.. وقرأنا القصيدةَ في البارِثمُ خرجنا..- هل نسيتِ القصيدةَ في البارِ؟- لا! إنها في الحقيبة.كلّ شيءٍ هنا في الحقيبة..سوف أذهبُ هذا المساءَ لبيروتَ-هذا المساء؟تعالي لندخلَ، قبل بيروتَ،   ستريب الغروبِ 1لنرقصَ حتى تنزَّ الدماءفغداً سوف يحدثُ أمرُ..

.. وقرأنا القصيدةَ في البارِ
ثمُ خرجنا..
- هل نسيتِ القصيدةَ في البارِ؟
- لا! إنها في الحقيبة.
كلّ شيءٍ هنا في الحقيبة..
سوف أذهبُ هذا المساءَ لبيروتَ
-هذا المساء؟
تعالي لندخلَ، قبل بيروتَ،
  ستريب الغروبِ 1
لنرقصَ حتى تنزَّ الدماء
فغداً سوف يحدثُ أمرُ..
ستموتُ سهامُ غدا 2
وسيمضيَ كاظم 3
تاركاً هاملتَ في الدنمارك.
سوف يدفنهُ حارسُ البلديةِ عند المساءِ
وحيدا بلا مسرحِ،
وستمضي القصيدةُ أيضا.
لندخلَ ستريب الغروبِ،
فريّا هناك،
سترقصُ عاريةً
بثلاثينَ باوند.
ما يزال أمامكِ وقتُ..
بنفسيَ ستريب الغروب.
وإذا مرةً قد حننتِ لريّا
ونفسكِ قد  باعدت
مزاركِ من ريّا وشعباكما معا
فعودي لستريب الغروب.
- لن أعودَ للندنَ..
إني أحنّ لقبرِ النبيِّ.
بلغتُ الثلاثينَ.. لم يبقَ وقتٌ.
ربما سوف أبقى هناكَ..
أحنّ لقبري هناك.

*****
كورس 1:
هي غانيةٌ سوف تمضي،
قليلا من الوقتِ ثم تعودُ،
تبدّل أدوارها، كلما حان وقتُ.
بين ستريب الغروبِ وبيتِ الإله،
خطوتان ستعبرهما
كلما حان وقتُ.
وهما آيتان
في كلام الصباح،
وكلام المساء.
هي غانيةٌ ستروح،
وتعود لستريب الغروب.
*****
كورس 2:
الغرب: اشكر الماءَ على بركة صوفيا
الجنوب: اشكر النارَ على بركة صوفيا
الشرق: اشكر الهواءَ على بركة صوفيا
الشمال: اشكر الأرضَ على بركة صوفيا 5

*****

- صوفيا! يا عروس ستريب الغروب
أنت جميلة!
أجمل من كلّ غانياتي الجميلات!

*****

- سأذهبُ للموتِ هذا المساء،
سئمتُ. أراكَ هناكَ..
ستعرفني حين تأتي
إذا أوقد الربّ شمعتهُ في الأعالي،
فأشرق طيرُ
على برجِ بابل.
- حسنا..
لكن عودي، حين تعودينَ،
لستريب الغروب.
ستريب الغروب،
كبيتِ الموت،
لا يغلقُ أبدا.

1: مكان للتعري في لندن.
2: شقيقة الشاعر الراحلة عام 2009.
3: كاظم السعيدي، الصديق والممثل، الذي اشتهر بدور" هاملت" في مسرحية" هاملت عربيا". ولا أحد يدري لماذا غادر منفاه الاسكندينافي فجأة إلى الإسكندرية في مصر، ليموت وحيدا في شقته. اكتشف حارس العمارة جثته بعد ثلاثة أيام، ودفنه في مقبرة البلدية.
4: ريا هي حبيبة الشاعر الأموي الصُمّة القشيري. وقد ذكرها في قصيدته الشهيرة، التي تبدأ بهذا البيت:
حننتَ إلى ريّا ونفسك باعدت
مزاركَ من ريّا وشِعباكما معا
5: من الأناشيد الدينية المكرسة لصوفيا. وصوفيا، في اللاهوت الكاثوليكي، هي اليد اليسرى للإله، وفي تفسيرات أخرى اليد اليسرى للشيطان. وهي أيضاً إنانا أو عشتار(بابل) ، وليليث (في التلمود البابلي) وإيزيس (مصر)..إلخ. وهي، كما في كل الأساطير، قديسة وعاهرة في الوقت نفسه.