اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > خصوصية البيروقراطية الجديدة

خصوصية البيروقراطية الجديدة

نشر في: 20 فبراير, 2013: 08:00 م

الأدبيات التقليدية في السياسة والاقتصاد والإدارة تقول ان البيروقراطية وبعد أن تصبح عمقاً للدولة، تغدو طبقة أو شريحة لها مصالحها تدافع عنها بشراسة خصوصاً تلك البيروقراطيات التي أقامها الاستبداد إذ تصبح بها فعلاً الدولة عميقة وتحمل تراثها. فالبيروقراطية التقليدية أسقطت الاتحاد السوفيتي ومجموعته لأنها أصبحت طبقة معزولة عن جمهورها الذي طالما تكلمت باسمه هذا في العالم الثاني الذي سمي بوقته المعسكر الاشتراكي أما في العالم الثالث، إذ الانتماءات التقليدية راسخة وصلبة (طائفية أو إثنية).  
حيث المجال السياسي ليس منفصلاً بوضوح عن المجال الاجتماعي والعلاقات الشخصية فأن الإطار الأساسي للسياسية (غير الغربية) هو الإطار الطائفي، ويتلون السلوك السياسي كله تلوينا واضحاً باعتبارات ذات علاقة بالانتماء الطائفي (أرنت ليبهارت الديمقراطية التوافقية ترجمة  حسني زينة  ص34 سنة 2006).
وتظهر تجليات ذلك بانقسام البيروقراطية المدنية والعسكرية إلى قسمين وهما القسم التقليدي بروتينيه وتراتبه وأدائه الضعيف أما الجناح الآخر فهو خاص بامتيازاته وأدائه ومعاييره) كما كانت دوائر محددة لجهة محددة بصبغة طائفية مثل (الخارجية والأمن والأمن الخاص والحرس الخاص والمخابرات). هذا الانقسام في البيروقراطية كأداة  لتنفيذ سياسات الدولة المستبدة غير المشروطة (الدستورية) كانت نتائجه معروفة في العراق ودول ما يسمى بالربيع العربي.
فأي انقسام البيروقراطية عسكرية كانت أو مدينة بصبغة ذات طابع لا وطني وله بعده الخاص تكون دائماً النخبة كذلك لأنه سيفضي إلى التوريث في البلدان المتخلفة أو الجمود في العالم الاشتراكي ثم الانهيار.  
ويكرس هذا الانقسام الامتيازات (راتب خاص ومخصصات خاصة) لدرجة تنشأ الآن عندنا مثلاً طبقة أو شريحة الدرجات الخاصة المختلفة كلياً عن نظائرها في أجهزة الدولة. وهذه الشريحة تخضع للتوسع أو الانكماش بفعل عوامل ضغط الميزانية كما حصل في تراجعات تخصيصات وتقاعد مجالس المحافظات ذوي الخدمة ستة أشهر وما فوق لكونهم الشريحة الأضعف قياساً للأعلى في البرلمان مثلاً الذي يشرع لنفسه وهذه الشريحة البرلمانية تنضم كل أربع سنوات برواتب وتقاعد فترته الأعلى خدمة أربع سنوات، في حين يناضل الموظف التقليدي باحتساب 80% من راتبه بعد ربع قرن خدمة. هذا التفاوت سوف لا يكون مستقراً مثل رواتب العائلة المالكة في الدول الدستورية ولا يزحف عمقاً أو عرضاً.
وشريحة الدرجات الخاصة أيضاً رواتبهم جمعياً لا تخضع إلا لقانون خاص في الراتب والتقاعد والمخصصات وهذه أيضاً تتسع ما دام الاستحداث لأغراض التوازن مستمراً وجذره طائفي أيضاً وليس وطنياً بمقاييس مجلس خدمة أو قانون موحد (شهادة وخبرة).
ولكن والأدهى والأمر أن هذه الامتيازات الفنطازية تتم في قمة فساد لم تصله الدولة سابقاً وضعف أداء كذلك في جميع الميادين بحيث لا يتناسب مع اضعف بيروقراطية في تاريخنا.
ففي أبسط محافظة وأفقر محافظة بعد السماوة، تقول لجنة المشاريع في مجلس المحافظة إن نحو (150 مشروعاً تقدر كلفتها بـ244 مليار دينار) لم تنجز لحد الآن على الرغم من انتهاء مهلة تنفيذ بعضها منذ خمس سنوات (المدى بريس ليوم  18 / 2/2013).
هل هذا الأداء يستحق امتيازات خاصة؟  ولا نسأل أكثر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

!!العمود الثامن: وثيقةعالية نصيف

 علي حسين كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن النائبة عالية نصيف ، لكن ماذا أفعل ياسادة والسيدة النائبة خرجت علينا مؤخراً لتتقمص شخصية الفنان الراحل توفيق الدقن وهو يردد لازمته الشهيرة...
علي حسين

باليت المدى: الأمل الأخير

 ستار كاووش كان مروري في الشارع الأخضر بمدينتي القديمة كافياً لإعادتي لتلك الأيام البعيدة، فها أنا بعد هذه السنوات الطويلة أقف بمحاذاة المقهى القديمة التي كنتُ أرتادها صحبة أصدقائي. مازالت رابضة في مكانها...
ستار كاووش

قناديل: لقطات!

 لطفية الدليمي لقطة أولى بعد أيام قلائل من 9 نيسان 2003 خرج أحد العراقيين ليبحث عن فرن صمون يبتاع منه بعض ما يقيتُ به عائلته في تلك الايام المشحونة بالفوضى والخراب.
لطفية الدليمي

قناطر: الأمل.. جرعة المورفين التي لا تدوم طويلاً

طالب عبد العزيز أولئك الذين يأكل أرواحَهم الاملُ ما اشفق الرَّبُّ عليهم! وما الطفه بهم، وإن لا يبدو الاملُ متحققاً في المدى القريب. تلتقط الكاميرا على الجادة بفلسطين وجه شيخ، طاعنَ السنوات كثيراً، أشيبَ...
طالب عبد العزيز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram