شهــوة المـال دفعته إلى قتـل ابن شقيقه!

شهــوة المـال دفعته إلى قتـل ابن شقيقه!

علم القاتل أن شقيقه قد باع سيارته ووضع مبلغ البيع في بيته فدبّر العم حيلة استدرج بها شقيقه وزوجته إلى بيته بحجة أن زوجته مريضة في الوقت الذي كان القاتل يبحث في كنتور شقيقه عن المبلغ وعندما فشل في العثور على المال اكتشف أن ابنه الصغير استيقظ من نومه وشاهده ... فقرر أن يقتله ليتخلص من الشاهد الوحيد ! اعترافات مثيرة أدلى بها القاتل إلينا في مركز البياع عند تدوين إفادته وإجراء كشف الدلالة ليمثل جريمته؟ كيف خطط لجريمته؟ ولماذا احرق جثة الطفل بعد أن قتله ثم حمل الجثة الى بيت مهجور ؟ وكيف توصلت الشرطة إلى القاتل ... كل هذه الأسئلة ستجد أجوبة عنها عزيزي القارئ في هذا التحقيق .. الجريمة شهدتها مدينة البياع ... هذه الجريمة بدت غامضة ... بعض الأهالي يبلغون شرطة النجدة بالعثور على جثة طفل صغير لا يتعدى الخمس سنوات ملقاة داخل احد هياكل البيوت المهجورة في الشرطة الخامسة مشوه المعالم ... الإخبار كان مثيراً ... على الفور تحركت الشرطة الى مكان الحادث ومن خلال الكشف الابتدائي على الجثة تبين أنها مطموسة المعالم ولا توجد أي آثار تدل على صاحبها! الشرطة شكلت فريق عمل لمعرفة هوية الجثة ... تركزت جهود الفريق في الكشف أولاً عن شخصية المجني عليه من خلال الاخبارات التي سجلت عن فقدان أشخاص ... ليأتي إخبار من شرطة البياع باختفاء طفل صغير تنطبق أوصافه مع أوصاف الطفل المجني عليه ... يتم التوصل إلى أهل المجني عليه وبعد التعرف الى ابنهم المفقود ... بدأ فريق العمل برحلة البحث عن القاتل؟

 

