كلام ابيض : أسواق الذهب

كلام ابيض : أسواق الذهب

علي القيسي تشهد الاسواق المحلية هذه الايام حركة واسعة وانتعاشا وافرا، هذه الحركة هي بلا شك حصاد استقرارالاوضاع، واستتباب الامن في عموم البلاد, الذي زرع الاطمئنان في قلوب التجار بكل فئاتهم، وهم يرصدون طبيعة التحولات الاقتصادية والسياسية الجارية على قدم وساق،

 وهذه التحولات نفسها هي التي دفعت في ذات الوقت المستهلك، ودعته الى اشباع رغباته وحاجاته المختلفة، وذلك متأتٍّ ايضا ًمن بحبوحة شرائح الموظفين من اصحاب الرواتب العالية ومن العاملين في القطاع العام والخاص.وليس هناك عناء كبير لمن يرصد حركة السوق ومعطياته الجديدة التي ستكشف له حتما ًما يعتمل من نشاط في الزوايا التي كانت جامدة او ميتة قبل عقد من السنين او اكثر, ايام الحصار والجوع التي ذاقت اغلب الشرائح الاجتماعية مرارتها، واقصد بالزوايا الجامدة  اسواق الذهب التي انتعشت الان وتوسعت محالها في معظم المناطق التجارية ببغداد والمحافظات، بعدما كانت في العهد السابق، على وشك الانقراض لانحسار وتراجع الاقبال عليها. وارتفاع وتيرة الاقبال على صاغة الذهب ومعارضهم يؤشر بلا شك انتعاش الحالة الاقتصادية والمعيشية في البلد، اي بلد كان. مثلما تؤشر ظواهر اخرى على تراجع الحالة الاقتصادية وهذا ما اسمعنيه احد اصدقائي، حيث كنا نمر بسوق الصدرية الشعبي في اول التسعينيات والحصار في شهوره الاولى اذ طفت على السطح وقت ذاك ظاهرة تتمثل بمجموعة من النسوة يفترشن الاسواق، بائعات للخبز المصنوع في دورهن. فقال صديقي: هذه علامة من علامات الفقر والجوع، وكانت كذلك فعلا فقد شهدت سنوات الحصار فقرا مدقعا، بعدما كانت ظاهرة بائعات الخبز قبل ذاك قد اختفت من الاسواق كما اختفت اليوم.وعودة الى اسواق الذهب والعود احمد ، اقول: ان اقتحام مجاميع اللصوص وعصابات السطو المسلح لمحال باعة الذهب بحاجة الى معالجة، قبل ان تصاب هذه الاسواق العامرة بمقتل، وبالتراجع والانكماش الذي سيكون له تأثير سيئ على الحالة الاقتصادية عامة.وبعدما اعتاد الناس على ارتياد هذه الاسواق، كون الذهب عند المرأة العراقية يعـّد زينة وخزينة ، مثلما هو خزينة فعلا للمستقبل ، مستقبل الدولة واقتصادها الذي لن يذوق طعم العافية من دون العافية الحقيقية التي يعيشها سوق الذهب اولا ً.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top