخابات ام لم يقر.سمعنا بالضوضاء والاراء المتضاربة في مجلس النواب بشأن اقرار قانون الانتخابات ومن ثم وضع عقدة كركوك امام اقراره ، وما تزال مسألة اخرى اقل اهمية من مسألة كركوك التي اعتبرها النواب عائقاً هي عدد ممثلي الشعب الذي ازداد الى(311)نائباً ، وهذا مابرره البرلمانيون بزيادة السكان وهذه المسألة بدت غير مفهومة  للناس فبالامكان زيادة نسبة الصوت حتى لا نقع في مأزق زيادة عدد النواب وبالتالي هناك مميزات ورواتب و- و- و- .(الجبه) قصيرة منذ زمان ولا نريد لها القصر اكثر من اللازم والا فستكون المسألة واضحة حتى ان احتج الخياط بشتى الحجج ، وربما يكون الاختلاف في صالح المجموع على اعتبار ان القوانين المهمة تحظى باختلاف ولا يمكن اقرارها ببساطة ، وقانون الانتخابات واحد من هذه القوانين ، فليأخذ البرلمانيون وقتهم والا يسرعوا فالزمن  في هذه الاحوال مهم ولكنه ليس بأهمية اقرار هذا القانون الحيوي.لعل التأخير في صالح الشعب والا تكون القضية مثل قضية الخياط وبالتالي تقصر الجبة اكثر فاكثر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top