بحث وجمع معلومات

المعلومات التي حصلت عليها الشرطة عن الطفل المجني عليه أكدت أن عائلته مسالمة لا يوجد بينها وبين احد عداوات او مشاكل ، كذلك ظروف وقوع الجريمة كانت غير مرتبة أي أن القاتل لم يكن في نيته القتل ! وإنما بغرض السرقة لان الأب يعمل كاسبا يبيع ويشتري السيارات الحديثة والمستعملة ، لكن في يوم وقوع الحادث حسب أقوال الاب والد الطفل القتيل وضع مبلغ 5 ملايين دينار في البيت كان عربونا لشراء إحدى السيارات .. ربما كانت هذه المعلومات بمثابة الخيط الأول للكشف عن الجاني قاتل الطفل الصغير ... فمن المؤكد ان القاتل كان يعرف ان الأب سيكون معه المال وعندما لم يجده قتل الطفل ! وبسؤال والد المجني عليه عن أسباب عدم تواجده أثناء فترة اختفاء الطفل عن البيت هو وزوجته ... أكد انه تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقه (ج) يفيد بان زوجته مريضة وهي بحالة خطرة ويريد ان نذهب معه سوية إلى المستشفى! فتوجه على الفور إلى بيت شقيقه ليجد الزوجة بالفعل مريضة ... لكن زوجها غير متواجد ... وحينما سأل زوجته عن شقيقه ... أجابته زوجته بأنه ذهب الى احد المضمدين ليجلبه إلى البيت ويقوم بفحصها وسوف يعود في الحال ! ويستكمل والد الطفل امام ضابط التحقيق قائلا : أربع ساعات كاملة ونحن في انتظار أخي ... لكنه لم يعد حتى غادرنا المنزل ... عدنا إلى المنزل ولم أجد ابني (م) ابني الصغير الذي تركته يطالع دروسه ... ظللت طوال الليل ابحث عنه ... بلا جدوى ... وسجلت إخبارا باختفائه صباح اليوم التالي في مركز البياع وبعد ثلاثة أيام أخبرتني الشرطة بأن هناك جثة طفل صغير تنطبق أوصافها مع أوصاف ابني وملابسه ! ومن هنا بدأ فريق العمل يربطون خيوط الجريمة ببعضها البعض ... فمن المؤكد أن عم الطفل هو الذي ارتكب الجريمة حيث اختفى فجأة بعد وقوع الجريمة؟ تأكدت الشرطة من جمع المعلومات عن عم الطفل بأنه هو القاتل الحقيقي فكل الدلائل تشير إليه ... لكن ظل شيء واحد فقط ... هو العثور والقبض عليه؟ المعلومات التي جمعتها الشرطة عن العم قالت ... انه يغيب كثيرا عن المنزل تاركا زوجته أياماً وشهوراً وحدها في البيت تعاني حالة الفقر واليأس... ظل العم يذهب إلى العديد من المحافظات الجنوبية ليبحث عن عمل لكنه يعود كما ذهب، حيث اعتاد افتعال المشاكل مع أصحاب العمل ويتم طرده بسبب ذلك أكثر من مرة... معلومة وصلت إلى الشرطة من احد المخبرين السريين بأنه موجود في منطقة الشرطة الخامسة... بسرعة تحركت مفرزة من شرطة البياع الى المكان المقصود لتتم مداهمة المسكن ويلقى القبض على العم قبل محاولته الهرب من المسكن !.. وقف المتهم أما ضابط التحقيق واعترف بانه قتل ابن شقيقه بعد ان علم ان شقيقه استلم عربون بيع سيارة ووضع المبلغ في البيت وعندما فشل في العثور عليه في الكنتور وبقية الغرف لمح ابنه (م) قد استيقظ من النوم وشاهده وهو يقوم بتفتيش البيت قام بقتله حتى لا يخبر والده واحرق جثته في بيت مهجور بمنطقة الشرطة الخامسة حتى يخفي ملامحه، معتقدا انه سوف يهرب من يد العدالة، واعترف أيضا بأنه هرب إلى محافظة العمارة بعد ارتكابه الجريمة وترك زوجته المريضة وحدها في المنزل !... تمت إحالة المتهم في اليوم التالي الى قاضي التحقيق لتصديق أقواله قضائيا ... وأمر القاضي بتوقيفه وإكمال التحقيق ... داخل مركز الشرطة التقيت بالمجرم (ج) الذي قتل ابن شقيقه وحرق جثته ... سألته عن أسباب ارتكابه هذه الجريمة البشعة ... أجاب لم يكن في نيتي القتل كان هدفي السرقة ... لم اقصد قتله ... حينما كنت ابحث عن النقود ولم أجدها ... وجدت ابن أخي (م) قد نهض من فراشه وشاهدني واخذ يصرخ بأعلى صوته ... حاولت إسكاته ... لكنه ظل يصرخ ضغطت على رقبته حتى يكف عن الصراخ لكنه تمادى في صراخه ... لم اشعر بنفسي إلا وأنا اخنقه ... كتمت أنفاسه حتى فارق الحياة ... شعرت بأنني ارتكبت جريمة بسرعة... خطرت لي فكرة أن أتخلص من الجثة بحرقها ... أخذتها بسيارة أجرة بعد ان وضعت الجثة بكيس طحين ثم رميتها في بيت مترك ثم سكبت عليه النفط وأحرقت الجثة ... بعدها سافرت إلى مدينة العمارة هرباً من جريمتي ... كان يتكلم معي وأنهى كلامه وهو متبلد الإحساس غير نادم ... يقف كأنه لم يرتكب جريمة قتل طفل صغير ليس له ذنب في هذه الحياة الغريبة!!

تعليقات الزوار

  • namo

    عدنا إلى المنزل ولم أجد ابني (م) ابني الصغير الذي تركته يطالع دروسه

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top