اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > صبغ الشيب.. عنابي!!

صبغ الشيب.. عنابي!!

نشر في: 3 فبراير, 2013: 08:00 م

ذهب إلى الحفلة على مضض .. وانزوى وحيداً في احد الأركان .. لا يشارك أصحاب الحفلة ضحكاتهم ومزاحهم .. لقد جاء فقط ليجاملهم .. أو بالأدق ليجامل نفسه .. فهو رجل أعمال معروف في بغداد نقل نشاطه التجاري إلى القاهرة بسبب فقدان الأمن هناك .. لقد لبى الدعوة لوج

ذهب إلى الحفلة على مضض .. وانزوى وحيداً في احد الأركان .. لا يشارك أصحاب الحفلة ضحكاتهم ومزاحهم .. لقد جاء فقط ليجاملهم .. أو بالأدق ليجامل نفسه .. فهو رجل أعمال معروف في بغداد نقل نشاطه التجاري إلى القاهرة بسبب فقدان الأمن هناك .. لقد لبى الدعوة لوجود صفقة مربحة يحاول عقدها مع صاحب الحفل .. وقال لنفسه وهو قادم :

- لا مانع من أن تكون زيارة وتجارة .. كان يجلس في وقار من تعدى الستين .. شعره الأبيض .. وتجاعيد وجهه المستطيل ترسم صورة للاحترام .. موضوعة داخل إطار من الهيبة والوقار . لكن لم تمض سوى دقائق .. حتى سقط قناع الوقار ..وتراقصت الهيبة على إيقاع الطبلة والكمان.  دوت الدار الفاخرة بالموسيقى الصاخبة .. والإيقاع السريع معلنة عن قدوم راقصة .. جاءت لتشارك في الحفل الذي أعده صاحب البيت بمناسبة عيد ميلاد ابنته الوحيدة .. من أحد الأبواب الجانبية دخلت في خطوات رشيقة .. وجسدها يتمايل مع ايقاع الطبل والمزمار .. ووجد رجل الأعمال العجوز المحترم نفسه ينظر اليها بلا وعي .. هل هي راقصة ام جنية مسحورة جاءت في الحال من بلاد الجمال الخارق ؟!.. كانت ترقص بفستانها الذي كان يجسد جسدها وشعرها يتماوج في ثورة .. كانت صغيرة لا يزيد عمرها على 20 سنة ذات عينين واسعتين .. عين ترقد فيها براءة طفلة صغيرة .. وعين تفضح أنثى ناضجة !.. ونسى العجوز المحترم نفسه ... اشتعلت يداه بالتصفيق وطق الاصبعتين ، ولم يشعر بالدم يتدفق بشدة إليها .. وعندما اقتربت منه شعر بأنها ترقص له وحده ... وعندما انتهت من رقصتها .. وخرجت .. أسرع خلفها مثل مراهق طائش وقبل أن يخبرها باسمه أعطاها الكارت ورقم الموبايل وقال لها : أنا في انتظارك في الشقة ..

في شقة مفروشة عاش العاشقان الغريبان !.. الراقصة بنت العشرين عاماً.. والعجوز رجل الأعمال والثري الذي تعدى  الستين من عمره .. وبعد فترة قصيرة تزوجها زواجاً سرياً .. فقد كان الرجل متزوجاً وأولاده رجالاً كبارا بعضهم يحتل مناصب هامة في بغداد  ..

وعندما سألته بدلال : وزوجتك ماذا تفعل بها؟

- قال لها .. أنها أم أولادي وستظل على عصمتي ..أنها مريضة منذ 15 سنة وطريحة الفراش .. زوجتي انتهت من زمان .. وانا أعيش لحظات الشباب ومن حقي الاستمتاع بهذه اللحظات معك!..

- قالت له بلهجة ذات مغزى .. وانا ايضاً أريد أن أعيش الحياة التي أتمتع بها !..

وكان يفهم نوع الحياة التي تريد ان تعيشها .. كان في قرارة نفسه يعلم انه لا بد من ان يدفع الثمن .. فأغدق عليها الهدايا والحلي والمجوهرات والملابس والنقود .. وكان يعطيها كل شهر الف دولار مصرف البيت .. كان يتعلل لزوجته المريضة وبناته بانه مضطر للسفر معظم أيام الاسبوع خارج القاهرة لقضاء أعماله .. لكنه لم يكن يسافر ابعد من حي المهندسين حيث الشقة المفروشة .. يذهب والفرحة تنفر من عينيه ليجدها تنتظره في قميص نوم مثير .. يأكل ويشرب .. ويشاهد بعض الأفلام الجنسية .. .. ثم ينام !.. وتغطيه الراقصة الصغيرة وهي تلوي شفتيها .. حسرة على الزوج العجوز!..

وكلما تأكد له فشله في ان يعود شاباً .. كلما انفعل وثار وزادت غيرته عليها .. وأصبح يضيق الخناق عليها .. كان قد اقنعها  في البداية باعتزال الرقص .. لكنها لم تتحمل وأعلنت له أنها ستعود للرقص في الملهى الليلي الذي كانت تعمل فيه سابقاً..

- سألها بثورة : لماذا ؟..

- قالت بعنف .. أصبحت حياتي لا تطاق معك .. كل يوم تنام مبكراً وانا اسهر وحدي طول الليل ..

وعندما أصر على منعها طردته من الشقة شر طردة .. وأغلقت خلفه الباب ..

صرخ من خلف الباب : أنتِ زوجتي .

- جاء صوتها ساخراً : بالسر يا بابا !..

بعد أيام جلست  في قسم شرطة المهندسين تشكو لضابط الشرطة تصرفات الرجل العجوز قائلة ..

- الرجل المجنون يطاردني في كل مكان .. يلاحقني في الملاهي الليلية ويخبر أصحابها بأنني زوجته ويجب العودة إلى بيت الطاعة ..

أرسل ضابط القسم على الرجل المحترم فقال له ثائراً عندما دخل:

إنها خائنة .. سوف احرمها تماماً من الرقص .. لن يشاهد احد جسدها عارياً أبداً ..

- لماذا ؟ .

- يطرق للأرض .. ويبكي : للآني أحبها !..

وتتصرف الراقصة بطريقتها .. فجأة يعلم أولاده الكبار في بغداد بالقصة الكاملة .. يذهبون إليه .. يهددونه بالقتل اذا لم يعد إلى عقله .. ويعطونه مهلة لاتخاذ قراره .. وما زال حتى هذه اللحظة يفكر .. وما زالت الزوجة المريضة على فراشها .. لا تعلم بزواج العجوز المراهق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

حادث وحديث :الأجهزة الأمنية... وسلوكيات التطرّف في الملاعب

تسبّبت حادثة إطلاق النار على حافلة نادي الزوراء من قبل عضو الهيئة الإدارية في نادي الشرطة الرياضي بعد الانتهاء من مباراة الفريقين التي جرت في ملعب الشعب الدولي، الى تساؤلات كثيرة والى نقاش حاد في أروقة الصحافة الرياضية ووسائل الاتصال الاجتماعي وفي فتح نقاش إعلامي وسياسي واسع، حول أسباب انتشار العنف في الملاعب المحلية، وعن […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram