نادي كتاب كربلاء تحتفي بالشاعر الراحل علي الشبيبي

نادي كتاب كربلاء تحتفي بالشاعر الراحل علي الشبيبي

ربما كانت أمسية نادي الكتاب في كربلاء الأخيرة هي محاولة لإحياء ذكرى واحد من الرجال الذين تعرضوا إلى السجن والتعذيب والقهر في ثلاثة أزمان بدءاً من العهد الملكي والعهدين الجمهوريين ألا وهو الشاعر والمناضل علي الشبيبي، وشارك في الأمسية القاص والروائي جاسم عاصي بصفته مقدماً للأمسية  ومحاضراً مع ابن الشبيبي محمد لتكون الأمنية التي تشعبت إلى مراحل التأريخ مستندة على عنوان الأمسية التي أرادت أن تناقش الكتاب الذي أصدره محمد لوالده وحمل عنوان ( المجموعة الشعرية ) وجمع فيه أغلب القصائد التي كتبها الراحل ولم يجمعها أحد من قبل.

يقول جاسم عاصي إن الشبيبي جمع كل خصال الإنسان فهو مناضل ومرب ناجح ووفي ولم يعرف الاستقرار وكان في السياسة يخرج من سجن ليدخل سجناً آخر حتى أن السياسة أفقدته الكثير من الفقدانات بعد أن أعدم إخوته وولده إلا أنه كان قوياً برغم كلّ العذابات التي تلقاها من جانب السلطة وكان جبلاً من الهم..وأشار إلى أن الشبيبي كان من طلائع المحدثين في الشعر في النجف مع محمد سعيد الحبوبي وكان يصارع من أجل الحداثة مع رجال دين آخرين من الذين لا يستوقفهم الشعر خاصة وانه تأثر بأدب المهجر واطلع على الشعر العربي القديم وكان رومانسياً ويتغزل كثيراً وله مزاج مستقر بالسعر وكان ينتمي إلى المدرسة الصوفية التي ترتقي بالمرأة ووعيها وجسدها.

ويتحدث ولده محمد الشبيبي عن رحلته مع الكتاب فيقول..وجدت أمامي مهمة صعبة جداً وهي نشر كتابات والدي الشعرية والنثرية خاصة وانه طلب مني ذلك على أن يكون بعد موته..ويوضح انه بعد سقوط النظام حصل على مسودات وأوراق لقصائده ولكن الصعوبة هي في التحقق من حقيقة القصائد لأن هناك قصائد تعود إلى  عام 1933 ، وأخذ هذا الجهد مدة أربع سنوات 1934 ولكن بمساعدة الأصدقاء اعتقد أني نجحت في إخراج المجموعة إلى النور..ويكشف انه لم تساعده أي جهة في طبعها حتى الحزب الذي ينتمي إليه وهذا ما شكل نوعاً من الألم لي ولأسرته وقد طبعت المجموعة الشعرية على حسابي ونفقتي الخاصة لكي يكون أمام القراء.

وتحدث الكاتب رشيد كرمة عن علاقته بالراحل الشبيبي بقوله إن له علاقة وثيقة بأسرة الشبيبي وكان ابنه صديقاً لنا وهو واحد من أهم مناضلي الحزب الشيوعي وكان شهيداً باراً لليسار العراقي..ويشير إلى أن الشبيبي كان حنوناً ومربياً وعلاقته حسنة مع الجميع.

وهذا ما أكده أيضاً أحد مجايليه الأديب المربي مهدي النعيمي وقال انه يتمثل فيه نوع من الهدوء وبلاغة المفردة وله القدرة على جعل المستمع مصغياً جداً وهو كيس في حديثه وله باع في صياغة الجملة والإقناع. ويقول.. مات ولم يكن له الكثير من الأموال.

ويتحدث الأكاديمي الدكتور عباس التميمي من أننا نقف أمام تأريخ مصغر وقطع من تأريخ العراق..وأضاف نحن جيل لم نلتق مع الشبيبي بل نشأنا في بحر متلاطم من المعلومات التاريخية ولكن المجموعة الشعرية هي الميزان الأكثر عدلاً في كشف التأريخ وسرد أحداثه كونه ابن لحظته ولهذا تكون المجموعة وثيقة تاريخية من خلال الشعر. وقد تمكن الشبيبي من وضع التاريخ في الشعر وصنع التاريخ شعراً من عدم الثبات لأن الثبات يعني موت التأريخ.

 

وتساءل الروائي علي لفتة سعيد عن السبب الذي يجعل جيلا كاملا لا يعرف عن الشبيبي سوى الاسم .. وأردف قائلاً.. إنها لغصّة أن لا تكون للمناضل حصة بعد وقت، حتى لطبع كتاب . وهنا أسأل.. من المسؤول عن حفظ كل هذا الألم والصراع من أجل أن يكون اليوم الذي نحن فيه، إذا لم يتصدَ واحد من الأبناء. ودعا سعيد إلى حفظ كل ما له علاقة بالأدب لمناضلي حقبة عراقية تكشف مدى التسلط الذي يمارسه الطغاة مهما كانوا، واليوم هم مدعوون أيضاً إلى كتابة الهم العراقي الذي تأثر سواء بسبب من الاحتلال أو الإرهاب .

وتساءل الباحث خليل الشافعي أيضاً ماذا تنفعنا السير الذاتية في هذا الظرف الذي  يشتد فيه الصراع في شكل ومضمون الدولة التي نترقب تكوينها؟ وأجاب..السير الذاتية والكتابات الشعرية للأشخاص ذاتهم الذين يؤثرون في التاريخ تعد نقاط دلالة لتقييم مرحلة مهمة لكي نستنبط الدروس ونقيّم مرحلتنا من السير الذاتية. حدث له زمان ومكان ومعلومة وصدق.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top